رأى النائب المستقل المعارض إلياس جرادي أن “الفرنسي لم يفشل في معالجة الشغور الرئاسي في لبنان، إنما المعنيون بإنقاذ لبنان من سلسلة الانهيارات التي اجتاحت كيانه، هم الذين فشلوا في الاستجابة للنداء الوطني، وفي تحمل مسؤولياتهم بتطبيق الآلية الدستورية لانتخاب رئيس للبلاد، إما عبر التعطيل المباشر للجلسات، وإما عبر التهديد المسبق بتعطيلها”.
وتابع، “مرد ذلك الى تحكم سياسة “الأنا” والمصالح الخاصة والشخصية، بغالبية الفرقاء السياسيين على حساب مصالح الدولة ومستقبل لبنان واللبنانيين، ناهيك عن إضاعتهم فرصة الحوار للتلاقي على كلمة سواء تخرج الاستحقاق الرئاسي من النفق”.
وفي تصريح لـ “الأنباء الكويتية”، لفت الى أن “النداء الأخير للمبعوث الفرنسي الخاص جان ايف لودريان بضرورة الذهاب الى مرشح ثالث، يعطي فسحة أمل جديدة بمقاربة وطنية واقعية لازمة الرئاسة، وذلك لكون معادلة ترشيح سليمان فرنجية في مواجهة التقاطع على ترشيح جهاد ازعور، سقطت أمام التعادل السلبي لموازين القوى داخل مجلس النواب، وأمام الاصطفافات النيابية اللاإنقاذية، ما يعني من وجهة نظر جرادي ان المطلوب اليوم لتعزيز وإنجاح الاقتراح الجديد للودريان، العمل على رسم مشهدية جديدة وطنية إيجابية، قوامها نزول الجميع عن الشجرة، ومد اليد لبعضنا البعض، والاحتكام الى التوافق على مرشح رئاسي عابر للاصطفافات السياسية والنيابية، ويقبل به الجميع”.
ورداً على سؤال أكد جرادي ان “منطق الحوار يبقى أرقى الوسائل وأعلى درجات الديموقراطية لحل النزاعات بين خصمين سياسيين”، معربا من جهة ثانية “عن تفهمه لهاجس البعض من ان تتحول فكرة الحوار الى عرف ثابت في مقاربة كل استحقاق دستوري، لكن، والحق يقال، أن يثبت نقاش بين الفرقاء اللبنانيين لحل المسائل الخلافية على اختلاف انواعها، افضل آلاف المرات من ان تثبت تدخلات الخارج واستنزاف الدولة والكيان اللبناني برمته لانتخاب رئيس للجمهورية”.
واعتبر انه “اذا كان هناك من سابقات تستوجب إما الركون الى تطبيق الدستور كأولوية راسخة، واما الى حوار حضاري وبناء للخروج من حقل الألغام، هي ان كل التسويات الخارجية لحل أزمات الاستحقاق الرئاسي في لبنان منذ الاستقلال حتى اليوم، صيغت بالشكل والمضمون على جثة الوطن ليس الا، وذلك مرده الى ان الانشغال الدائم لغالبية الفرقاء اللبنانيين بالبحث عن مكاسب اما حزبية وإما عائلية وإما طائفية ومذهبية ومناطقية، وإما عن مكاسب شخصية ضيقة”.
وفي سياق متصل، اكد جرادي ان “دخول القطري على خط معالجة الأزمة الرئاسية، لم يأت من منطلق استبدال لودريان به، وما يشاع بالتالي عن وجود خلافات بين أعضاء اللجنة الخماسية غير صحيح ولا أساس له من الصحة، انما أتى انطلاقا من الحرص الدولي على استقرار لبنان، فإما ان يستلحق الفرقاء اللبنانيون أنفسهم لضم لبنان الى المنظومتين العربية والدولية، وإما ان يبقوا غارقين في لعبة المحاصصة وتحصيل المكاسب حيث مكامن الشر وبئس المصير، شاكرا بالتالي القطري والفرنسي وكل اعضاء المجموعة الخماسية على جهودهم لسحب لبنان من النفق”.
وعما اذا كان يرى في قائد الجيش العماد جوزاف عون المرشح الثالث الاوفر حظا للوصول الى السدة الرئاسية، اكد جرادي ان “غالبية الفرقاء اللبنانيين بما فيهم الثنائي الشيعي، انطلقوا في رحلة البحث عن المرشح الثالث، ومن ابرز الشخصيات المطروحة، قائد الجيش جوزاف عون وزياد بارود ونعمة فرام وزياد حايك”، معربا استطرادا عن “أمله بفوز القائد عون في السباق الى بعبدا”.
الانباء الكويتية