تتالت في الساعات الأخيرة تصريحات المسؤولين الإسرائيليين الكبار بشأن الاستعداد لاجتياح رفح، مما ينذر بأن الاجتياح لا رجعة عندهم فيه مع استمرار تعثر محادثات التوصل لهدنة جديدة بين تل أبيب وحركة حماس في الحرب الدائرة منذ أكثر من 5 أشهر.
وزاد الحديث مجددا عن الاجتياح مع إعلان تل أبيب عن خطة لنقل النازحين الفلسطينيين من مدينة رفح الفلسطينية جنوب قطاع غزة إلى وسط القطاع، للحد من المخاوف الدولية بشأن تأثير العملية على سلامتهم وحياتهم.
آخر التصريحات الإسرائيلية بشأن رفح:
أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، رفض الضغوط الدولية لمنع التحرك في رفح، وقال خلال زيارة لمعسكر عوفر شمال القدس، وفق ما نشرته مواقع إسرائيلية، الخميس: “سأواصل مقاومة الضغوط، وسندخل رفح، ونكمل القضاء على ما تبقّى من كتائب حماس، ونستعيد الأمن، ونحقّق النصر الكامل لشعب ودولة إسرائيل”.
عضو الحكومة الإسرائيلية، بيني غانتس، ورغم خلافاته الحادة مع نتنياهو في بعض ملفات الحرب، فإنه أكد، الأربعاء، أنّ مجلس الحرب متفق ومتّحد على ضرورة مواصلة العملية البرية في غزة، بما فيها منطقة رفح من أجل تفكيك قدرات “حماس” العسكرية.
قال المتحدث باسم الجيش، دانيال هاغاري، إن نقل الأشخاص الموجودين في رفح (النازحين) إلى المناطق المحدّدة، سيتم تنفيذه بالتنسيق مع الجهات الفاعلة الدولية.
جريدة “يديعوت أحرنوت” العبرية، نشرت في تقرير لها، الخميس، أن “هزيمة كتائب حماس في رفح أمر أساسي لكسب الحرب، خاصة أن لدى الحركة هناك شبكة أنفاق وأسلحة، وعدم اجتياح رفح قد يتسبب في كارثة (هجوم على إسرائيل) كالتي وقعت في 7 أكتوبر، ويتعيّن على الأميركيين أن يفهموا العواقب المترتّبة على ذلك”.
بشأن موقف الرئيس الأميركي، جو بايدن، قالت الجريدة إنه لا يدعم الاجتياح، لكنه وازن هذا بإعلانه الالتزام بحق إسرائيل في الدفاع عن النفس، وتحذيرات بايدن قد يكون سببها ضغوطا داخلية، خاصة مع قرب الانتخابات الرئاسية الأميركية.
وضع إسرائيل خطة لإجلاء النازحين إلى مناطق آمنة وسط غزة سيُسهل العملية ويوقف الحديث عن المخاوف حول مصيرهم عند الاجتياح، وضمن الخطة إنشاء عيادات طبية ميدانية في المنطقة الجنوبية الغربية من قطاع غزة، وفق الجريدة ذاتها.
لا يرى الصحفي الفلسطيني، نزار جبر، أن تخصيص مناطق لنقل النازحين من رفح إليها في وسط غزة سيضمن عدم سقوط ضحايا، قائلا لموقع “سكاي نيوز عربية”: “بالتأكيد ستحدث كارثة إنسانية”.
واستدل على ذلك بهذه التوقعات لمشهد تحرك الفلسطينيين نحو وسط قطاع غزة:
هناك 1.2 مليون نسمة سيمرون في وقت واحد من شوارع ضيقة تحت حصار إسرائيلي وفي ظروف صعبة للغاية.
فضلا عن ذلك، إسرائيل في أثناء مرور النازحين تلقي القبض على الشباب والرجال للتحقيق معهم، حتى يثبت أنهم ليست لهم علاقة بحماس.
الأمور لن تكون على ما يرام، واجتياح رفح سيسبّب كارثة أكبر من تلك التي حدثت عندما غادر الفلسطينيون الشمال وخان يونس نحو رفح.
السبيل لتعطيل الاجتياح
يُرجع المحلل السياسي الأميركي، جواد الشامي، إصرار إسرائيل على اجتياح رفح رغم التحذيرات الدولية، إلى أنها “لن تسمح بأن تقع في كارثة مثل تلك التي حدثت في 7 أكتوبر؛ ولذا لن تنسحب قبل الوصول إلى رفح، وهي ترى أن النصر الحقيقي سيتحقّق من هناك”.
ولا ينتظر الشامي أن يؤثر الضغط الأميركي كثيرا على قرار إسرائيل بهذا الخصوص، موضحا لـ”سكاي نيوز عربية” أن “أميركا قد تظهر أنها رافضة لاجتياح المدينة، لكن بايدن يعلم أن مستقبل إسرائيل متوقف على هذه العملية”.
في نفس الوقت، لا يتوقّع أن يحدث الاجتياح الآن، لافتا إلى أن “الحل الوحيد للخروج من المأزق هو التوصل لهدنة تمنع الاجتياح”.
ولم تسفر المحادثات التي جرت الأسابيع الأخيرة، بوساطة أميركية ومصرية وقطرية، في إقناع إسرائيل وحركة حماس بالوصول لهدنة جديدة حتى الآن، بينما يتبادل طرفا الصراع الاتهامات بـ”المماطلة”.
سكاي نيوز عربية