في خطوة تثير جدلاً واسعاً، اتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حركة حماس بقتل ستة رهائن، تم العثور على جثثهم في نفق بقطاع غزة. وفي بيان رسمي، تعهّد نتنياهو بجعل حماس “تدفع الثمن”، مؤكداً أن “من يقتل الرهائن لا يريد اتفاقاً” حول هدنة في غزة، موجهاً تهديداً صريحاً لقادة الحركة بالقول: “سنطاردكم وسنقبض عليكم وسنصفي الحساب معكم”.
لكن نتنياهو، في تصريحاته، يتجاهل تماماً مسؤوليته المباشرة عن الوضع المأساوي في غزة. منذ اندلاع العمليات العسكرية، تعرّض القطاع لقصف جوي وبري مكثف أودى بحياة آلاف المدنيين ودمر البنية التحتية بشكل كامل. ومن المثير للدهشة أن نتنياهو يلقي باللوم على حماس بينما يتغافل عن جرائم الحرب التي ارتكبها جيشه ضد المدنيين الفلسطينيين.
ففي الوقت الذي يتعهد فيه نتنياهو بملاحقة حماس، يتجاهل حقيقة أن العنف المتصاعد وسفك الدماء هما نتاج سياسة حكومته العدوانية، المدعومة من القوى الكبرى التي لا تزال تلتزم الصمت تجاه الجرائم المرتكبة ضد غزة. إن تحميل حماس وحدها مسؤولية مقتل الرهائن هو محاولة لتضليل الرأي العام وتبرير المزيد من العنف، في حين أن الحقيقة هي أن نتنياهو وحلفاءه يتحملون المسؤولية الأكبر عن المأساة الإنسانية التي تعصف بالمنطقة.