أفادت صحيفة Globes الإسرائيلية، الخميس 4 نيسان 2024، بأن قيادة الجبهة الداخلية تنوي أن تطلق في الأيام المقبلة حملة عامة ترمي إلى بثِّ الاستعداد بين الإسرائيليين لتوسيع الحرب في الشمال على الحدود مع الأراضي اللبنانية.
ولفتت الصحيفة إلى أن الموقع الإلكتروني لقيادة الجبهة الداخلية أشار إلى أن بنك إسرائيل المركزي أصدر تعليمات للبنوك بالاستعداد لزيادة السحب النقدي، وتوفير “مخزون نقدي كافٍ” للأشهر الحالية.
تأتي هذه الحملة بعد 6 أشهر من تعليمات أصدرتها الجبهة نفسها بعد يومين من معركة السابع من تشرين الأول 2023، أمرت فيها السكان بإعداد أنفسهم للمكوث 72 ساعة في المناطق المحمية والملاجئ، وفق الصحيفة.
كان الغرض من ذلك محاكاة تعرض اسرائيل لهجوم من الجبهة الشمالية على الحدود مع لبنان، وقد سارع الإسرائيليون حينها لشراء الإمدادات وزجاجات المياه.
لكن بعد أن داهموا محلات السوبر ماركت وأفرغوا كثيراً من المتاجر من بضاعتها، أصدرت قيادة الجبهة الداخلية إشعاراً يقول: “لم يكن هذا تغييراً في التعليمات، لقد كانت مجرد تدابير لزيادة الوعي العام”.
وأشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى أنه مرَّ نصف عام على هذا الأمر، ومع ذلك فها هي قيادة الجبهة الداخلية في إسرائيل ستطلق خلال الأيام المقبلة حملة أخرى لإعداد سكان إسرائيل لتصعيد الحرب على الجبهة الشمالية.
أضافت الصحيفة أنه لا يجوز الاستهانة بتحذيرات المسؤولين عن أمن الجبهة الداخلية، وإنه لا شك أنهم استخلصوا العبر مما حدث في التجربة الأولى، لكن يظل من المثير للاهتمام تعقب تصرفات الإسرائيليين هذه المرة ومدى تأثرهم بما حدث من 6 أشهر.
في غضون ذلك، قد تؤدي الاستجابة لهذه الحملة إلى زيادة مكثفة في عمليات السحب النقدي، وكانت الجبهة الداخلية قد أوصت الإسرائيليين بتخزين بعض الأموال في الأيام الأولى للحرب، لكن الناس لم يلتفتوا كثيراً لهذه التوصية، وركزوا على شراء الإمدادات وزجاجات المياه.
وقد كررت الجبهة في هذه الحملة توصياتها بتخزين الأموال النقدية، لكنها اكتفت بالإشارة إلى هذه التوصيات على الموقع الإلكتروني لقيادة الجبهة، في حين لم تتطرق دعاية الحملة، لموضوع تخزين “الأموال النقدية” على الإطلاق.
ويعني ذلك أن قيادة الجبهة أبلغت بنك إسرائيل المركزي بما ورد في البيان المنشور على موقع الإلكتروني، وأصدرت تعليمات بأن يرسل إلى البنوك إشعاراً بالحملة المنتظرة (لكن دون التطرق لموضوع تخزين الأموال النقدية)، وأن عليها الاستعداد بناءً على ذلك.
ومع ذلك، قالت الصحيفة الإسرائيلية إن البريد الإلكتروني الذي أرسل إلى البنوك لم يحدد كيفية الاستعداد المرجو، وفيم يختلف عن الاستعداد القائم في النظام المصرفي منذ أسابيع وشهور.
ونقلت الصحيفة عن بنك إسرائيل المركزي قوله: “من المنتظر أن تطلق قيادة الجبهة الداخلية حملة توضيحية للجمهور في الأيام المقبلة ضمن تدابير الاستعداد لمختلف السيناريوهات. وبناءً على ما ورد، حدَّثت هيئة مراقبة البنك المركزي تعليماتها المتعلقة بالحملة في البنوك، لكي تتصرف وفقاً لذلك. إنها عملية تحديث مستمرة، وليس أكثر”.
وذكرت الصحيفة أن بنك إسرائيل والجهاز المصرفي يستعدان بانتظام لمختلف السيناريوهات، ومن الواضح أن التوقعات في الأشهر الأخيرة والتعليمات الواردة تشمل أوامر بتخزين ما يكفي من المعروض النقدي لتلبية أي زيادة على الطلب، إذ قد يطالب بعض الناس بسحبِ “مئات الآلاف من الشواكل”.
في السياق ذاته، أورد موقع Walla الإسرائيلي أن الجيش الإسرائيلي أصدر، الخميس 4 نيسان 2024، تعليمات بالتعليق المؤقت لإجازات الوحدات القتالية وإرجاء تسريح القوات، وذلك على خلفية تصاعد التوترات الإقليمية عقب اغتيال قادة كبار في الحرس الثوري الإيراني في سوريا، الإثنين 1 نيسان.
وأورد بيان التعليمات الصادر إلى الوحدات أن “الجيش الإسرائيلي في حالة حرب، ويجري تقييماً مستمراً لانتشار قواته حسب الحاجة”.
جدير بالذكر أن هذه التعليمات تأتي عقب إعلان الجيش الإسرائيلي، الأربعاء، عن استدعاء قوات احتياط الدفاع الجوي، وقد أعلن كذلك عن رفع مستوى الاستعداد في المنطقة الشمالية والمناطق المحيطة بمدينة إيلات، مع التركيز على وحدات التحكم والدفاع الجوي.
عربي بوست