يتهافت عشرات الفلسطينيين إلى مستشفى دير البلح في محاولة للتعرف على جثث أقارب لهم قتلوا في قصف إسرائيلي فيما كثفت إسرائيل ضرباتها على قطاع غزة حيث قتل 4651 شخصا بحسب وزارة الصحة التابعة لحماس منذ بدء الحرب.
تنفجر سيدة في البكاء بعدما كشفت البطانية على الطاولة جثة ابنتها وعدد آخر من أطفال عائلة نتيل، فيما .
تنهار الأم فيما يحاول أحد أقاربها أن يسندها، قبل أن تجلس بجانب جثة ابنتها وتصرخ “يا حبيبتي يا سمر، حسبي الله ونعم الوكيل”.
على مسافة قريبة وضعت جثث ثلاثة أطفال من هذه العائلة على الأرض أمام ثلاجة الموتى وكتبت أسماؤهم على أرجلهم وهم ليان وهاني وجوان.
وتفيد حركة حماس التي تدير القطاع منذ العام 2007، أن دير البلح تعرضت لأعنف عمليات القصف ما أسفر عن تدمير الكثير من المباني بالكامل.
والأحد، ارتفعت الحصيلة في قطاع غزة إلى 4651 قتيلا بينهم 1873 طفلا و1023 امرأة و187 مسنا فيما أصيب 14245 شخصا بجروح مختلفة وفق ما أعلنته وزارة الصحة التابعة لحركة حماس.
وشنت حركة حماس في السابع من تشرين الأول هجوما على إسرائيل هو الأعنف في تاريخ الدولة العبرية التي ردّت بقصف مركز متواصل على قطاع غزة وحشد عشرات الآلاف من جنودها عند حدوده استعدادا لعملية برية.
وقتل أكثر من 1400 شخص في الجانب الإسرائيلي معظمهم مدنيون قضوا في اليوم الأول لهجوم حماس، حسب السلطات الإسرائيلية.
في المشرحة أيضا، جثة محمد جودة الذي كان يحتضن ابنته مسك البالغة ثلاث سنوات، وكان وجهاهما مكشوفين.
يقول قريبه نائل وافي “استشهدت كل أسرة عمتي من عائلة جودة، قصفوا عمارتين على رأس ساكنيها وكأنهم ليسوا بشرا”. ويضيف “كان البيت ممتلئا بالنازحين من غزة” الذين فروا من الشمال.
ويؤكد “أخرجنا 20 شهيدا فقط حتى الآن، يوجد أكثر من خمسين شخصا تحت الأنقاض”.
ويضيف بينما كان يفتح هاتفه المحمول لعرض صورهم “ابن عمتي ليس له علاقة بالمقاومة، يستهدفون النساء والأطفال والمدنيين، هذه إبادة جماعية”.
وفي جنوب قطاع غزة وتحديدا في مدينة خان يونس، قتل 13 شخصا مساء السبت بحسب حصيلة لحماس، في مقهى “ريو” الواقع في الطابق الأرضي من مبنى يضم طوابق عدة والذي تحول خلال الحرب إلى مأوى للنازحين.
وعن استهداف المقهى، يقول راجي شراب (50 عاما) الذي يسكن قبالة المقهى “سمعت صوت انفجار ضخم، نظرت من الشباك فرأيت غبارا ونارا وحجارة تتطاير”.
ويضيف “ضربوا مجددا بعد دقيقة وحصل انفجار ثان، وتعرض منزلنا لأضرار”.
وبحسب شراب “وصل الإسعاف بعد حوالى نصف ساعة وبدأوا بنقل الجثث، شاهدت جثتين متفحمتين”.
وفي المستشفى ذاته، وصل رجل يحمل جثة طفل متفحمة فيما اجتمعت أمام الثلاجة مجموعة من الرجال في محاولة للتعرف على أشلاء جمعت في بطانية.
يتعرف أحدهم على يد ويقول وهو يبكي “هذه يد بيان، ضعوا الأشلاء في كيس وارفعوها”.
ومن بين المتواجدين أيضا، طفل أصر أن يرى وجه والده القتيل، فامسكه أحد أقاربه وكشف له عن الجثة قبل أن ينهار ويبدأ بالارتجاف.
ويتوالى وصول مركبات الإسعاف والسيارات الخاصة حاملة الجثث أو الجرحى.