صعّد البيت الأبيض انتقاداته لرئيس مجلس النواب الأميركي المنتمي إلى الحزب الجمهوري مايك جونسون أمس الجمعة واتهمه بمساعدة إيران وروسيا عبر عرقلة التصويت على مشروع قانون للأمن القومي يهدف إلى إرسال مساعدات لأوكرانيا.
وقالت 6 مصادر لرويترز هذا الأسبوع إن إيران زودت روسيا بعدد كبير من الصواريخ الباليستية أرض – أرض ما يعزز التعاون العسكري بين البلدين الخاضعين لعقوبات أميركية.
وكتب أندرو بيتس نائب المتحدث باسم البيت الأبيض وكبير مستشاري الاتصالات في مذكرة اطلعت عليها رويترز ومن المقرر إعلانها أن إيران “تعمل جاهدة على زيادة قدرات روسيا في حربها على أوكرانيا وهجماتها على المدن الأوكرانية”.
وجاء في المذكرة: “الرئيس جو بايدن يقف في وجه إيران. ولكن أين هو الالتزام المنتظر من رئيس مجلس النواب جونسون بعدم “إرضاء إيران” في كل هذا؟ لم يتحقق. وبدلا من ذلك، فإن تقاعسه يفيد بوتين وآية الله”.
ووافق مجلس الشيوخ في الأسبوع الماضي على مشروع قانون مساعدات بقيمة 95 مليار دولار لأوكرانيا وإسرائيل وتايوان بأغلبية ساحقة بلغت 70 مقابل 30 صوتا، حيث انضم 22 جمهوريا إلى الديمقراطيين الذين وافق معظمهم على القانون.
ومنح جونسون مجلس النواب عطلة لمدة أسبوعين دون طرح الإجراء للتصويت، قائلا: “لن يجبرنا مجلس الشيوخ على التحرك”.
ويعتقد كثير من أعضاء مجلس الشيوخ ومسؤولي البيت الأبيض أن مشروع القانون سيمرره مجلس النواب بتأييد كلا الحزبين إذا سمح جونسون للمجلس بالتصويت.
ويذكر جونسون أن أي حزمة من المساعدات العسكرية والإنسانية الدولية يجب أن تتضمن أيضا إجراءات لمعالجة الأمن على الحدود الأميركية مع المكسيك، وذلك بعد أن أوقف الجمهوريون نسخة من مشروع قانون تضمن أكبر وأشمل إصلاح لسياسة الهجرة الأميركية منذ عقود.
وأعلن متحدث باسم جونسون الجمعة أن الإدارة الأميركية مذنبة بنفس التهمة التي توجهها إليه، وهي دعم إيران وروسيا.
وقال المتحدث: “رفعت إدارة بايدن وكلاء لإيران من قائمة المنظمات الإرهابية، وقلصت العقوبات على صادرات النفط الإيرانية، ووجهت ردا عسكريا مخيبا للآمال على هجوم الحوثيين الذي أودى بحياة 3 جنود أميركيين”.
وأضاف أن الحظر الذي فرضته الإدارة مؤخرا على محطات تصدير الغاز الطبيعي المسال يجبر أوروبا على شراء الغاز الطبيعي من روسيا، لا الولايات المتحدة.
وأمضى مسؤولون كبار بإدارة بايدن عطلة نهاية الأسبوع الماضي في أوروبا في محاولة لتهدئة المخاوف بشأن احتمال توقف واشنطن عن تقديم مساعدات عسكرية لأوكرانيا، وطمأنوا نظراءهم من باريس وبرلين وكييف مع دخول الحرب عامها الثالث بأن واشنطن ستتجاوز الأمر بطريقة أو بأخرى.
وحذرت مذكرة البيت الأبيض من أن “بوتين ألمح إلى أنه إذا نجح في أوكرانيا، فقد يهاجم دولا أعضاء بحلف شمال الأطلسي (الناتو) تلتزم الولايات المتحدة بالدفاع عنها”.
وأضافت المذكرة “إذا سهّل الجمهوريون في مجلس النواب هزيمة أوكرانيا، فإن أميركا قد تواجه نفقات أكبر بكثير من التمويل الذي نحتاجه من كلا الحزبين لزيادة قدرة أوكرانيا في الدفاع عن نفسها”.
كان الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، المرشح الأوفر حظا للفوز بترشيح الحزب الجمهوري في انتخابات الرئاسة المقبلة والمعارض القديم لحلف الناتو، هدد في الأسابيع القليلة الماضية بالتخلي عن بعض الحلفاء الأوروبيين إذا هاجمتهم روسيا.