رأى رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع أن “الوضع العام في لبنان غامض جدًا وغير مستقر، باعتبار أن كل الإحتمالات واردة، إذ إن أحداث “7 تشرين” ما زالت تتفاعل بشكل كبير وباتجاهات مجهولة النتائج، فتداعياتها وصلت إلى منطقة البحر الأحمر، مع التوقف عند إغتيال صالح العاروري في الضاحية، بالإضافة إلى الإنفجار الذي شهدناه في إيران عند مرقد قاسم سليماني، ناهيك عن القصف الذي استهدف القياديين في فصيلة النجباء في العراق”.
وجاء كلام جعجع خلال لقائه مخاتير من مناطق مختلفة. وتطرق إلى الوضع في الجنوب، قائلًا إن “حزب الله لا يريد التدخل في الحرب، على ما يبدو، بل جل ما يسعى إليه إثبات تواجده وتعزيز العمل على تحقيق القدر الأكبر من المكاسب الداخلية إلى جانب تحقيق إيران مكتسبات إضافية على مستوى المنطقة”.
وأضاف: “لكن إسرائيل غير راضية عن إستمرار الحال في الجنوب كما هو عليه اليوم، فهي تضغط إما باتجاه إنسحاب حزب الله كليًا من المنطقة حتى جنوب الليطاني، ولو أنني أرى أن هذا التراجع سيقارب الـ10 كلم، أو ستحقق ذلك بالقوة. فهي تطالب بانسحاب “الحزب” من دون رجعة، وليس كما حصل في العام 2006، ليتسلم عندها الجيش اللبناني الحدود، بشكل جدي، بالتعاون مع القوات الدولية.”
ولفت إلى أنه “إنطلاقًا من هنا، نشهد حركة مفاوضين وآخرها زيارة آموس هوكستين في الأسبوع المقبل، بغية إقناع “الحزب” الإبتعاد عن الحدود كي لا ندخل في حرب فعلية في الجنوب. وإلى الآن، ردة فعل حزب الله ما زالت غير معروفة، لكن كل الأدلة تشير إلى عدم قبوله السير في هذه التفاهمات، والأشهر القليلة المقبلة ستظهر إذا ما كان سينسحب “الحزب” “بالتي هي أحسن” أو سيتطور الوضع”.
وطرح علامات إستفهام حول عملية إغتيال العاروري، لافتًا إلى أن “حزب الله كان يؤمن عناصر حماية لنائب رئيس حركة حماس منذ تواجده في لبنان، مع الإشارة إلى أن الإستهداف تم في منطقة تابعة للحزب بإمتياز”. وقال: “ثمة سؤال في هذا السياق، هل هناك تواصل أو إتفاق بين الحزب أو إيران من جهة والولايات المتحدة الأميركية من جهة آخرى غير المفاوضات التي تجرى في عمان؟ وفي حال كان هناك إتفاق فعلي، فلماذا لم ينسحب حول قضيتي البحر الأحمر والعراق؟ مجموعة علامات إستفهام تشكلت لا أجوبة عليها”.
أما بالنسبة إلى الملف الرئاسي، فأسف جعجع “لغياب المؤشرات الجدية في هذا الإتجاه ولا سيما أن الفريق الآخر ما زال متمسكًا بسليمان فرنجية رغم كل ما يحدث”، معتبرًا أنه “طالما حرب غزة مستمرة، لن يتراجع هذا الفريق عن دعم مرشحه وبالتالي لن يبدل أي طرف أوراقه”.
وكان رئيس “القوات” قد أكد أهمية دور المختار في بلدته، “فهو المركز الأول في السلطة واللصيق بالمجتمع اللبناني وله تأثير على مواطنيه”.
وقال: “إننا نعيش أزمة تعمقت في السنوات الأخيرة، لها أسباب مختلفة، حل بعضها بيد كل لبناني، كما مصير البلد، في حال أحسن الإختيار عند كل إستحقاق، في ظل نظامنا الديمقراطي الذي يسمح بأن يكون القرار الفعلي بيد المواطن اللبناني”.
وإذ رأى أن “تحقيق التغيير المنشود في السياسة يتطلب قوى سياسية تتمتع بالقوة والقدرة وتعمل في الإتجاه الصحيح”، شدد جعجع على أن “بلدنا يحتاج إلى معارك وتضحيات جمة، إذ لا مستقبل دون وطن لذا يتوجب على اللبناني التفكير بمصلحة بلده لتأمين مستقبله”.
من هنا، أكد على “دور المختار الأساسي في إدخال هذا المفهوم في عقول الراي العام وضرورة توعيته على حسن الإختيار”.