“توبيخ وتحذير من بايدن”… وزير انتهك القانون الأميركي!

تسبب وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في إثارة ضجة في الولايات المتحدة، بعدما أبقى على مدى أيام عدة مسألة إدخاله المستشفى الأسبوع الماضي بسبب مضاعفات صحية طي الكتمان حتى على الرئيس جو بايدن والبيت الأبيض.
وكثف الديمقراطيون والجمهوريون دعواتهم للمساءلة، فيما كافح كبار المسؤولين في البيت الأبيض والبنتاغون لنزع فتيل الضجة التي أثيرت، حيث يأتي ترتيب أوستن في التسلسل القيادي للجيش الأميركي خلف الرئيس بايدن مباشرة.

لكن هل فعلاً خرق أوستن البروتوكول وتجاوز الأعراف بتكتمه بشأن حالته الصحية؟ وهل يترتب على ذلك أي عقوبات؟

فقد كشف خبراء قانونيون، أن “تعامله مع الموقف قد يعتبر انتهاكاً صارخاً لبروتوكول المسؤولين رفيعي المستوى في مجلس الوزراء، والذين عادةً ما يقومون بإبلاغ الجمهور بالغياب الطبي المخطط له مسبقاً وتحديد من سيحل محلهم، إذ تتطلب واجبات أوستن أن يكون متاحاً في أي لحظة للرد على أي أزمة تتعلق بالأمن القومي”.

وفي هذا الشأن أوضح الخبراء، أن “أوستن ربما يكون قد انتهك القانون الأميركي بشأن “الإبلاغ عن الوظائف الشاغرة” الذي يتطلب من الوكالات التنفيذية الإبلاغ عن حالات غياب كبار المسؤولين إلى مجلسي الكونغرس”.

لكن القانون إجرائي إلى حد كبير ولا ينص على أي عقوبات.
في حين بيّن الخبراء، أن “أوستن يبدو أنه انتهك القاعدة بشكل واضح، لكن من المرجح أن يواجه فقط توبيخاً وتحذيراً من بايدن”، بحسب تقرير لوكالة “رويترز”.
وربما يكون وزير الدفاع قد انتهك أيضاً البروتوكولات الداخلية لوزارة الدفاع الأميركية، ويقول المسؤولون، إنهم “يجرون مراجعة كاملة للحادث لتحديد كيفية منع الهفوات المستقبلية”.

في موازاة ذلك وجه الحلفاء السياسيون سهام انتقادهم للإدارة الأميركية، بسبب السرية التي أحاطت بالوضع الطبي لأوستن، حيث أشار الكثيرون إلى “الكارثة التي كان من الممكن أن تحدث مع تورط الولايات المتحدة بشكل نشط، ولو بشكل غير مباشر، في حربين والارتفاع الأخير في الهجمات على القوات الأميركية المنتشرة في الشرق الأوسط”، بحسب “واشنطن بوست”.

أما داخلياً، اشتكى بعض المسؤولين المحبطين أيضاً، قائلين، إن “التعامل مع الحادث أظهر “حكماً سيئاً بشكل لا يصدق” من جانب أوستن”.

من جانبه، أقر باتريك رايدر المتحدث باسم أوستن، خلال حوار استمر لمدة ساعة مع المراسلين، أنه “علم لأول مرة بدخول أوستن إلى المستشفى في 2 كانون الثاني الجاري، أي قبل يومين من نقل تلك المعلومات إلى مجلس الأمن القومي وقبل ثلاثة أيام من الكشف عنها إلى الكونغرس والجمهور”.

فيما تم إعلام حفنة من المسؤولين الآخرين في وزارة الدفاع، بما في ذلك الجنرال تشارلز كيو براون جونيور، رئيس هيئة الأركان المشتركة، وكيلي ماغسامين، رئيس أركان أوستن، واللفتنانت جنرال رونالد كلارك، كبير مساعدي أوستن العسكريين، وذلك قبل أن يعلم البيت الأبيض بذلك.

ولم يقدم رايدر أي تفسير لسبب عدم قيام مسؤول آخر في البنتاغون بإخطار البيت الأبيض عاجلاً، على الرغم من أن البروتوكول المتعارف عليه في وزارة الدفاع والمتمثل في إسناد المسؤولية عن الواجبات الرئيسية إلى موظفين أو مكاتب متعددة وضع لتجنب الثغرات في عملية صنع القرار.

يذكر أن البنتاغون انتظر حتى الجمعةر الماضي، ليكشف أن “أوستن البالغ من العمر 70 عاماً أدخل مستشفى وولتر ريد العسكري قرب واشنطن مساء الاثنين، بسبب مضاعفات حدثت إثر إجراء طبي غير طارئ، من دون أن يحدد طبيعة المضاعفات أو مدة بقائه فيه”.

وقال مسؤولو الإدارة، إنه “تم نقله إلى هناك بسيارة إسعاف في الأول من كانون الثاني، بينما كان يعاني من “ألم شديد” مع مضاعفات غير معلنة بسبب الإجراء الطبي الذي تم إجراؤه في 22 كانون الأول والذي تضمن المبيت لليلة واحدة”.

فيما لا يزال وزير الدفاع الأميركي تحت إشراف الأطباء في مركز والتر ريد الطبي.
وشكّل التكتّم على الوضع الصحي لأوستن لأيام مخالفة للبروتوكول المعتمد في حالات مماثلة، خصوصاً في وقت تواجه واشنطن أزمات عدة ذات طبيعة عسكرية، منها حرب أوكرانيا والعملية العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة.

العربية

شاهد أيضاً

نشطاء: بايدن شريك في جرائم غزة.. أين مذكرة اعتقاله؟

‏ “نريد مذكرة اعتقال بحق بايدن”: ناشطون يطالبون بمحاسبة أوسع نطاقاً لحرب ‎غزة (ميدل إيست …