أكّد رئيس حزب “القوّات اللبنانيّة” سمير جعجع أن “محور الممانعة” و”التيار الوطني الحر” سرطان يضرب البلاد، مشدداً على أن وجودهما يعيق أي أمل في تحقيق الخير للبنان. وشدد على أن “جهودنا كلها تنصب اليوم على محاولة كف شرّهما عن الدولة، لتحقيق وجود دولة فعلية في لبنان”.
وتناول جعجع في كلمته موضوع انتخابات رئاسة الجمهورية خلال العشاء السنوي لمنسقيّة المتن الشمالي في حزب “القوّات اللبنانيّة”، واتهم الفريق الآخر بتعطيل هذه الانتخابات بحجة ضرورة الحوار قبل إجرائها، مشيراً إلى أن الفريق الآخر تحول فجأة إلى جماعة مهووسة بالحوار.
وأوضح أنه منذ خمسة أو ستة أيام، وقّع عشرة نواب على عريضة تطالب رئيس مجلس النواب نبيه بري بعقد جلسة لمناقشة الأوضاع الخطرة في الجنوب، إلا أن الدلائل كلها تشير إلى أنه لن يبادر الى عقد هذه الجلسة. وطرح جعجع في هذا الإطار تساؤلاً جوهرياً: “عن أي حوار يتكلمون؟ في حين أنه إذا كان الوضع في الجنوب بهذه الخطورة ولا يقبل رئيس مجلس النواب دعوة لجلسة شرعية لمناقشة الحكومة، فإن هذا يفضح كذب الفريق الآخر ونفاقه”.
أما بالنسبة لموضوع الوجود السوري غير الشرعي في لبنان، فلفت جعجع إلى أنه ليس بحاجة لشرح حيثيات هذا الملف، باعتبار أن الجميع يتابعه عن كثب. لكنه أكد أن الوجود السوري برمته في لبنان غير شرعي على الإطلاق. وأشار إلى أن “التيار الوطني الحر” كان الأكثر تكلماً على هذا الملف، حيث نظم العديد من المؤتمرات وخرج بالكثير من المطالبات والتصريحات، إلا أنه لم يفعل شيئاً لحل الأزمة.
وقال جعجع: “الأزمة الفعلية بدأت في العام 2011 واستمرت بشكل كبير حتى العام 2014، أما في العام 2015 فقد خفتت وطأتها قليلاً، وكان “التيار الوطني الحر” يشغل مناصب المسؤولية كلها خلال هذه الفترة، بينما كانت “القوات اللبنانية” خارج الحكومة. بعد العام 2016، تسلم “التيار الوطني الحر” رئاسة الجمهورية بالإضافة إلى حصوله على أغلبية وزارية ونيابية، ومع ذلك لم يحرك ساكناً لحل الأزمة”.
وأكد جعجع أن تصريحات جماعة “التيار الوطني الحر” كانت مجرد كلام على مرّ سنوات وسنوات من دون أي خطوات عملية. في حين أنه بعد استشهاد باسكال سليمان على يد سوريين غير شرعيين في لبنان، اتخذت “القوات اللبنانية” قراراً بوضع يدها على الأزمة ومحاولة حلها. وخلال أربعة أشهر فقط، تمكن الحزب من تحقيق تقدم كبير في هذا الملف، مشيراً إلى أن القوات لم تترك أي جهد إلا وبذلته في سبيل إنهاء هذه الأزمة، ووصلت في مسعاها إلى بروكسل والأمم المتحدة.
وكشف جعجع عن رسالة وجههها إلى الامين العام للأمم المتحدة، وهو في انتظار رده عليها، وقال: “أبلغته من خلال الرسالة أن ممثل مكتب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان يقوم بمخالفة القوانين، وطلبت منه أن يضعه عند حدّه وإلا فإننا سنتولى الإدعاء عليه أمام المراجع المختصّة”.
وأضاف جعجع: “الاهم من هذا كله هو أن “القوات اللبنانية” نجحت في تحريك الدولة بإداراتها كلها، والتي تنكب الآن بشكل جدي على حل هذه الأزمة”، مشدداً على أن منسقيات “القوّات اللبنانيّة” في مختلف المناطق اللبنانيّة تتعاون مع البلديات والأجهزة الامنيّة المختصة والإدارات المعنيّة لمتابعة حل الأزمة، وخلال 5 أو 6 أشهر سنتمكن أقله من الإنتهاء منها في المناطق التي لدينا وجود ونفوذ فيها، والدليل على ذلك أن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان قررت خفض عدد موظفيها من 1000 إلى 200 موظف خلال عام واحد، ما يعني تقليل الخدمات كلها التي تقدمها تدريجياً.
وفي موضوع الجنوب، قال جعجع: “أود أن أتناول هذا الأمر من زاوية مختلفة، فإذا ما افترضنا، تبعاً لأكثر التقديرات تفاؤلاً، أن الحرب الدائرة في الجنوب اليوم، قد توقفت الآن في هذه اللحظة، وهذه أكثر الإحتمالات تفاؤلاً في حين أن الإحتمالات الأخرى يمكن أن تكون كارثيّة… فإذا ما انتهت الحرب الآن، كما بدأت من دون سابق إنذار، فالثمن الذي نكون قد دفعناه هو ما يزيد عن الـ500 شهيد لبناني بالإضافة إلى عدد كبير من القرى المدمّرة بشكل كامل والكثير الكثير من القرى المدمّرة جزئياً، ناهيكم عن الخسائر بمليارات الدولارات، وكل هذا للاشيء سوى أن يبقى لـ”محور الممانعة” مكان في المعادلة الإقليميّة ولا من يسأل ولا من يحاسب”.
النهار