في إطار توسيع أطر التعاون بين الصين والدول النامية، تستعد الصين لعقد “منتدى الحزام والطريق” الثالث المعني بالتعاون الدولي بالعاصمة بكين في شهر تشرين الأول.
وتسعى الصين من خلال المنتدى بنسخته الثالثة إلى، “تأكيد استراتيجية عالمية لتطوير البنية التحتية، وفتح أبواب جديدة لتطوير تعاون عالي المستوى في إطار المبادرة. وكانت قد أطلقت الصين مبادرة “الحزام والطريق” منذ عشرة أعوام لتتصل مع آسيا وأفريقيا وأوروبا”.
وفي هذا الإطار، قال السفير الصيني لدى لبنان، تشيان مينجيان: إنّ “الصين ودول الشرق الأوسط شريكان طبيعيان في بناء “الحزام والطريق”، يدعم كل منهما بعضهما البعض في المجال السياسي وتتكامل هياكلهما الاقتصادية وثرواتهما من الموارد إلى حد كبير”.
وأكد في حديث لِـ”الميادين”، أنّ “الصين تسعى من خلال المنتدى الثالث أن تتقاسم فرص التنمية مع دول الشرق الأوسط في سياق التحديث الصيني، ومواصلة دفع التنمية والتصنيع في الشرق الأوسط وتعزيز التواصل والتبادل، مقاومةً على نحو مشترك لسلوكيات المناهضة للعولمة مثل “بناء الجدران الفاصلة” و”قطع الروابط” من جانب بعض الدول الغربية”.
وأضاف مينجيان، أنّ “الصين تُعدّ من أكبر الشركاء التجاريين في منطقة الشرق الأوسط، إذ تجاوز حجم التجارة الصينية مع دول الشرق الأوسط 500 مليار دولار أميركي في عام 2020، بزيادة سنوية قدرها 27%”.
وتابع، “الصين ودول منطقة الشرق الأوسط تواصل تعميق التعاون في مجالات التكنولوجيا المتقدم مثل خدمة الإنترنت “5G”، والذكاء الاصطناعي والطاقة الجديدة، والأقمار الصناعية الفضائية وغيرها، إضافة إلى تقديم تسهيلات في التجارة والاستثمار بين الجانبين”.
ولفت مينجيان إلى، أنّ “دول الشرق الأوسط قد كثفت جهودها للانفتاح على العالم الخارجي، ما جلب فرصاً استثمارية وتنموية ضخمة للشركات الصينية لتوسيع أعمالها في الشرق الأوسط”.
وتعليقاً على تطوير ممرّ اقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا برعاية أميركية، أكد، أنّ “بلاده ترحب بالتنافس العادل وبما يعود للدول النامية بالمنفعة، على اعتبار أنّ مبادرة “الحزام والطريق” لا تعود بالمنفعة للصين فحسب إنما لصالح الدول الواقعة على طول الطريق أيضاً”.
كذلك، شدد مينجيان على، أن “ظهور طريق اقتصادي جديد منافس، يعكس نجاح الطريق الأول والأساسي أي “مبادرة الحزام والطريق” التي أطلقها الرئيس الصيني، شي جين بينغ”.
وأشار إلى، أنّ “الطريق المنافس “ما زالت أمامه صعوبات كثيرة”، لا سيما التعاون مع النصف الآخر من الدول الواقعة في المنطقة، مؤكداً أنّ بكين ترحب بالمشروع حتى لو قصده المنافسة”.
وذكر مينجيان، أنه “ما دام التنافس عادلاً ويسهم في التنمية في المنطقة، فبكين ترحب بذلك مهما كان ممرّه”.
وشدد على، أنّ “مبادرة الحزام والطريق” تلتزم بمبدأ التشاور والتشارك والتقاسم، وأنها “الطريق الهادف إلى تحقيق الرخاء الاقتصادي والتنمية المشتركة، والتفاهم بين الشعوب”.
وقال مينجيان: إنّ “مشروع المبنى الجديد للمعهد الوطني العالي للموسيقى، في الضبية شمالي العاصمة بيروت، يعدّ أول مشروع متكامل، مموّل من الحكومة الصينية في إطار مبادرة “الحزام والطريق”.
وأردف، “يكتسب أهمية بالغة من ضمن أكثر من 3000 مشروع أقامتها الصين باستثمارها في الدول المطلة على “الحزام والطريق” خلال السنوات العشر الماضية منذ طرح المبادرة”.
ووفق مينجيان، “سيمثّل المبنى الجديد للمعهد “رمزاً للصداقة بين شعبي البلدين”، ولن يساعد في تحسين مستوى تعليم الموسيقى والفنون في لبنان وإفادة الشعب اللبناني فحسب، بل سيوفر فرصاً جديدة للتبادلات الثقافية بين البلدين”.
ويأتي المشروع هذا ضمن مبادرة “الحضارة العالمية” التي أطلقها الرئيس الصيني، شي جين بينغ، حيث يمكن للجانبين تعزيز التواصل والتعاون حول التنفيذ المشترك للمبادرة بعد اكتمال أعمال البناء.
وأوضح مينجيان، أنّ “الصين ستعمل على تعزيز الالتقاء بين مبادرة “الحزام والطريق” وخطة التنمية في لبنان، واتخاذ إجراءات ملموسة لتقاسم فرص التنمية ونتائجها، والسعي لتنفيذ المزيد من المشاريع عالية المستوى التي تعود بالمنفعة على الشعب اللبناني”.
ويُذكر أنّ مشروع المبنى الجديد للمعهد الوطني اللبناني العالي للموسيقى قد انطلقت أولى خطوات بنائه أواخر عام 2019. وتقدّر مساحته بـ28 ألف متر مربّع، وبتكلفة تصل إلى 60 مليون دولار. ويضمّ المبنى الجديد للمعهد قاعات أوركسترالية، ومسرحاً كبيراً، إلى جانب قاعات موسيقية كبيرة.