ازدحمت الطرق بآلاف من أسر الأرمن الجائعين والمنهكين بعد أن فروا من منازلهم في جيب ناغورنو- كراباخ، في الوقت الذي دعت فيه الولايات المتحدة أذربيجان إلى حماية المدنيين والسماح بدخول المساعدات.
وبدأ الأرمن في كراباخ، وهي منطقة تابعة لأذربيجان كانت خارج سيطرة باكو منذ تفكك الاتحاد السوفياتي، الفرار هذا الأسبوع بعد هزيمة قواتهم في عملية خاطفة شنها الجيش الأذري.
ونقلت وكالة تاس الروسية للأنباء عن نائب رئيس وزراء أرمينيا تيجران خاتشاتريان قوله إن ما لا يقل عن 19 ألفا من أصل 120 ألفا من الأرمن الذين يعتبرون ناغورنو- كراباخ وطنا لهم عبروا بالفعل إلى أرمينيا، وإن الطريق الجبلي المؤدي للخروج من أذربيجان يعج بمئات السيارات والحافلات المكتظة بالحقائب والأمتعة.
وفر البعض مكدسين في شاحنات مفتوحة السقف والبعض الآخر على جرارات. ووصلت نارين شاكاريان، الجدة لأربعة أطفال، في سيارة زوج ابنتها القديمة وكانوا بداخلها ستة أفراد.
وقالت إن الرحلة التي يبلغ طولها 77 كيلومترا استغرقت 24 ساعة ولم يكن معهم أي طعام.
وقالت شاكاريان لرويترز على الحدود وهي تحمل حفيدتها البالغة من العمر ثلاث سنوات والتي قالت إنها أصيبت بالإنهاك خلال الرحلة “طوال الطريق كان الأطفال يبكون وكانوا جياعا… رحلنا للنجاة بحياتنا وليس للعيش (في مكان آخر)”.
ومع اندفاع الأرمن لمغادرة عاصمة كراباخ، المعروفة باسم ستيباناكيرت في أرمينيا وخانكيندي في أذربيجان، تدفق أصحاب المركبات بدافع الذعر على محطات الوقود لتعبئتها. وقالت السلطات هناك إن 20 شخصا على الأقل قتلوا وأصيب 290 آخرون في حريق هائل عندما انفجرت محطة وقود أمس الاثنين.
نداء من واشنطن لباكو
وفي يريفان عاصمة أرمينيا دعت سامانثا باور رئيسة الوكالة الأميركية للتنمية الدولية أذربيجان إلى “الحفاظ على وقف إطلاق النار واتخاذ خطوات ملموسة لحماية حقوق المدنيين في ناغورنو- كراباخ”.
وقالت باور، التي سلمت في وقت سابق رئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان رسالة دعم من الرئيس الأميركي جو بايدن، إن استخدام أذربيجان للقوة غير مقبول وإن واشنطن تنظر في رد مناسب.
ودعت باور رئيس أذربيجان إلهام علييف إلى الوفاء بوعده بحماية حقوق الأرمن وإعادة فتح ممر لاتشين الذي يربط المنطقة بأرمينيا بشكل كامل والسماح بدخول المساعدات وبعثة مراقبة دولية.
وتعهد علييف بضمان سلامة الأرمن في كراباخ لكنه قال إن قبضته الحديدية قضت على مساعي انفصال هذه المنطقة.
وقالت باور لاحقا خلال زيارة إلى قرية كورنيدزور على الحدود مع أذربيجان “من المهم جدا أن يتمكن المراقبون المستقلون والمنظمات الإنسانية من الوصول إلى من لا يزالون في أشد الحاجة للمساعدات في ناغورنو- كراباخ”.
كما كشفت عن مساعدات أميركية عاجلة بقيمة 11.5 مليون دولار لكراباخ.
وردا على سؤال عما إذا كانت تعتقد أن قوات أذربيجان ارتكبت أعمالا وحشية ضد المدنيين أو المقاتلين في كراباخ، قالت “لقد سمعنا تقارير مثيرة للقلق الشديد عن أعمال عنف ضد المدنيين. وفي الوقت نفسه، نظرا للفوضى هنا والصدمة، فإن جمع الشهادات… ممن تعرضوا (لانتهاكات) هو أمر في بدايته”.
رويترز