نشرت القناة 12 الإسرائيلية، مساء الثلاثاء، تقريرا عن التحقيق الذي أنهى جيش الاحتلال إجراءه بشأن ما وصفه بـ”الإخفاقات الخطيرة” التي حصلت خلال الهجوم على كيبوتس “بئيري” صبيحة هجوم “طوفان الأقصى” الذي شنته المقاومة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ردّا على الانتهاكات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين ومقدساتهم.
وجاء تقرير القناة 12 تحت عنوان “صورة لا علاقة لها بالواقع: تفاصيل جديدة حول التحقيق في معارك بئيري” وعلامات استفهام إضافية تم استنباطها من التحقيق في أحداث ذلك الصباح، إذ قالت القناة إن قيادة فرقة غزة -من قوات النخبة التابعة لجيش الاحتلال- كانت “طيلة فترة المعركة غير قادرة على بث صورة صحيحة وذات علاقة بالواقع” وهو ما أدى إلى الإخفاق الخطير.
فشل فرقة غزة
وقالت القناة إن استخلاصات التحقيق العسكري توجه انتقادات حادة لقيادة فرقة غزة، إذ كان هناك “فارق هائل” بين الواقع على الأرض وما كانت تلك القيادة تعرفه خلال المعارك، لأن فرقة غزة اعتمدت المقارنة بين ما حصل في كيبوتس “بئيري” وما حصل في كيبوتسين آخرين هما “ساعد” و”علوميم” اللذان لم يتعرضا للهجوم.
وجاء في التحقيق العسكري أن قوة “شلداغ” -الكوماندوز الجوي- التي تم إرسالها لإنقاذ الكيبوتس قد “عملت بصورة غير لائقة”، إذ أثبتت وثائق أن قوة النخبة قد وصلت إلى الكيبوتس في الساعة 9 صباحا، ثم انسحبت بعد إصابة جندي ومقتل آخر منها، تاركة عشرات المدنيين الإسرائيليين يتخبطون في دمائهم، في الوقت الذي كان مقاتلو كتائب القسام قد اجتاحوا الكيبوتس.
انسحاب الجنود
وأوضح التقرير أن جميع مقاتلي القوة قد انسحبوا نحو بوابة الكيبوتس، بحجة إنقاذ الجنود وحماية مدخل الكيبوتس، وقد كمنوا هناك من دون أن يسعوا للاشتباك مع عشرات مقاتلي القسام الذين كانوا على بعد عشرات الأمتار منهم.
وأشارت القناة إلى أن تحقيق الجيش أفاد بأن واحدا من الإخفاقات المتعلقة بهذا التصرف أن “وحدة النخبة” كان يُفترض بها أن ترسل الجنديين المصابين مع مجموعة قليلة من الجنود وتواصل الدفاع عن الكيبوتس، وهو ما لم يحصل.
وحدة أخرى تنسحب أمام مقاتلي القسام
لم يكن الإخفاق والانسحاب من المعركة نصيب وحدة النخبة “شلداغ” وحدها، إذ إن وحدة إضافية من مقاتلي سلاح “حرس الحدود” قد تمركزت قرب وحدة “شلداغ” طيلة تلك الفترة من دون أن يسعوا إلى إنقاذ سكان الكيبوتس، ثم انضمت إلى القوتين لاحقا قوة قوامها 40 مقاتلا تابعة لوحدة “عوكتس”، وهي الوحدة العسكرية التي تقوم بتشغيل كلاب الأثر، بعد أن اشتبكت مع مقاتلي القسام لمدة قصيرة، لتعود على أدراجها نحو موقع تجمع الجنود.
كما ذكر التحقيق أن “قوة عسكرية إضافية، يبلغ قوامها على الأقل 100 مقاتل، مجهزين ومسلحين جيدا، قد وقفوا خارج الكيبوتس على مدار ساعات”.
وذكرت القناة أن قيادة فرقة غزة كانت تبث عبر شبكات الاتصال العسكرية تقارير وإحاطات وتوجيهات “لا علاقة لها بما يحصل على الأرض” حيث كانت هناك “فجوة هائلة بين المعلومات التي تُبث بثا حيا على أجهزة الاتصالات والواقع في الميدان”، وهو ما أدى إلى تفاقم الإخفاق في مهمة الدفاع عن كيبوتس “بئيري”.
بروتوكول هانيبال
وتشير تقارير إلى توسع جيش الاحتلال في تنفيذ بروتوكول “هانيبال” في كيبوتس بئيري على وجه التحديد، دون أن يأبه بعدد المدنيين الذين كانوا محتجزين في الداخل رفقة مقاتلي المقاومة.
وأظهرت مشاهد عرضتها إسرائيل حجم دمار كبير لحق بهذا الكيبوتس بالتحديد دون غيره من المستوطنات التي اجتاحتها المقاومة الفلسطينية.
ورغم اتهامات جيش الاحتلال بقصف المنازل في كيبوتس بئيري، فإنه لم يرد على هذه الاتهامات في التحقيق الذي نشره الأربعاء.
و”هانيبال” بروتوكول عسكري مثير للجدل يُنسَب استخدامه إلى الجيش الإسرائيلي منذ اعتماده رسميا عام 2006، من خلال السماح للوحدات الميدانية بضرب الآسرين بالأسلحة الثقيلة حتى لو أدى ذلك إلى مقتل الأسرى الإسرائيليين، لمنعهم من مغادرة موقع الحدث رفقة أسرى.
الجزيرة