بيان مقاطعة هيئة الأمم المتحدة للمرأة
بعدما شهد العالم الروايات الملفقة للتغطيات الإعلامية الملتوية عقب أحداث السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، وما تلاه من محاولات تضليل وتحريف للحقيقة، وبعد ارتكاب إسرائيل لأفظع الجرائم ضد الإنسانية غير المسبوقة بحق الشعب الفلسطيني، واستمرار الإبادة التي هزت ضمير العالم المعاصر دافعةً نحو أوسع حملة تضامن شملت العالم من شماله إلى جنوبه.
وبعد أكثر من 50 يومًا من العدوان والمجازر الإسرائيلية وفقدان 13300 ضحية، ثلثيهم من النساء والأطفال الأبرياء، كان العالم ينتظر تحقيق العدالة، أو أقلّه، وقفًا تامًا وشاملًا لإطلاق النار، ولكن عوضًا عن ذلك طالعتنا هيئة الأمم المتحدة للمرأة ببيان تبرّر فيه العدوان وتتواطأ مع الإبادة.
وفي انحياز صارخ لإسرائيل يعكس نفاقًا وازدواجية معايير؛ أنكرت هيئة الأمم المتحدة للمرأة حق الفلسطينيات/ين بالمقاومة في وجه 75 عامًا من الفصل العنصري الذي يمارسه الاستيطان الفاشي، لا بل ذهبت أبعد من ذلك واختارت تبرير قتل آلاف المدنيات/ين في بيانها الأخير المخزي وغير المستند إلى أدلة.
وبذلك، لم تظهر هيئة الأمم المتحدة للمرأة غير مبالية بالإبادة التي ترتكب بحق الفلسطينيات/ين وحسب، بل تواطأت أيضًا في شيطنة شعوبنا ونزع صفة الإنسانية عنها.
وبناءً على ما تقدم، نعلن نحن منظمة فيمايل رفضنا الشديد لهذه المواقف وامتناعنا عن قبول أيّ شراكة أو تمويل ملطخ بازدواجية معايير تلك الهيئة “العالمية لحقوق الانسان”، وبالتالي نعلن انسحابنا من “المنصة النسوية” التي تديرها وتدعمها “هيئة الأمم المتحدة للمرأة”.
نقف متضامنات متحدات في وجه الوحشية المرتكبة من قبل “هيئة الأمم المتحدة للمرأة” وغيرها من المنظمات والحكومات التي خذلت الإنسانية بموقفها المشين تجاه المذابح والدمار الكارثي الحاصل في غزة. يبقى التزامنا بالعدالة والمساواة والنضال ضد الاضطهاد والاستعمار والاحتلال ثابتًا وغير قابل للمساومة.