من حديقة البيت الأبيض… أول ظهور علني لهاريس بعد انسحاب بايدن

أطلت المرشحة الديمقراطية ونائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس (59 عاماً)، اليوم الاثنين، في أول ظهور لها منذ انسحاب جو بايدن من السباق، وذلك لإلقاء كلمة في حديقة البيت الأبيض.

وأكدت في كلمتها أن “إرث وإنجاز بايدن لا مثيل له في التاريخ الحديث”، مضيفة أنه “يكافح من أجل الشعب الأميركي”. كما أكدت أن الرئيس الأميركي المصاب بكورونا “يتعافى وسيعود لتأدية مهامه”.

ولم تهدر هاريس أي وقت، اليوم الاثنين، لمحاولة الفوز بالترشح للرئاسة عن الحزب الديمقراطي، بعد يوم من تخلي بايدن (81 عاما) عن إعادة ترشحه في ظل معارضة متزايدة من حزبه.

وأجرى مسؤولو حملتها وحلفاؤها مئات الاتصالات لدعوة المشاركين في مؤتمر الحزب الديمقراطي الشهر المقبل إلى دعم ترشيحها لخوض انتخابات الرئاسة في الخامس من نوفمبر أمام المرشح الجمهوري دونالد ترامب.

وكان انسحاب بايدن أحدث صدمة في سباق للترشح للرئاسة شهد على مدى الأيام العشرة الماضية محاولة اغتيال للرئيس السابق ترامب على يد مسلح خلال تجمع انتخابي لحملته قبل أن يعلن ترشيح السيناتور جي دي فانس للمنافسة معه على مقعد نائب الرئيس.
وقالت هاريس في بيان: “هدفي هو نيل هذا الترشيح والفوز به.. سأبذل كل ما في وسعي لتوحيد الحزب الديمقراطي وتوحيد أمتنا وهزيمة دونالد ترامب”.

وستضفي هاريس، وهي أميركية سوداء من أصل آسيوي، حيوية جديدة تماما على السباق مع ترامب (78 عاما) في ظل فرق الأجيال والثقافة.

وقالت مصادر لـ”رويترز” إن حملة ترامب تستعد لبزوغها المحتمل كمرشحة منذ أسابيع، وإنها خططت لمحاولة ربطها بصورة وثيقة بسياسات بايدن بشأن الهجرة والاقتصاد.

وقال بايدن، وهو أكبر رئيس أميركي سنا شغل المنصب على الإطلاق، إنه سيظل يمارس مهامه حتى تنتهي ولايته في 20 كانون الثاني 2025، وأيد ترشيح هاريس للرئاسة بدلا منه.

ودفع أداء بايدن الكارثي في المناظرة مع ترامب يوم 27 حزيران، العديد من الديمقراطيين إلى مطالبته بالانسحاب، وبدأ أعضاء كبار في الحزب الجمهوري في مطالبته بالاستقالة من منصبه، قائلين إنه إن لم يكن لائقا للترشح، فإنه غير لائق للحكم.

وذكر مصدر مطلع أن هاريس تحدثت مع جوش شابيرو حاكم ولاية بنسلفانيا، وهو مرشح محتمل لمنصب نائب الرئيس، ومع زعيم الديمقراطيين في مجلس النواب حكيم جيفريز، ومع رئيس كتلة المشرعين السود في الكونغرس ستيفن هورسفورد.

وانسحاب بايدن لا يترك أمام بديله إلا أقل من أربعة أشهر لإطلاق حملة انتخابية. وتلقت هاريس على الفور دعما من ديمقراطيين بارزين، من بينهم منافسون محتملون لها مثل حاكم كاليفورنيا جافين نيوسوم.

وشكك ترامب، اليوم الاثنين، في أحقية تغيير الديمقراطيين للمرشحين، وكانت مزاعم ترامب بأن خسارته في 2020 أمام بايدن جاءت نتيجة للتزوير مصدر إلهام لهجوم السادس من كانون الثاني 2021 على مقر الكونغرس الأميركي (الكابيتول).

وقال ترامب على موقع “تروث سوشيال” الذي يملكه “سرقوا السباق من بايدن بعد أن فاز به في الانتخابات التمهيدية”.

ورغم إظهار الدعم المبكر لهاريس، لم يتوقف الحديث عن عقد مؤتمر مفتوح عندما يجتمع الديمقراطيون في شيكاغو في الفترة من 19 إلى 22 آب.

ولم تعلن رئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي والرئيس السابق باراك أوباما عن دعمهما لهاريس رغم أنهما أشادا ببايدن.
كما لم يذكر منافسان محتملان آخران، هما حاكمة ميشيغان جريتشن ويتمر، وحاكم كنتاكي آندي بشير، في تصريحاتهما نائبة الرئيس.
ومع دخول الديمقراطيين منطقة مجهولة، قال رئيس اللجنة الوطنية للحزب جيمي هاريسون إن الحزب سيعلن قريبا عن الخطوات التالية في عملية الترشيح.

فشلت هاريس التي شغلت منصب المدعي العام السابق لولاية كاليفورنيا والعضو السابق في مجلس الشيوخ الأميركي، في الفوز بترشيح الحزب الديمقراطي لخوض الانتخابات الرئاسية في عام 2020.

وفاز بايدن بالترشح، واختار هاريس لتكون نائبته، وواصل طريقه نحو البيت الأبيض آنذاك وتغلب على ترامب.

وهاريس داعمة قوية لحقوق الإجهاض، وهي قضية تلقى صدى لدى الناخبين الشباب والديمقراطيين الأكثر تحررا.

ومن المتوقع أن تحافظ هاريس إلى حد كبير على نهج بايدن في السياسة الخارجية بشأن ملفات مثل الصين وإيران وأوكرانيا، لكنها قد تتبنى لهجة أكثر صرامة مع إسرائيل بشأن حرب غزة إذا حصلت على ترشيح الحزب الديمقراطي وفازت في انتخابات تشرين الثاني.
ويقول متحمسون لترشحها إنها ستستقطب أصوات فئات بعينها من الناخبين، وتزيد من دعم السود، وتكشف عن مهارات قوية في المناظرة للدفاع عن الملف السياسي في مواجهة الرئيس السابق ترامب.

لكن بعض الديمقراطيين أبدوا قلقهم بشأن ترشيح هاريس، وهو ما يعود جزئيا إلى التاريخ الطويل من التمييز العنصري والنوعي في الولايات المتحدة التي لم تنتخب قط أي امرأة رئيسا حتى الآن على مدى تاريخها الممتد منذ 250 عاما تقريبا.

وعلى جانب الإحصاءات، تظهر الاستطلاعات أن أداء هاريس ليس أفضل من بايدن أمام ترامب.

وخلال حملة 2020، وصف بايدن نفسه بأنه “جسر للجيل القادم”. وفسر البعض حديثه على أنه سيتولى الحكم لفترة ولاية واحدة، بمعنى أنه شخصية انتقالية تغلبت على ترامب وأعادت الحزب الديمقراطي إلى السلطة.

لكن بايدن قرر الترشح لولاية ثانية معتقدا أنه قادر على التغلب على ترامب مرة أخرى.

ووجدت حملته صعوبات بالفعل وواجهت مشاكل كبيرة بعد أن أثار أداؤه في المناظرة مخاوف حقيقية سواء إزاء قدرته على الفوز في الانتخابات أو البقاء رئيسا لأربع سنوات أخرى.

العربية

شاهد أيضاً

لماذا نتنياهو مستعد لقبول وقف إطلاق النار مع حزب الله دون حماس؟

رغم أن إسرائيل قضت على كل كبار قادة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) تقريبا، وأن الحاجة …