في تطور خطير وغير مسبوق في الحروب السيبرانية، كشفت مصادر أمنية أن إسرائيل لجأت إلى استخدام تقنيات متقدمة لتنفيذ تفجيرات عبر أجهزة “البيجر” المفخخة، مما أدى إلى خسائر بشرية فادحة في قطاع غزة. هذا النهج الجديد في العمليات العسكرية السيبرانية يكشف عن مستوى من التطور التكنولوجي يعبر حدود القوانين الدولية، ويطرح تساؤلات عميقة حول الأخلاقيات والمعايير المقبولة في الحروب الأمنية.
تفاصيل العملية
وفقًا للمصادر، فقد تم تفخيخ أجهزة “البيجر” من المصدر عبر تقنية متطورة باستخدام قطعة “آي سي” (IC) زرعت داخل الجهاز. هذه القطعة المدمجة احتوت على مواد متفجرة، وتم ضبط توقيت التفجير بعد تلقي الأجهزة رسالة خطية عبر صوت اتصال. ما إن تم استقبال الرسالة، حتى انفجرت الأجهزة تلقائيًا في غضون 4 ثوانٍ، سواء تم فتحها أو لا.
من اللافت أن الأجهزة التي كانت مطفأة أو خارج نطاق الإرسال لم تتعرض للتفجير، مما يشير إلى استخدام تكنولوجيا متقدمة للغاية. كما أن الأجهزة القديمة من طراز “البيجر” لم تتأثر، ما يعكس تركيز العملية على أجهزة محددة تم تصنيعها أو تعديلها باستخدام تقنيات حديثة.
كيف تم تنفيذ التفجير؟
أوضح الخبراء أن التفجير تم عبر تكنولوجيا سيبرانية متطورة أيقظت المواد المتفجرة المخبأة داخل الأجهزة. لم تكن بطارية “البيجر” العادية هي مصدر الانفجار، بل مادة الليثيوم التي تغذي الجهاز عند استقبال الرسالة. هذه المادة تفاعلت مع التقنية السيبرانية التي أرسلت عبر الرسالة، مما أدى إلى الانفجار.
التكنولوجيا المتقدمة وصعوبة الكشف
ما يجعل هذا الهجوم أكثر خطورة هو استحالة كشف المواد المفخخة باستخدام أجهزة الكشف المتاحة حاليًا حتى في أكثر المطارات والدول تطورًا. تم تركيب المواد المتفجرة باستخدام خوارزميات معقدة مصممة خصيصًا لهذه العملية، ما جعلها عصية على الاكتشاف عبر الوسائل التقليدية.
تخطي القواعد المحرمة في الحروب
إلى جانب ما تسببت فيه إسرائيل من جرائم عسكرية خلال عدوانها الأخير على قطاع غزة، تعتبر هذه العملية الأمنية خرقًا خطيرًا للقواعد المحرمة دوليًا. فقد استخدمت التكنولوجيا السيبرانية للقيام بعملية قتل جماعي باستخدام أجهزة مدنية مخصصة للاستخدام اليومي.
بالتعاون مع شركة عالمية، تحكمت إسرائيل في المجال السيبراني لتنفيذ هذه العملية العدوانية التي استهدفت أرواح الأبرياء بطرق غير تقليدية. هذا التصعيد الجديد يفتح الباب أمام نقاش عالمي حول استخدام التكنولوجيا المتقدمة في الحروب، ويطرح تساؤلات حول المسؤولية الدولية لمنع استخدام التكنولوجيا في تنفيذ جرائم حرب.
إن استخدام أجهزة “البيجر” المفخخة يعكس خطوة متقدمة في الصراعات السيبرانية التي تتجاوز المعايير الدولية للحروب. يجب على المجتمع الدولي أن يتدخل لفرض قيود على مثل هذه العمليات التي لا تهدد فقط حياة المدنيين، بل أيضًا تفتح الباب أمام فوضى سيبرانية غير مسبوقة.
بات من الضروري وضع حد لهذا النوع من العدوان التكنولوجي الذي ينذر بمستقبل مظلم في حال ترك دون رادع.