لم تتوقف المجازر الإسرائيلية في القرى الجنوبية، وقد مثلت مجزرة اليوم في شبعا إحدى أبشع المجازر التي تُرتكب يوميًا بحق أطفال ونساء وشيوخ لبنان، حيث أطبق مبنى من 3 طوابق على رؤوس ساكنيه وهم نيام ولا حول لهم ولا قوة.
يسرد رئيس مركز النبطية الإقليمي، حسين فقيه، في حديث إلى “ليبانون ديبايت”، المهام التي قام بها الدفاع المدني منذ بداية العدوان في 7/10/2023 حتى تاريخ اليوم، ويوضح أن “المركز الإقليمي للدفاع المدني في النبطية يضم 21 مركزًا في أقضية مرجعيون، حاصبيا، وبنت جبيل، وعمليًا تبدأ مراكز العمل من شبعا إلى عيتا الشعب، و13 مركزًا من هذه المراكز تقع على الخطوط الأمامية”.
ويذكر أنه “عندما بدأت الحرب كان القصف يستهدف الأحراج بالقنابل الفوسفورية، فكانت كافة هذه المراكز تتدخل مباشرة لحماية البيئة والطبيعة، والأولوية كانت لحماية الإنسان، لأن حمايتهم وحماية أرزاقهم أمانة في أعناقنا، لا سيما أن المواطن ينظر إلينا كشبهة أمان له”.
ويشير إلى أنه “فيما بعد، بدأت وتيرة القصف تشتد على الأحياء السكنية، حيث قامت هذه المراكز الـ17 بـ3000 مهمة تنوعت بين إطفاء، إسعاف، رفع أنقاض، وانتشال جثامين شهداء”.
وإذْ يلفت إلى أن “عمل الدفاع المدني في المناطق الحدودية يتم بالتنسيق مع الجيش ومخابرات الجيش وبمتابعة مباشرة من مدير عام الدفاع المدني العميد ريمون خطار ووزير الداخلية بسام المولوي”، موضحًا أن “الظروف في تلك المناطق كانت قاسية جداً، فالعمل كان تحت قصف فوسفوري وغارات الطيران، وحول الأماكن التي كان العناصر يعملون عليها، واستمر الوضع على هذه الحال حتى تاريخ 7 أيلول 2024، حيث حصل استهداف مباشر لسيارات الدفاع المدني بمنطقة فرون، رغم أنها كانت تحمل شعار الحماية المدنية على سقفها، والتي زودت بها منظمة الصليب الأحمر الدولي.
ويذكر أنه “مسيرة للعدو الصهيوني قصفت الآلية مما أدى إلى استشهاد 3 عناصر وجرح رابع في وضح النهار، والأسوأ أن الاستهداف كان بصواريخ مسمارية وفي منطقة قريبة من المنازل ولا يوجد فيها أي عمل عسكري”.
ويكشف أن “خسائر الدفاع المدني في منطقة النبطية وصلت إلى 16 جريحًا جراء القصف أو حرائق الفوسفور، وقد أصيب عنصران في مركز ميس الجبل، ووصل عدد الشهداء إلى 5. وبعد أن تطورت الأمور وطال القصف الأحياء السكنية في قرى الجنوب، أصبح الضغط كبيرًا جدًا، لا سيما مع تفجير الـ”بيجر” و”اللاسلكي”، حيث تم نقل العديد من الجرحى”.
ويؤكد أن “الدفاع المدني في هذه المناطق يعمل تحت ظروف صعبة جدًا بسبب القصف الجوي، والذي يتسبب بدمار كبير يستوجب انتشال جثامين الشهداء والجرحى، لكن هذا لا يحبط العزيمة ليبقى هذا الجهاز عند حسن ظن الأهالي، وبالنسبة إلى التعاون مع البلديات، فوضعها ليس بأفضل، وهناك تعاون مع قيادة الجنوب في الجيش اللبناني الذي يساعدنا، كذلك مكتب المحافظ وبلدية النبطية وبعض الخيرين يقفون إلى جانب المركز.”
ورغم أن الدفاع المدني هو إدارة رسمية، لكنه يكشف أن “المراكز تعاني، فالآليات لم تتجدد منذ 25 عاماً، وهناك نقص في الخراطيم، كما لا توجد مستلزمات الحماية الشخصية من خوذ ودروع واقية، ويتمنى أن تؤمن أبسط هذه الأمور من أجل الاستمرار في العمل”.
وبالنسبة إلى مجزرة شبعا، يوضح فقيه أنه “منذ الثالثة فجرًا حتى الساعة تم انتشال 6 جثامين، ولكن لا يزال هناك 3 أشخاص تحت الأنقاض، والعمل مستمر لرفع الأنقاض وانتشال من تبقّى تحتها”.
ليبانون ديبايت