أفاد تقرير نشره موقع “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية اليوم الأربعاء، أن لجنة التحقيق العسكرية الإسرائيلية الخاصة التي تم تشكيلها قبل عام حول تفجير مبنى مقر قيادة جيش الاحتلال في مدينة صور جنوبي لبنان عام 1982 وقُتل فيه 67 جنديا إسرائيليا، قد أنهت عملها وتستعد لإصدار تقريرها النهائي.
وأضاف التقرير الذي كتبه خبير الشؤون الاستخبارية رونين بيرغمان، أن خلاصات التقرير تعد “دراماتيكية ومجلجلة”، سيما أنه سيتم رفعها لرؤساء المجمع الاستخباري الإسرائيلي، والمنظومة الأمنية والحكومة ولاحقًا إلى عائلات الجنود الذين قتلوا في العملية.
أكبر كارثة في تاريخ الجيش الإسرائيلي
وذكر التقرير أن اللجنة المعنية قد تم تشكيلها في أعقاب نشر صحيفة “يديعوت أحرونوت” سلسلة من التحقيقات تدعو إلى إعادة النظر في تفاصيل ما وصفته الصحيفة بـ”أكبر كارثة في تاريخ الجيش الإسرائيلي، حتى تاريخ 7 من أكتوبر/تشرين الأول”.
وكانت تفاصيل التقرير قد تم تسليمها مؤخرًا إلى طاقم تحقيق آخر، شُكل سابقا في إطار جهاز الأمن الإسرائيلي العام “الشاباك”، حيث أفادت لجنة التحقيق الرسمية في ملاحظاتها المرسلة إلى الشاباك بأنها توافق وتصادق على خلاصات التقارير التي نشرتها “يديعوت أحرونوت”.
وأفادت مصادر في المجمع الاستخباري اطلعت على التقرير، للصحيفة أن التقرير يشمل تفاصيل مثيرة للحنق، ليس بسبب ما وصفته الصحيفة بأسباب الكارثة فقط، بل بشأن محاولة إخفاء الحقائق.
وذكرت الصحيفة أن سلسلة من الإخفاقات شابت عمليات التحقيق السابقة في الحادثة، خصوصًا في لجنة التحقيق الأولى التي شكلت بعد تنفيذ العملية مباشرة، ولجنة التحقيق العسكرية التي شكلت بعد ذلك.
إخفاقات بالجملة ومنظومة كاذبة
كما أشارت “يديعوت أحرونوت” إلى أن المحققين العسكريين ومسؤولين آخرين يعيشون منذ ذلك الحين تحت ظل الشعور بالذنب، وقد كشف هؤلاء مؤخرًا ما لم يقوموا بكشفه في السابق.
وقال بيرغمان إن “سلسلة طويلة من قيادات جهاز الشاباك، ورؤساء هيئة الأركان، ومفوضي الشرطة، ووزراء دفاع، ورؤساء حكومات، قد رفضوا الاعتراف بالإخفاق”.
وأضاف أن آخر هؤلاء كان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو نفسه الذي كتب في عام 2021 لممثلة عائلات الجنود الـ76 الذين قتلوا في العملية بأنه قد أجرى تدقيقًا في طريقة التحقيق ولم يكتشف أية دلائل تشير إلى محاولات إخفاء تفاصيل الحدث والكذب المتعلق به. وأنه قال حينها إنه يفترض أن ما حصل كان حادثة تسرب غاز في المبنى.
وأوضح التقرير أن أول من جرؤ على كسر الكذبة هو رئيس جهاز الشاباك الحالي رونين بار، الذي قرر بعد مرور 40 عامًا على العملية، وفي تعارض مع آراء جميع من سبقوه في قيادة الجهاز، تشكيل لجنة تحقيق داخلية. وسرعان ما توصّل إلى الافتراض القائل بأن تحقيقات “يديعوت أحرونوت” دقيقة بصورة كبيرة. وبناء عليه، صدر القرار بتسمية أعضاء لجنة التحقيق الرسمية العامة، برئاسة جنرال إسرائيلي.
وقد علّقت أوديليا إلبو شفيتسار، ابنة أحد الضباط الإسرائيليين الذين أصيبوا في العملية “لقد كانت المنظومة الأمنية تعرف الحقيقة جيدًا، وعلى مدار 42 عامًا. لقد كان هؤلاء يعلمون بأن الكارثة كانت نتيجة هجوم مقصود، لا حادثة. لقد تم تكنيس الموضوع تحت السجادة، وفي هذا مساس خطير بذكرى القتلى، وبالعائلات الثكلى”.
الجزيرة