جعجع: لا تراهنوا على خيبة املنا لن نيأس لن نتعب..

قال رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع خلال جنازة الراحل باسكال سليمان في مداخلة عبر منصة “زوم”:

في وداع الرفيق الشهيد باسكال سليمان:

وداعاً رفيقي باسكال، وبالمناسبة سلّم على الياس الحصروني وقل له، من الجنوب للشمال قضية واحدة وشهادة واحدة.
باسكال، الرفيق، ابن القضية، المناضل الحقيقي، الصادق، المستقيم، المؤمن، والذي يضحّي في كل شيء حتى بحياته من أجل القضية. هذا أنت يا باسكال وهذه هي “القوات اللبنانية”.

من الممكن يا باسكال انك تسأل اليوم، مع العلم انني لا اعتقد ذلك لأنك من عليائك اصبحت ترى وتدرك كل الامور وتعرف ما الذي سيحصل، ولكن ايضا من الممكن ان كثرا يسألون: “طيب وهلق شو؟” الجواب بسيط وواضح جدا: “وقت الخطر قوات”.

فالمواجهة مستمرة، وستبقى إلى حين الوصول إلى شاطئ أمان فعلي، حقيقي، ثابت ونهائي. مواجهتنا ليست للأخذ بالثأر او ردة فعل أو مواجهة طائفية أو مناطقية أو عرقية، بل هي من أجل الانتقال من الواقع المرير، المؤلم، المجرم، الفاشل الذي نعيش فيه منذ سنوات، إلى الواقع الجديد المرتجى ككل مجتمعات العالم المتحضّر حيث يعيش الانسان فيه بأمان واستقرار وعزة وحرية وكرامة. واقع جديد يمكنه استيعاب الأجيال الجديدة وأحلامها وتطلّعاتها وآمالها، ويؤمن لها حياة كريمة وفرص نجاح لا تنتهي وآفاقا مستقبلية لا حدود لها، وذلك في لبنان وليس في أي بلد ثانٍ.

مواجهتنا مستمرة مع جميع اللبنانيين الشرفاء الأحرار حتى الوصول “لهون بالتحديد” كي لا نتعرض كل 5 او 10 سنوات إلى حرب جديدة، وكي لا نعد نخجل بجواز سفرنا اللبناني امام العالم، كي لا نبقى “موسومين” ببلد الإرهاب والكبتاغون، كي لا تستمر عمليّات الاغتيال والقتل والخطف كما حصل مع باسكال.

‏مواجهتنا مستمرة كي يصبح لدينا حدود معروفة ومحروسة ومضبوطة “مش إنّو سيّارة مجرمين، معن جثّة إنسان، تقدر بهالبساطة تقطع بين لبنان وسوريا”. كي ننجح، اذا اردنا ديمقراطيا، تغيير سلطة فاشلة فاسدة، رمتنا في آخر طابق من جهنّم، بدلا من بقائها “قاعدي عا قلوب اللبنانيي” بفعل وهج السلاح غير الشرعي والتعطيل وضرب الدستور. كي ننجح في كشف الحقيقة في جريمة بحجم “جريمة المرفأ”، أو اغتيال لقمان سليم والياس الحصروني وباسكال سليمان، وكي ينال المجرمون عقابهم الذي يستحقونه ويكونوا عبرة لـ”كلّ حدا بيفكّر يمدّ إيدو عا لبناني”. كي نستطيع عند مطالبنا بالحقيقة الا نُتّهم بإفتعال الفتن فنتحوّل بمنطق اللامنطق من ضحية الى قاتل، ومن مغدور إلى عابث بالسلم الأهلي. وكي يبقى قرارنا بيدنا، “مش نوُعا بيوم من الإيام، متل ما صاير هلق، ونلاقي حالنا بحرب إلا اوّل ما إلا آخر، بقرار مدري من مين ومن وين جرّ ورح يجر علينا” أكثر وأكثر الويل والخراب الذي لبنان بغنى عنه ولا مصلحة له به.

‏‎المواجهة مستمرة لأن الأمور لن تحل من دونها، على الرغم من انها يمكن ان تكون طويلة، لأنّ الحلول الجذرية والفعلية والجديّة تحتاج الى وقت وجهد وتعب ونفس طويل.

‏من هنا، “تا ما حدا يغلط بحساباتو”: لا يراهنّ أحد على خيبة أملنا فلن نيأس، لا يراهنّ أحد على تعبنا فلن نتعب، لا يراهنّ أحد على تراجعنا فلن نستسلم، لا يراهنّ أحد على ذاكرتنا فلن ننسى، لا يراهنّ أحد على الوقت كي نبدل رأينا فبالنسبة الينا “الفُ عامٍ في عينِك يا ربُّ كأمسِ الذي عَبَرْ”.

‏الجميع يعي أن طريقنا ليست سهلة البتة إذ أن هدفنا ليس نيل المراكز والمواقع والمكاسب والمساومات و”لا بيع وشرى”، طريقنا صعبة “بتودّي، بس نمشيا كلّنا سوا، إيد بإيد” لتحقيق التغيير الحقيقي والفعلي لهذا الواقع الحالي.

‏إلى اللبنانيين عموما والقواتيين خصوصا، أقول: “نحن جاهزون وحاضرون دائما، ولو أن الصعوبات والملمات تعترض طريقنا الا اننا “ما منتركها تأخرنا ولا بيأخّرنا غدر”، فمهما كانت الطريقُ صعبة، شاقة، طويلة، ومتعرّجة، ففي نهايةِ المطافِ، لن تكونَ إلاّ مشيئته، وكما في السماءِ كذلك على أرضِنا المقدسة.

المجدُ والخلودُ لشهيدِنا الغالي باسكال، في أَحضانِ سيدة ايليج سُلطانةِ الشهداء، العزةُ والكرامةُ والبقاءُ لشعبِنا الأبيِّ المستمرِّ في صمودِهِ.

‏إلى الرفيق باسكال، كن مطمئنا، كما تعرفنا نحن مستمرون في متابعة المسيرة، كما تعرفنا “حرّاسنا ما بينعسوا”، كما تعرفنا “لا منخاف من شي، ولا منستهاب شي”.

شاهد أيضاً

“استقلال البلد مهدد”… باسيل: دخلنا في حرب لم يكن يجب أن نقع فيها

أكد رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل أنَّ “الحفاظ على الإستقلال هو أصعب من …