ان موضوع السفن المفقودة أو المختفية في البحار والمحيطات، وهو موضوع شائك ومثير للاهتمام يجمع بين الأساطير، الألغاز التاريخية، والحقائق العلمية. على مر التاريخ، كان هناك العديد من السفن التي اختفت بشكل غامض في البحار والمحيطات، وأصبحت جزءً من الأساطير البحرية والألغاز العالمية. ونذكر أن “السفينة” هي وسيلة نقل كبيرة مصممة للإبحار عبر المياه، بما في ذلك الأنهار، البحيرات، البحار، والمحيطات. تستخدم السفينة لأغراض متعددة، تتراوح بين النقل والتجارة (مثل نقل البضائع والركاب)، البحث العلمي، الأنشطة الترفيهية (مثل الرحلات البحرية)، والعمليات العسكرية (كالسفن الحربية).
بالعودة الى “إختفاء السفن” فأبرز الأمثلة على هذه السفن المختفية هو مثلث برمودا، وهي منطقة في المحيط الأطلسي شهيرة بأنها مكان اختفاء العديد من السفن والطائرات بشكل لا يمكن تفسيره بسهولة. العديد من النظريات حاولت تفسير هذه الاختفاءات، بدءًا من الأسباب الطبيعية مثل العواصف الشديدة والأمواج العاتية، وصولاً إلى النظريات الخارقة للطبيعة.
في هذا السياق، وبعد مرور 120 عامًا على اختفاء السفينة في البحر قبالة ساحل نيو ساوث ويلز، تم اكتشاف حطام سفينة “نيميسيس” الأسترالية الغارقة، والتي كانت تقل 32 من أفراد طاقمها، بفضل ما يمكن وصفه بـ”الصدفة”.
تاريخياً، تعود قصة السفينة إلى 8 يوليو 1904، عندما غادرت “نيميسيس” ميناء نيوكاسل متجهة إلى ملبورن وهي محملة بالفحم، وفقًا لموقع “SBS News”. ولكن، سرعان ما واجهت عاصفة قوية بعد بداية رحلتها. وبعد مرور أيام وأسابيع على اختفائها، ظهرت جثث أفراد الطاقم على شاطئ كرونولا جنوب سيدني.
اكتشاف حطام السفينة
أثناء بحثها عن حاويات بضائع مفقودة قبالة ساحل سيدني، اكتشفت شركة الاستشعار عن بُعد CSIRO حطام السفينة “نيميسيس” تحت الماء على عمق 160 مترًا وعلى بُعد حوالي 26 كيلومترًا من الشاطئ.
تحديد هوية السفينة المفقودة لفترة طويلة في مياه عميقة وبعيدة عن الشاطئ كان تحديًا لخبراء التراث في نيو ساوث ويلز، الذين يعملون على مسح قاع البحر.
الظروف المأساوية للغرق
تُظهر الصور الفوتوغرافية حطام السفينة الحديدي مستقرًا بشكل مستقيم على سهل رملي، وكانت مقدمتها ومؤخرتها تعرضتا لأضرار بالغة. يُعتقد أن محرك السفينة قد غمرته المياه أثناء العاصفة، وعندما ضربتها موجة عاتية، غرقت بسرعة شديدة، مما حال دون إمكانية نشر قوارب النجاة لإنقاذ الطاقم.
تأكيد الهوية
أكدت وزيرة التراث في نيو ساوث ويلز، بيني شارب، أن الصور التي التقطتها CSIRO تحت الماء قدمت الأدلة الكافية للتحقق من سمات سفينة “نيميسيس”، متوافقة مع الصور والرسومات التاريخية. بذلك، تمكنت “الصدفة” من حل لغز تاريخي وإنهاء الغموض الذي كان يحيط بمصير هذه السفينة.
بنيت عام 1881
يذكر أنه تم بناء “نيميسيس”، البالغ طولها 73.4 متر في ويتبي بالمملكة المتحدة عام 1881، ووصلت سرعتها إلى 12 عقدة. كذلك تم تسجيلها في ملبورن للتركيز على تجارة الفحم من نيوكاسل.
إلا أنها عملت أيضاً في غرب أستراليا خلال حمى البحث عن الذهب في تسعينيات القرن التاسع عشر.
العربية