الحرب على غزة… لماذا تطلب إسرائيل “الأباتشي” الأميركية؟

دفعت جغرافيا غزة والمواجهات المباشرة بين الجنود الإسرائيليين والفصائل الفلسطينية، الجيش الإسرائيلي إلى طلب مروحيات الأباتشي الهجومية من واشنطن، وهو ما رفضته حتى الآن.

ووفق صحيفة “يديعوت أحرنوت” الإسرائيلية، فإن الجيش طلب على نحو رسمي مؤخرا من البنتاغون، مروحيات “أباتشي”، لكن لم يتخذ قرارا نهائيا بشأن تلك الصفقة رغم استمرار ضغط إسرائيل لتمريرها.

و”أباتشي” وهي طائرة الهجوم الرئيسية للجيش الأميركي، تمتلك إسرائيل منها سربين وتشن بهما هجمات بغزة ولبنان، وفق صحيفة “معاريف” التي أشارت إلى أنها تقصف شمال الضفة الغربية أيضا.

ووفق تقارير عسكرية فإن “القوات الجوية استلمت مقاتلات “إيه إتش-64 أباتشي”

في 1990، كما تخدم في القوات الجوية الإسرائيلية، كما يلي:

داخل “السرب 190” والمعروف باسم “سرب اللمسة السحرية” ويتمركز في قاعدة رامون الجوية بصحراء النقب:

“السرب 113” ومقره قاعدة “رمات دافيد” بمرج بن عامر، التي انطلقت منها “الأباتشي” لضرب حماس في 7 تشرين الأوّل”.

وتعتبر تلك المقاتلة من أهم الأسلحة الجوية لإسرائيل في حرب غزة، لأنها “تمنحها ميزة كبيرة أبرزها.

دعم القوات البرية التي تقاتل بالأرض إذ تستخدم مدافعها الرشاشة وصواريخها لتدمير أهداف العدو ما يساعدها على التقدم وتحقيق الأهداف.

تدمير الأهداف الأرضية كمواقع الصواريخ ومراكز القيادة والتدريب وتستخدم صواريخها الخارقة للدروع لتدمير الدبابات والمركبات المدرعة، فضلا عن أن صواريخها ذات الرؤوس الحربية التقليدية تدمر المباني والأفراد.

الدفاع عن المجال الجوي حيث تراقب حدود غزة وتسقط مسيّرات الفصائل الفلسطينية”.

وتتمتع “أباتشي” التي لها أنواع متعددة أحدثها “أي أتش/64 لونغ بو” بقدرات هائلة تجعلها سلاحًا قويًا له عدة “خصائص بينها.

مروحية “هجوم واستطلاع” ومضادة للدروع وتحمي القوات البرية كما ترافق القوات المتحركة وتقوم بأعمال التمشيط أمام القوات المتوغلة.

قدرة فائقة على المناورة، ما يسمح لها بالتحرك بسرعة ودقة حول ساحات المعارك ويساعد الطيار على تحديد الأهداف بسرعة ودقة وتجنب نيران العدو.

مجهزة بأحدث التقنيات كأنظمة تحكم النيران والرؤية الليلية ما يساعد الطيار على رؤية الأهداف بجميع الظروف الجوية.

مزودة بمسجل فيديو يستطيع تسجيل حوالي 72 دقيقة من الأحداث بهدف الاستطلاع وتقييم الخسائر.

تتحرك بالميدان بسرعة تتجاوز 3 كيلومترات في الدقيقة الواحدة”.

وأبرز قدراتها، هي التالية: الطول: 17.73 مترا، الارتفاع: 4.64 أمتار، السرعة 233 كيلو متر في الساعة، الوزن: 7270 كيلوغراما، المدى: 482 كيلومترا، ذات محرك توربيني مزدوج “تي 700-جي آي” و”جي آي 701 سي”، ترسانة متنوعة من الأسلحة، بما في ذلك مدفعان رشاشين من عيار 30 ملم، وصاروخين من طراز” Hellfire”، وصاروخين من طراز” TOW”. كما يمكنها حمل حتى 16 صاروخاً “هيلفاير” الموجه بالليزر لاستخدامه ضد الدبابات والمدرعات والأهداف الحصينة والخفيفة والأفراد.

ووفق تقارير عسكرية، فمنذ بداية الحرب تحلق تلك المقاتلات في أجواء قطاع غزة على مدار الساعة، وبسبب الاستخدام المكثف لها بالحرب استدعت إسرائيل طيارين من سن 54 و55 عاما، رغم خروجهم من قوات الاحتياط لتنفيذ مهمات عملياتية برية في السربين” 190″ و”113″، فضلا عن استدعاء طيارين سابقين يقيمون بالخارج، رغم إزالتهم من قائمة طياري الاحتياط، في السنوات الأخيرة لعدم تواجدهم بالداخل.

بعد خوض الجيش الإسرائيلي “حرب مدن” بغزة، مثلما يقول الخبير العسكري الروسي فلاديمير إيغور لـ”سكاي نيوز عربية”، تلعب الجغرافيا المعقدة التي لا يعرفها سوى أصحاب الأرض، دورا كبيرا في معارك العصابات والشوارع وحروب “الدفاع بالعمق”.

ويضيف “إيغور”، أن “تلك الجغرافيا المليئة بشبكة أنفاق معقدة وكبيرة، باتت أكبر عائق أمام الجيش الإسرائيلي لعدة أسباب.

غالبية الجنود المتوغلين من جنود الاحتياط وتم استدعاؤهم دون خبرة قتالية أو تدريب ملائم وليس لديهم دراية بالشوارع والأزقة لخوض المعارك البرية والاشتباكات المباشرة على الأرض.

الكثافة السكانية المرتفعة لغزة تعيق تقدم أفراد جيش الإسرائيلي ومعداته؛
أطلال المنازل المهدمة التي خلفها القصف الجوي الإسرائيلي أصبحت عائقا أمام حركة الجنود والمعدات العسكرية الثقيلة على الأرض.

جغرافية غزة سهلت وقوع وحدات الجيش في أكمنة جنود القسام وباقي فصائل المقاومة.

مدينة غزة تميّزت ببناء الأبراج السكنية والتجارية، التي يزيد ارتفاعها على 5 طوابق، في حين حافظت باقي مناطق القطاع على بيوت وعمارات سكنية تتراوح من 3-5 طوابق، إضافة إلى النمط الإنشائي التقليدي المعتاد من البيوت الأرضية أو التي لا يزيد ارتفاعها على طابقين، ما يعقد جغرافية القطاع”.

أمّا الخبير العسكري الفلسطيني اللواء واصف عريقات، فيقول لـ”سكاي نيوز عربية”: “الرفض الأميركي جاء لعجز الجيش الإسرائيلي على تحقيق أي أهداف عسكرية حتى الآن، فضلا عن الخلافات بين الولايات المتحدة وإسرائيل حول أساليب الحرب وطريقتها رغم توافقهما على قتل الفلسطينيين”.

واعتبر أن “الجيش الإسرائيلي في أشد الحاجة للأباتشي لأن القتال القريب والاشتباك المباشر في الأزقة والشوارع الضيقة والمناطق السكنية يحتاج لهذا النوع من المروحيات”.

وقال: “الأباتشي تقدم ميزة إضافية بخلاف سلاح الجو الإسرائيلي لأنها سلاح إسناد قريب وسريع ومباشر ويسبب غزارة نيرانية”.

وأضاف، “سهولة المناورة والطيران على مسافات منخفضة يجعلها قريبة من الجنود الإسرائيليين، ما يشعرهم بالأمان ويرفع روحهم المعنوية، خصوصا أن معارك الالتحام المباشر بين المقاتلين والفصائل الفلسطينية على الأرض يدفع إسرائيل إلى تقليل استخدام سلاح المدفعية وباقي الأسلحة الأخرى”.

سكاي نيوز عربية

شاهد أيضاً

دول تتعهد باعتقال نتنياهو وغالانت.. وواشنطن تهدد الجنائية الدولية

تباينت ردود الفعل الدولية على قرار المحكمة الجنائية الدولية بإصدار مذكرات اعتقال بحق رئيس الوزراء …