“لا نقبل إملاءات”… فضل الله: مُلتزمون بالرد

صرح عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب حسن فضل الله، اليوم الجمعة، “للعدوان الإسرائيلي على بلدنا أثمان، وأغلاها هؤلاء الشباب الذين يرتقون شهداء، ومن أثمانها أيضًا النزوح وتدمير المنازل وضرب الاستقرار والاطمئنان في بعض القرى”.
وأضاف، “هذا الثمن الذي ندفعه اليوم، سيؤدي في المستقبل إلى تكريس معادلات تحمي الجنوب ولبنان، وتعيد إليه الاستقرار والأمان والاطمئنان، تمامًا كما كانت معادلة العام 2006 لها أثمانها وتضحياتها، لكنها حمت هذه القرى والبلدات لسنوات طويلة”.

وفي كلمة له، خلال احتفال تكريمي أقامه حزب الله للشهيد على طريق القدس علي كريم ناصر في بلدة حداثا، أشار فضل الله إلى أن: “التضحيات التي تُقدّم اليوم هي من أجل قضية كبيرة، فأمام حجم المعركة والنتائج المستقبلية التي ترسم مستقبل بلدنا، علينا أن نتحمّل هذا العبء، وأن نتعاون جميعًا، وهناك تعاون كبير في قرانا بين الأهالي”.

وتابع، “هناك آثار اجتماعية وإنسانية مترتبة على العدوان الإسرائيلي ومتعلّقة بالناس النازحين والصامدين، وهذا الموضوع من أولوية الأولويات الأساسية عند حزب الله”.

وقال فضل الله: “ما نقوم به هو جزء من تكليفنا ومسؤوليتنا الشرعية والأخلاقية والإنسانية والوطنية بمعزل عن أي أمر آخر، وهذا جزء من مسيرة حزب الله منذ العام 1982”.

وشدّد على أن “حزب الله، عند كل أزمة ومحطة وضرر، يتحرك من موقع المسؤولية تجاه الناس، لأنه هو الناس والناس هو، وهذا الملف الإنساني الاجتماعي يتابع أيضًا في الليل والنهار من كل تشكيلات حزب الله، وإن شاء الله نستطيع بالصمود والتحمّل والثبات أن نتجاوز هذه المرحلة، وأن نعالج كل الآثار التي ترتبت على هذا العدوان الإسرائيلي”.

ولفت إلى أن “العدو اليوم يهدد ويتوعّد، لكنه في مأزق، وما نراه في غزة، هو ضغط بالنار لفرض شروط على المقاومة، ومن خبرتنا في حرب تموز 2006، فإنّ هذه الأيام هي أيام صعبة، وبالتالي، فإن الثبات والصمود والتحمّل فيها هو الذي يحقق النتائج المطلوبة”.

ورأى أن “الضغوط الكبيرة السياسية والعسكرية على المقاومة في غزة، تُفرض ليحصل العدو على مكاسب سياسية بعدما فشل في الميدان”.
وأشار الى أن “العدو لم يستطع إلى اليوم أن يحقق في غزة لا الهدف السياسي بشطب المقاومة، ولا الهدف العسكري بأن يحتل غزة ويقتل قادة المقاومة ويستعيد أسراه”.

وأردف، “لقد رأينا العدو في الأيام القليلة الماضية يتمادى في اعتداءاته على القرى والبلدات الجنوبية اللبنانية، أو على بعض المواقع في سوريا، وهو يريد من خلالها تحقيق أمرين:

أولًا: إلحاق الأذى بالناس والمقاومة، ظنًا منه أنه بهذه الطريقة يمكن أن يدفع المقاومة إلى التخلي عن خياراتها، سواء في حماية الجنوب ولبنان أم في مساندة المقاومة في غزة.

ثانيًا: ممارسة الضغط، لأنه في الوقت الذي ينفذ هذه الاعتداءات، ويرتكب ما يرتكب، يرسل الموفدين الدوليين ويمارس الضغوط السياسية ليفرض تراجعًا من المقاومة أو يؤسس لمعادلات جديدة، ولكن نحن نتعاطى مع هذه المرحلة بأعلى درجات الدقة والحكمة والشجاعة”.

وشدد على أن “المقاومة ترد بما يناسب على كل اعتداء، وعندما يستهدف المدنيّون، فإن للمقاومة ردودها، ولا يمر اعتداء على قرية أو بيت أو منطقة أو مدني إلاّ ويكون له الرد المناسب، وهذا التزام من المقاومة تقوم به من أجل فرض معادلة الحماية”.

وتابع،”لن يكون هناك أي نقاش حول الوضع في الجنوب ولبنان قبل وقف العدوان على غزة، وأي نقاش مستقبلي له علاقة في الجنوب سواء شمال الليطاني أو جنوب الليطاني ينطلق من المصلحة والأولوية والإرادة اللبنانية، وهو ما يحدده اللبنانيون من خلال التفاهم والتوافق على المصلحة اللبنانية”.

ولفت الى “أننا لن نقبل أي إملاءات وأي شروط أيًا تكن، وقد جربوا العام 2006، ولم يتمكّنوا، واليوم أيضًا لن نمكّن العدو أن يحصل بالسياسة على أي مكافأة أو مكسب، فهو مهزوم، بالرغم من كثرة كلام قادته في الإعلام”.

وختم، “عندما تقف هذه الحرب، سيرى الناس بأمّ العين حجم ما ألحقته المقاومة من خسائر كبيرة في صفوف هذا العدو، وحجم تأثيرات هذه الجبهة على مجريات الحرب، وكيف أن هذه الجبهة في لبنان كان لها إسهامها في دفع العدو ومن ورائه الولايات المتحدة الأميركية إلى إيقاف العدوان، وإلى منع انتصاره في غزة، وبالتالي منعه من الانتصار على بلدنا ومنطقتنا”.

العهد

شاهد أيضاً

“استقلال البلد مهدد”… باسيل: دخلنا في حرب لم يكن يجب أن نقع فيها

أكد رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل أنَّ “الحفاظ على الإستقلال هو أصعب من …