الاستثمارات الإماراتية الخارجية.. بناء جسور التنمية العالمية

تعتبر دولة الإمارات العربية المتحدة من الدول الرائدة عالمياً في مجال الاستثمارات الخارجية، حيث تمتلك خبرة طويلة ومتنوعة في استثمار رؤوس الأموال خارج حدودها.

تتبنى الإمارات استراتيجية متنوعة ومتعددة الأوجه للتوسع في الاستثمارات الخارجية، بهدف تحقيق التنمية المستدامة لاستفادة الاقتصاد المحلي ودعم الاقتصادات العربية والعالمية.

تنويع الاستثمارات هو أحد الأسس الرئيسية لاستراتيجية الإمارات في الاستثمارات الخارجية، حيث تسعى إلى توجيه الاستثمارات نحو قطاعات مختلفة ومتنوعة. يأتي هذا التنويع استجابة لمختلف التحديات والمخاطر الاقتصادية، حيث يُعتبر مصدراً للحماية والتوازن في الأداء الاقتصادي للدولة، و تقليص الانكشاف على الصدمات الخارجية.

كما تتبنى دولة الإمارات استراتيجية تحديد المناطق والبلدان التي تحمل أهمية استراتيجية تنموية، وذلك بهدف استغلال الفرص الاستثمارية المتاحة في تلك البلدان والمساهمة في التنمية الاقتصادية بها. واحدة من الأمثلة البارزة على هذه الاستراتيجية هي الاستثمارات الكبيرة في جمهورية مصر العربية.

يُشير مشروع رأس الحكمة كمثال على هذه الاستراتيجية، حيث تمثل هذه الاستثمارات مشروعًا ضخمًا بقيمة 35 مليار دولار، وهو أكبر استثمار مباشر في تاريخ مصر. وهو تحالف استثماري تقوده القابضة الإماراتية “ADQ”، ويهدف إلى تحويل التحديات الاقتصادية في مصر إلى فرص، مما يُضفي على الاقتصاد المصري عديداً من المؤشرات الإيجابية قصيرة ومتوسطة وطويلة الأجل.

الاستثمارات في مصر، وغيرها من البلدان التي تحمل عمقاً استراتيجياً للمنطقة العربية، فرصة استثمارية مهمة لدولة الإمارات. إذ تسعى الإمارات من خلال هذه الاستثمارات إلى تعزيز التعاون الاقتصادي مع الدول الشقيقة والصديقة، وتحقيق التنمية المستدامة والمتبادلة.

أبعاد استراتيجية

من جانبه، أكد الوزير المفوض الدكتور منجى علي بدر، المفكر الاقتصادي وعضو مجلس إدارة الجمعية المصرية للأمم المتحدة، أن:

استثمارات الإمارات الخارجية لها أبعاد اقتصادية واستراتيجية وأمنية ومجتمعية؛ فهي أداة التوازن بين الحاضر والمستقبل وهي صوت العقل الرشيد في السياسة الخارجية للإمارات.
أيضا هي ميزان من ذهب بين الحاضر والمستقبل، وكذا سفينة النجاة في عالم بدأت تظهر فيه إرهاصات نظام عالمي جديد ووسط توترات منطقة الشرق الأوسط .
وأضاف: فيما يخص البعد الاقتصادى للاستثمارات الخارجية للإمارات فهي استثمار فرص مربحة ذات قيمة مضافة عالية وأيضاً ضمان عائد دورى من الاستثمارات يتم ضخه مرة أخرى في الاقتصاد الإماراتي وتحفيز العامل البشرى وزيادة رغبته في التنافس دولياً مما ينقل المجتمع لمستويات ثقافية مناسبة للعصر.

وعلى صعيد البعد الاستراتيجي، أوضح أن ذلك التوجه يجعل من الإمارات لاعباً دولياً هاماً في العالم والمنطقة، ويزيد الثقل النسبي لسياساتها الخارجية، ويضمن الردع الكامل لأي تهديد (..).

وأشار إلى أنه فيما يتعلق بالبعد الأمني والمجتمعي للاستثمارات الخارجية، تعد الإمارات من أكثر الدول أمناً، كما أن المواطن الإماراتي يتمتع بترحيب كبير داخل وخارج بلده وجواز السفر الإماراتي “هو بوابة جنة الدنيا للمواطن”.

وأشار إلى أن الاستثمارات الإماراتية في مصر مهمة لكلا البلدين وأسبابها متعددة تبدأ بعلاقات مميزة بين الشعبين والقيادتين وتنتهي بجدوى اقتصادية للاستثمارات في مصر، وإطارها تعاون استراتيجي متنامٍ كمثال عملي للتعاون الإيجابي بين دولتين شقيقتين، مضيفًا أن يوم 23 فبراير يعد يوماً مفصلياً للاقتصاد المصري بسبب توقيع صفقة رأس الحكمة بين مصر والإمارات وهي بداية مبشرة لمصر داخليا وخارجيا.

استراتيجية ناجحة

أمين عام اتحاد المستثمرين العرب، السفير جمال الدين بيومي، يقول في تصريحات خاصة لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية”:

إن استراتيجية دولة الإمارات للاستثمار الخارجي هي استراتيجية ناجحة سوف تدر بمزيد من العوائد الإيجابية على الاقتصاد الإماراتي في المرحلة المقبلة.
الإمارات في هذا السياق تعد نموذجاً يستحق الإشادة، في ضوء إدارتها بصورة إيجابية لقطاع الأعمال، وفي ظل الطفرة الحالية التي تشهدها الدولة.
استثمارات الإمارات الخارجية، لاسيما في مصر، ذات أبعاد استراتيجية مُهمة.. وتُستهدف زيادتها في المرحلة المقبلة بين الدول العربية، انطلاقاً من المصالح المشتركة التي تحقق بدورها عوائد جيدة لجميع الأطراف.

وأشار إلى أن الاستثمارات البينية العربية في الدول الرئيسية مثل الإمارات ومصر والسعودية، تتجه 80 بالمئة منها للخدمات مثل الإسكان، علاوة على قطاعات البنوك والفنادق وغيرها، ثم بعد ذلك استثمارات الصناعة والزراعة بنسبة أقل، مع وجود فجوة غذائية تقدر بنحو 50 مليار دولار سنوياً، الأمر الذي يتطلب سرعة معالجة ذلك الهيكل الاستثماري لخلق جاذبية أكبر على صعيد مختلف المجالات الاستثمارية المطلوبة.

تتصدر دولة الإمارات المنطقة في الاستثمارات الخارجية.

تقدر قيمة الأصول الإجمالية للاستثمارات الإماراتية في الخارج سواء حكومية أو خاصة بنحو 2.5 تريليون دولار حتى مطلع عام 2024، مما يجعلها ذراعاً اقتصادياً لا يستهان به في العالم وهي متجهه للزيادة، لاسيما أن الآفاق مواتية بوجه عام إلى فتح أسواق جديدة مع التركيز على الأسواق الناشئة وخلق شراكات استراتيجية شاملة، وفق الأمين العام لمجلس الإمارات للمستثمرين بالخارج، جمال بن سيف الجروان.

دخلت دولة الإمارات مؤخراً عدداً من الشراكات والتحالفات الاستراتيجية ونافست على عدد من الصفقات والاستحواذات العابرة للحدود وهو جانب حققت فيه حضوراً قوياً في المشهد الاقتصادي الدولي.

وتلعب الشراكات المستدامة دوراً حيوياً في تنشيط النمو الاقتصادي من خلال زيادة الاستثمارات وتوفير الوظائف مما سيساهم في تقليل معدلات البطالة وتحسين الوضع الاقتصادي نحو مشروع تنموي طويل الأمد ويعزز فرص النمو المستدام.

وتشكل الاستثمارات الإماراتية زخماً واسعاً في دول عربية، لا سيما في جمهورية مصر العربية، وتقدم نموذجاً للعلاقات العربية-العربية، وما يفترض أن تكون عليه من أجل التنمية الأوسع.

“رأس الحكمة”، وفي ضوء مجموعة من المزايا الاستثمارية التي تزخر بها مصر، مثل توافر الأيدي العاملة وقلة تكاليفها، فضلًا عن التسهيلات المتوفرة لمثل هذه المشاريع الضخمة، مشدداً على استهداف الإمارات الاستفادة من السوق المصرية بما تشهده من معدل استهلاكي كبير، فضلاً عن المزايا المختلفة لمصر وموقعها الاستراتيجي.

ومشروع تنمية مدينة رأس الحكمة، هو مشروع تنموي ضخم باستثمارات إماراتية تبلغ 35 مليار دولار، وتصل الاستثمارات المتوقعة جراء تنفيذ المشروع على السنوات المقبلة إلى 150 مليار دولار.

سكاي نيوز عربية

شاهد أيضاً

نشطاء: بايدن شريك في جرائم غزة.. أين مذكرة اعتقاله؟

‏ “نريد مذكرة اعتقال بحق بايدن”: ناشطون يطالبون بمحاسبة أوسع نطاقاً لحرب ‎غزة (ميدل إيست …