اعتبر رئيس الكنيست السابق ميكي ليفي، الخميس 21 ديسمبر/كانون الأول 2023، أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو “أصبح يشكل خطراً على إسرائيل، ويجب عليه أن يرحل حتى بدون انتخابات”، وفق تصريحات لصحيفة “معاريف” الإسرائيلية.
وقال ليفي، العضو الحالي بالكنيست عن حزب “هناك مستقبل” المعارض في حديث: “إنه ليس فقط غير مفيد، بل هو ضار، لا يفكر إلا في نفسه، وتهدف جميع التحركات إلى الحفاظ على بقائه الشخصي، وهي تفوق بكثير تلك التي تخدم مصلحة الدولة”.
أضاف: “حتى داخل الليكود، هناك استياء كامل من سلوكه. الجزء الذي يخشى التحدث علناً يقول إن الرجل أنهى رحلته، ويسبب أضراراً جسيمة للحزب”.
“أكبر فشل من جانب الدولة”
وفي إشارة إلى عملية 7 أكتوبر/تشرين أول الماضي بغلاف قطاع غزة، اعتبر ليفي أنه “بادئ ذي بدء، ينبغي تشكيل لجنة تحقيق حكومية، ليس اليوم أو غداً، بل بالأمس للتحقيق في أكبر فشل من جانب الدولة، ولا يمكن لبيبي (نتنياهو) أن يستمر في منصب رئيس الوزراء. وبعد هذا الفشل يجب أن نتوجه إلى الانتخابات”.
وتساءل: “هل سيحدث؟ أجد صعوبة في تصديق أنه (نتنياهو) سيفعل ذلك بمحض إرادته، لأنه ليس من الذين يتحملون المسؤولية”.
وقال: “لقد بدأ (نتنياهو) بالفعل حملة انتخابية: ألقى اللوم على قادة الجيش، وطالب بالتحقق من العلاقة بين الاحتجاجات (على التشريعات القضائية) والهجوم، وعاد إلى مهاجمة اتفاقيات أوسلو دون خجل”، مضيفاً: “هذا الرجل (نتنياهو) مقطوع عن الواقع”.
ويتعرض نتنياهو إلى انتقادات واسعة في الأوساط الإسرائيلية، جراء فشل التنبؤ المسبق بهجوم “حماس” على مستوطنات غلاف غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وطريقة تعامله مع قضية المحتجزين في القطاع.
تخفيض العملية البرية
في ضوء ذلك، توقّع محلل بارز، الخميس، أن يخفّض جيش الاحتلال الإسرائيلي عمليته البرية في قطاع غزة قريباً، معتبراً أن الإعلان عن توسيعها في الفترة الماضية يشير إلى أن الجيش يشمّ “رائحة نهاية” الحرب، ويحاول تحقيق “إنجازات” قبل ذلك.
وتحت عنوان: “من المحتمل أن يخفض الجيش الإسرائيلي نشاطه في غزة قريباً” كتب ناحوم بارنياع، كبير محللي صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية: “الأخبار التي نُشرت في اليومين الأخيرين عن توسيع نطاق النشاط البري للجيش الإسرائيلي تشير إلى أمرين”.
وقال: “الأمر الأول، أنه لم يتم تطهير البوابات الشمالية لقطاع غزة بعد، إذ يخرج الإرهابيون (يقصد مقاتلي الفصائل الفلسطينية) بين الحين والآخر من الأعمدة والمباني ويطاردون الجنود”.
أضاف بارنياع: “الأمر الثاني، أن الجيش يشمّ رائحة النهاية (في الحرب)، ويحاول تحقيق المزيد من الإنجازات قبل إعلان وقف إطلاق النار”.
واستطرد: “يمكن قراءة الترتيبات النهائية في غزة هذه الأيام، والهدف هو تسهيل تمركز الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة في المرحلة المقبلة، ويجب أن يحدث هذا في النصف الأول من يناير/كانون الثاني القادم”.
عودة جنود الاحتياط
وقال بارنياع: “من المرجح أن يعود جزء كبير من جنود الاحتياط إلى ديارهم، وسيكون الجيش منشغلاً بإقامة شريط أمني يفصل القطاع عن المستوطنات المحيطة به، وسيكون عرضه حوالي كيلومتر واحد”.
وقارن بارنياع النازحين الإسرائيليين من جنوب إسرائيل وشمالها بالنازحين الفلسطينيين في كل أنحاء قطاع غزة، وقال: “حتى قبل أن يقرر الأشخاص الذين تم إجلاؤهم من المستوطنات المحاصرة، ما إذا كانت العودة إلى ديارهم آمنة، سيتعين على مئات الآلاف من سكان غزة مواجهة وضع مستحيل، لن يُسمح لجزء كبير منهم بالعودة، لأن منازلهم كانت في المنطقة الأمنية، وفقد آخرون منازلهم والبنية التحتية المادية والاجتماعية في الأحياء والمدن التي يعيشون فيها”.
أضاف بارنياع: “إذا كنا محظوظين، فستكون هناك دفعة أخرى من صفقات أسرى الحرب، سيخرج المزيد من الناس من الأسر مخدوشين (متأثرين من تجربة الأسر)، لكنهم أحياء”.
في هذا الصدد، أشار إلى أن “انتقال الجيش الإسرائيلي إلى المرحلة القادمة من الحرب قد تتم خلال فترة الهدنة الإنسانية القادمة، التي سيتخللها تبادل لأسرى إسرائيليين في غزة بأسرى فلسطينيين في السجون الإسرائيلية”.
ورأى بارنياع أن “صفقة (تبادل أسرى) أخرى سيكون لها ميزة أخرى، أنها ستسمح للإسرائيليين بالانتقال بشكل أكثر سلاسة من مرحلة الحرب الكبرى إلى مرحلة الصيانة”.
لكنه لفت إلى “تعذر تحقيق الجيش الإسرائيلي للأهداف التي وضعها السياسيون”، وتوقع أنه “ستكون هناك خيبة أمل، فالأهداف التي وضعتها القيادة السياسية أمام الجيش بعيدة المنال”.
مجرد أمنيات!
أضاف مستخدماً العبارات التي استخدمها القادة الإسرائيليون في بداية الحرب: “كان واضحاً منذ اليوم الأول، أن التصفية والقضاء على والتدمير، هي مجرد أمنيات متوقعة عندما يتعلق الأمر بنوع الضربة التي تلقيناها في 7 أكتوبر (تشرين الأول الماضي)” على بلدات وقواعد عسكرية في غلاف قطاع غزة”.
واستدرك: “لكن التمني ليس خطة عسكرية، وليس استراتيجية، التوقعات المفرطة تولّد إحباطاً، سيكون ذلك مؤلماً، بشكل خاص في صفوف القوات المقاتلة، وأيضاً في صفوف اليمين المتطرف، التي كانت تأمل في حرب متعددة الجبهات، تؤدي إلى ترحيل ملايين الفلسطينيين وتجديد الاستيطان في قطاع غزة”.
ولفت بارنياع، إلى تصريح نتنياهو، مساء أمس الأربعاء، الذي قال فيه: “سنواصل الحرب حتى النهاية، وستستمر حتى يتم القضاء على حماس، حتى النصر”.
وعلّق بارنياع على ذلك: “من الناحية التاريخية قد يكون على حق، فالحرب بين إسرائيل والمنظمات الإرهابية الجهادية قد تستمر لسنوات، وربما حتى لأجيال”، وفق تعبيره.
أضاف: “لكن بالنسبة للعائلات التي اختُطف أحباؤها في غزة، ولكل الإسرائيليين الذين قلبت الحرب عالمهم رأساً على عقب، أقترح التعامل مع التصريحات الرنّانة بحذر”.
آخر محطة من المرحلة الصعبة
وخلص المحلل الإسرائيلي إلى أن خان يونس قد تكون “آخر محطة من المرحلة الصعبة قبل البدء بخطوة أكثر تواضعاً” من الحرب على غزة، لافتاً إلى أن “الحديث عن حروب المستقبل يهدف إلى إخفاء كآبة الحاضر، وربما تكون خان يونس المحطة الأخيرة فيما يسمّيه الجيش المرحلة الصعبة من الحرب، وستكون الخطوة التالية أكثر تواضعاً”.
ووفق إحصاءات إسرائيلية أسرت “حماس” نحو 239 شخصاً خلال هجومها على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر الماضي، بادلت العشرات منهم خلال هدنة إنسانية استمرت 7 أيام حتى 1 ديسمبر/كانون الأول الجاري، مع إسرائيل التي تحتجز في سجونها 7800 فلسطيني، بينهم أطفال ونساء.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حرباً مدمرة على غزة، خلّفت حتى الأربعاء، 20 ألف قتيل فلسطيني، و52 ألفاً و600 جريح، معظمهم أطفال ونساء، ودماراً هائلاً في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقاً لسلطات القطاع والأمم المتحدة.
عربي بوست