توالت ردود الفعل المندّدة والشاجبة باستهداف الفرق الإعلامية في حاصبيا، والذي أدّى إلى استشهاد ثلاثة منهم.
ووصف وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال زياد المكاري هذا الاستهداف بـ”جريمة حرب”، قائلاً عبر منصة “إكس”: “انتظر العدو الاسرائيلي استراحة الصحافيين الليلية لكي يغدر بهم في منامهم، وهم لم يتوقفوا خلال الأشهر الماضية عن تغطية الخبر في الميدان ونقله كشفاً عن جرائمه الموصوفة”.
وأضاف: “هذا اغتيال، بعد رصد وتعقّب، عن سابق تصوّر وتصميم، إذ كان يتواجد في المكان 18 صحافياً يمثلون 7 مؤسسات إعلامية… هذه جريمة حرب… الرحمة للشهداء غسان نجار، محمد رضا ووسام قاسم والعزاء لعائلاتهم، ولمؤسساتهم تحديداً قناتَي الميادين والمنار”.
بدوره، دان مجلس نقابة العاملين في الاعلام المرئي والمسموع، في بيان، ما اعتبره “الصمت العالمي المدوي على الجرائم الاسرائيلية المتواصلة على البشر والحجر دون اي رادع او آذان صاغية، والتي أتى في سياقها الاعتداء السافر الذي تعرض له الصحافيون في حاصبيا والتي ارتقى فيها عدد من الشهداء وسقط عدد من الجرحى في انتهاك واضح لا لبس فيه للقوانين والاعراف الدولية التي تستباح يوميا وبدم بارد ومتعمد، في ظل سبات وصمت يعتري دولاً ومؤسسات حقوقية ومجتمعاً مدنيّاً لطالما ادعت انها واحات للدفاع عن الحقوق والحريات”.
وأضاف: “إنّنا إذ نُجدّد الإدانة لهذه الاعتداءات والانتهاكات، نتقدم بالعزاء من قناتي الميادين والمنار ومن ذوي الشهداء، تغمدهم الله برحمته الواسعة سائلين الله ان يلهمهم الصبر والسلوان، وان يمن على الزملاء الجرحى بالعافية والشفاء العاجل
كما دانت نقابة محرري الصحافة اللبنانية، في بيان، “المجزرة المروّعة التي ارتكبتها إسرائيل في حاصبيا باستهدافها بغارة ثلاثة إعلاميين في مقر إقامتهم وهم : مهندس البث والمصور في قناة الميادين، والمصور في قناة المنار: محمد رضا، غسان نجار، ووسام قاسم الذين ارتقوا شهداء”.
وقالت النقابة: “إنّها ليست المرة الأولى تُقدم إسرائيل على استهداف الصحافيين والاعلاميين في لبنان، وقد سبق أن استشهد ستة منهم في غاراتها الوحشية، عدا الجرحى. وما اقدمت عليه جريمة حرب بكل المواصفات والمعايير لا يمكن للمجتمع الدولي وخصوصاً المنظمات المعنية بحماية الصحافيين والاعلاميين خلال قيامهم بمهماتهم في مناطق الحروب والنزاعات، السكوت أمام هذا الخرق الفاضح والمتكرر للمعاهدات والمواثيق الدولية التي تحدد كيفية التعامل مع الصحافيين والاعلاميين وفرق البث، وطواقم الاغاثة العاملة في الميدان”.
وأضافت أنّ “الفندق المستهدَف في حاصبيا يضمّ تجمّعاً للصحافيين والاعلاميين والمصورين الذين لم يسلموا من الغارة، فأصيب عدد منهم، وهو مقر مدني لا عسكري يحرم التعرض له بموجب القانون الدولي”.
واعتبرت أنّه “إزاء هذه الفاجعة، لا تفي كل كلمات الادانة والشجب والاستنكار في التعبير عن مشاعر الغضب والثورة على هذا الاجرام المتمادي الذي يمارسه العدو من دون اي حساب”.
ووضع النقابة “هذه المجزرة الإسرائيلية المروعة في متناول مجلس حقوق الإنسان، واليونسكو والاتحاد الدولي للصحافيين والاتحاد العام للصحافيين العرب والهيئات الحقوقية الدولية والعربية والنقابات الإعلامية في العالم”، داعيةً “إلى أوسع إدانة ضد ما يتعرض له الصحافيون والاعلاميون في لبنان ، ورفع الصوت ضد التمادي الاسرائيلي في استهدافهم ،ضاربا عرض الحائط كل القوانين والمواثيق والاعراف التي تحظر عليه التعرض لهؤلاء”.
كما تقدّمت نقابة محرري الصحافة اللبنانية بـ”التعزية من ذوي الشهداء وقناتي الميادين والمنار، سائلة لهم الرحمة. لقد ارتقوا وهم يوثقون جرائم العدو وفظائعه على ارض وطنهم لئلا تدخل هذه الجرائم عالم النسيان، بفضل ما سجلوه من ادلة ستحضر يوم الحساب الآتي، وهو سيأتي”.