على خلفية الصراع المحتدم بين إسرائيل وحركة حماس منذ السابع من تشرين الأوّل الماضي، باتت المجتمعات اليهودية والفلسطينية المسلمة في الولايات المتحدة في حالة توتر وخوف، حيث ازدادت جرائم الكراهية إلى حد كبير.
وكانت آخر هذه الجرائم، أمس الاثنين، بعدما أطلق مسلّح النار على 3 شبان طلبة فلسطينيين في مدينة بيرلنغتون بولاية فيرمونت المجاورة للحدود الأميركية الكندية.
وبينما نجا الضحايا الثلاثة، إلا أنهم غالباً أصيبوا مدى الحياة، فالشاب هشام عورتاني البالغ من العمر 20 عاماً، كان صاحب الإصابة الأخطر، حيث قالت والدته إليزابيث برايس إن ابنها، الذي يدرس في جامعة براون في رود آيلاند، أُصيب برصاصة في العمود الفقري، مشيرة إلى أن الأطباء غير متأكدين مما إذا كان سيستطيع المشي مرة أخرى، وفقا لشبكة “ABC News”.
كما أضافت قائلة: “أنا أرتعش، أموت من الداخل، إن ابني يرقد بلا حراك في السرير، لكن معنوياته كانت عالية جدا في البداية، إلا أن ذلك سيتغير باعتقادي بعد أن يتأكد من أنه سيكون على كرسي متحرك”.
وشدّدت الأم المحزونة على أن العدالة بالنسبة لها تعني التأكد من أن الرجل الذي أطلق النار على ابنها بات خلف القضبان، وعدم تكرار مثل هذه الجرائم مرة أخرى، وأن يجد ابنها طريقاً لإعادة بناء حياته.
أما تمارا التميمي والدة كنان عبد الحميد، فأوضحت أن ابنها، وهو طالب تمهيدي للطب في كلية هافرفورد في كونيتيكت وفني طب الطوارئ المدرب، من المتوقع أن يخرج من المستشفى قريبا.
وأوضحت، أن ابنها هرب من مكان الحادث عندما بدأ إطلاق النار، واختبأ وطلب المساعدة. لذلك اعتقد أن أصدقاءه قد ماتوا عندما نقلته سيارة الإسعاف، مشددة على أن الوضع كان صعبا ومؤلما للغاية بالنسبة له – سواء بصفته طبيبا لم يتمكن من مساعدة أصدقائه كما قال، خصوصا أنهم ليسوا مجرد أصدقاء في الواقع بل إخوة كبروا معاً.
أما الطالب الثالث المصاب في إطلاق النار تحسين أحمد، فهو مسجل في كلية ترينيتي في ولاية كونيتيكت.
وقالت الشرطة، إنه لا يزال في المستشفى في حالة مستقرة.
يُشار إلى أن الطلاب الثلاثة كانوا تخرجوا في مدرسة “أصدقاء رام الله” الثانوية، والتي تديرها مؤسسة “الكويكرز” في مدينة رام الله في الضفة الغربية بفلسطين.
ويوم السبت، تلقت خدمة النجدة 911 للطوارئ اتصالا عن حادثة إطلاق طلقات نارية، حوالي الساعة 6:30 مساء في شارع نورث بروسبكت، وعثرت الشرطة على شخصين مصابين في مكان الحادث، بينما كان الثالث مصابا في مكان قريب، وفقا لوسائل إعلام محلية، وتم نقل الشبان الثلاثة إلى المركز الطبي بجامعة فيرمونت، حيث يعالجون من إصاباتهم.
فقد تجمع الطلاب الثلاثة معا للاستمتاع بعطلة عيد الشكر، وكانوا يرتدون الكوفية الفلسطينية ويتحدثون العربية، فصرخ رجل فيهم وضايقهم، ثم شرع في إطلاق النار عليهم.
إلا أن تم القبض على مطلق النار الأحد، فدفع ببراءته الاثنين من ثلاث تهم تتعلق بمحاولته الشروع في قتل من الدرجة الثانية، لكن القاضي أمر باحتجازه من دون كفالة.
ومثل المتهم جيسون جيه إيتون البالغ من العمر 48 عاماً، أمام المحكمة الجنائية لمقاطعة تشيتندن في بيرلينغتون عبر بث مصور عن بعد من سجن المقاطعة، حيث تحتجزه السلطات هناك منذ اعتقاله.
من جهتها قالت الشرطة إن المشتبه به حصل على السلاح المستخدم في حادث إطلاق النار قبل بضعة أشهر بطريقة غير قانونية.
وجاء إطلاق النار في الوقت الذي تشهد فيه الولايات المتحدة زيادة في البلاغات عن الحوادث المرتبطة باندلاع الحرب على غزة.
فمثل هذه الجرائم كانت ازدادت في الآونة الأخيرة إلى حد كبير، على خلفية الصراع المحتدم بين إسرائيل وحركة حماس منذ السابع من تشرين الأوّل الماضي، والذي وضع المجتمعات اليهودية والفلسطينية المسلمة في الولايات المتحدة في حالة توتر وخوف.
كما انتقل هذا التوتر أيضا إلى بعض البلدان الأوروبية، مثل فرنسا وبلجيكا.
العربية