سيناريو الحرب الشاملة مستبعد..إسرائيل تحتاج إلى وقت لبناء جيشها!

تزداد الجبهة الشمالية لإسرائيل على الحدود مع لبنان، اشتعالا خلال الأيام الأخيرة، فقد استهدفت إسرائيل قائدا عسكريًا بارزًا لحزب الله في غارة على بلدة جويا، الثلاثاء، ليرد الحزب الأربعاء الماضي، بإطلاق أكثر من 200 قذيفة صاروخية على شمالي إسرائيل.

وأشار تحليل لصحيفة “تايمز أوف إسرائيل”، إلى أنه في الوقت الذي يشتعل فيه الشمال، فإن “غزو لبنان لن يحل شيئا”، مضيفا أن إسرائيل “تحتاج إلى الوقت لبناء جيشها للاستعداد لحملة حاسمة ضد حزب الله”.

وأشار التحليل إلى أنه مع تعقد صفقة إطلاق سراح المختطفين لدى حماس وإنهاء الحرب في غزة، “لا توجد طريقة سهلة لإنهاء القتال في الجبهة الشمالية وإعادة السكان الإسرائيليين إلى بلداتهم التي تم إخلاؤها” بسبب القتال مع حزب الله.

ونقلت الصحيفة عن كبيرة الباحثين بمعهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، أورنا مزراحي، أنه “كلما مر الوقت وتصاعد الصراع، زادت فرصة اندلاع الحرب”.

وكشف موقع “أكسيوس” الأميركي، أن المبعوث الأميركي الخاص، عاموس هوكستين، سيصل إلى إسرائيل، الإثنين، لإجراء محادثات “لمنع تحوّل التصعيد بين إسرائيل وحزب الله إلى حرب شاملة”.

وواصل تحليل “تايمز أوف إسرائيل” بالقول، إن جهود الرئيس الأميركي جو بايدن، تتمثل في “بذل كل الجهود الممكنة لوضع حد للقتال في غزة، مما سيترتب عليه حرص كل من إسرائيل وحزب الله على إنهاء صراع لا يمكن لأي منهما الفوز فيه، ويفتح الباب أمام اتفاق سلام سعودي إسرائيلي محتمل”.

وحذرت مزراحي من أنه “لهزيمة حزب الله، تحتاج إسرائيل إلى حرب طويلة ومعقدة جدا”.

وقال التحليل إن التحديات التي سيواجهها الجيش الإسرائيلي في لبنان “ستكون أكبر” مقارنة بالوضع في غزة، حيث يمتلك حزب الله “أسلحة مضادة للدبابات وطائرات بدون طيار هجومية أكثر تقدما”، بجانب “قدرة الجماعة الشيعية على استهداف الجيش الإسرائيلي على بعد كيلومترات في المناطق المفتوحة”.

كما قال المحلل العسكري، الجنرال السابق في الجيش الإسرائيلي، عيران أورتال، للصحيفة الإسرائيلية، إنه “لو كان هناك اعتقاد بأنه من الصواب خوض حرب ضد حزب الله في 8 تشرين الأول، فإن الأمر بات أقل منطقية حاليًا”.

وأشار التحليل إلى أنه “في ظل قتال مئات الآلاف من الجنود ضد حماس منذ أكثر من 8 أشهر في غزة، فإنهم يستهلكون مخزون القذائف والقنابل الدقيقة وصواريخ القبة الحديدية”.

كما لفت إلى أن “حزب الله استغل تلك الفترة في استهداف إسرائيل بالطائرات المسيّرة والأسلحة الأخرى التي حصل عليها من إيران، واستخدمها في دراسة الدفاعات الجوية الإسرائيلية”.

وأوضح أورتال: “لم نجهز أنفسنا بمزيد من القدرات الجديدة، ففي وقت نستهلك فيه مخزوننا، هم لديهم مخزون كامل”، محذرا من أن “الثمن سيكون أكبر بكثير من الإنجاز”.

فيما قال الخبير في مجموعة الأزمات الدولية، هيكو وايمان، لشبكة “سي إن إن” الأميركية، إنه “من غير المرجح أن تتخذ إسرائيل وحزب الله قرارا عن وعي ببدء الحرب”، مستطردا: “لكن، كلما زادت حدة الصراع وتعمق كل جانب في أراضي الطرف الآخر وزادت قدرات الأسلحة المستخدمة، كلما زادت احتمالية الخطأ”.

ويواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، ضغوطا شديدة من المعارضة وائتلافه الحاكم بشأن اتخاذ إجراءات في الشمال.
كشف موقع “أكسيوس” الأميركي، نقلا عن مسؤولين إسرائيليين، أن المبعوث الأميركي الخاص، عاموس هوكستين، سيصل إلى إسرائيل الإثنين، لإجراء محادثات لمنع تحول التصعيد بين إسرائيل وحزب الله إلى “حرب شاملة”.

من جانبها، حذرت الولايات المتحدة من التصعيد خشية خروجه عن السيطرة. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية، ماثيو ميلر، الأربعاء، إن واشنطن “قلقة للغاية” بشأن خطر التصعيد، مشيرا إلى انخراط الإدارة الأميركية في محادثات دبلوماسية من أجل تجنب تصعيد التوتر وخروجه عن السيطرة.

وكان منع نشوب حرب بين إسرائيل وحزب الله هدفا رئيسيا لإدارة بايدن، في جهودها لمنع القتال في غزة من التوسع إلى صراع إقليمي أوسع، حيث قاد هوكستين المناقشات منذ أشهر، للوصول إلى تفاهمات بشأن الحدود بين إسرائيل ولبنان.

وحسب “أكسيوس”، قال مسؤولون أميركيون إنه خلال الأيام القليلة الماضية، “أصبح منع العنف على الحدود الإسرائيلية اللبنانية من التحول إلى حرب، أولوية ملحة لدى البيت الأبيض، وفي المرتبة الثانية بعد التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة”.

فيما قال مسؤولون إسرائيليون، وفق ما نقله أكسيوس عن أحد المصادر، إن وفدا إسرائيليا رفيع المستوى سيصل، الخميس، برئاسة وزير الشؤون الاستراتيجية، رون ديرمر، ومستشار الأمن القومي، تساحي هنغبي، إلى واشنطن، لإجراء محادثات حول لبنان وغزة والبرنامج النووي الإيراني.

وأسفر التصعيد بين إسرائيل وحزب الله اللبناني منذ الثامن من تشرين الأول الماضي، عن مقتل 469 شخصا على الأقل في لبنان، بينهم 307 على الأقل من حزب الله و90 مدنيا، وفق تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى بيانات حزب الله ومصادر رسمية لبنانية.

بينما أعلنت إسرائيل من جهتها مقتل 15 عسكريا و11 مدنيا.

شاهد أيضاً

لماذا نتنياهو مستعد لقبول وقف إطلاق النار مع حزب الله دون حماس؟

رغم أن إسرائيل قضت على كل كبار قادة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) تقريبا، وأن الحاجة …