كتبت كارولين عاكوم في الشرق الأوسط
جاء تصريح الموفد الفرنسي إلى لبنان جان إيف لودريان يوم الاثنين، بدعوة اللبنانيين للذهاب إلى “خيار ثالث” في الانتخابات الرئاسية، ليؤكد أنّ المبادرة الفرنسية في الانتخابات الرئاسية التي كانت تدعم رئيس تيار المردة النائب السابق سليمان فرنجية قد سقطت.
وفي هذا المجال، تتفق مصادر كل من حزب القوات اللبنانية وحزب الكتائب اللبنانية على عدّ أن الموقف الذي عبّر عنه لودريان هو نتيجة ثباتها ونضالها وتعاضدها في مواجهة خيار الممانعة في ملف الانتخابات الرئاسية، معولة على تراجع الأخيرة عن موقفها للانتقال إلى مرحلة جديدة، مبدية بذلك انفتاحها واستعداداها للخيار الثالث شرط تراجع الفريق الآخر عن تصلّبه بدعم فرنجية.
بدورها، ترى مصادر “القوات” أنّ أهمية موقف لودريان تكمن في أنه يؤكد ما كانت تقوله المعارضة التي واجهت بحسم وصبر وإصرار. وتقول لـ”الشرق الأوسط”: “الممانعة كانت تستخدم وتعول على المبادرة الخارجية الفرنسية التي تدعم مرشحها في الانتخابات الرئاسية، لكن اليوم هذا الخارج انتقل ليؤيد موقف المعارضة الداعم لخيار ثالث، وهو ما تتبناه اللجنة الخماسية، وبالتالي يمكن وصف ما حصل بالانتصار، وهو رسالة بأن المعارضة نجحت في أن تتغلب على مشروع السلاح”.
وتضيف: “إذا استمرت الأمور على ما هي عليه، فهذا الخارج لا بد أن ينتقل إلى تحميل الممانعة مسؤولية استمرار الشغور في الانتخابات الرئاسية وتداعياته”.
لكن في المقابل، يبدو الفريق الداعم لترشيح فرنجية، خضع للمستجدات السياسية المرتبطة لموقف لودريان الأخير، ومن خلفه ما يعرف بـ”اللجنة الخماسية”، لكنه يتمسك بأهمية الحوار لإيجاد حل للأزمة، وهو ما ترفضه الكتل المسيحية وتختلف بشأنه مع حلفائها الذين دعموا أزعور في الجلسة الأخيرة، بحيث أن الحزب “التقدمي الاشتراكي”، على سبيل المثال كان يدعم مبادرة بري والحوار.
وتطرح في لبنان أسماء عدة كخيار ثالث للانتخابات الرئاسية، لا سيما بعد اللقاءات التي يقوم بها الموفد القطري إلى بيروت، وأبرزها قائد الجيش العماد جوزيف عون والوزير السابق زياد بارود والنائب نعمة افرام، إضافة إلى مدير عام الأمن العام بالإنابة اللواء إلياس البيسري.