أكدت قطر “انفتاحها لأي طلب رسمي لتقريب وجهات النظر بين كل من الجزائر والمغرب ورأب الصدع بين البلدين”.
وأوضح مستشار رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري ماجد الأنصاري، في الإحاطة الأسبوعية لوزارة الخارجية، أن “أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، تلقى رسالة خطية من الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، تتصل بالعلاقات الثنائية الوطيدة بين البلدين وسبل دعمها وتعزيزها”.
وأضاف أن “الرسالة تسلمها سلطان بن سعد المريخي وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية، خلال اجتماعه مع عميروش ركح القائم بأعمال سفارة الجزائر لدى قطر.”
وبخصوص إن كانت تلك الرسائل التي تبادلتها القيادة القطرية مع كل من الجزائر والرباط تحمل تفاصيل دور محتمل للدوحة في الموضوع، ذكر ماجد الأنصاري أن “العلاقات العربية البينية يجب أن يكون عنوانها الرئيسي التفاهم المشترك”.
ولفت إلى أن “الدوحة ملتزمة بأي دور يطلب منها أو يمكنها تحقيقه في إطار هذه الرؤية المتعلقة بالمنطقة”.
بدوره، كشف المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية القطرية أن “الرسائل بين الدوحة والجزائر التي تم الإشارة إليها تتعلق بالعلاقات الثنائية بين البلدين”، موضحاً أنه “مما لا شك فيه أن رأب الصدع بين الأشقاء يمثل اهتماما رئيسياً لدولة قطر”.
منذ 24 آب 2020، تمر العلاقات بين البلدين بواحدة من أسوأ مراحلها، بعد أن قررت الجزائر، من جانب واحد، قطع علاقاتها الدبلوماسية مع الرباط، جراء ما وصفتها بـ”الأعمال العدائية” للمملكة المغربية وبـ”الاستفزاز الذي بلغ ذروته”، في حين اتهم مجلس الأمن القومي في الجزائر برئاسة عبد المجيد تبون، المغرب بدعم حركة انفصالية تدعو لاستقلال منطقة القبائل. كما حمّل وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة “قادة المملكة مسؤولية تعاقب الأزمات التي تزايدت خطورتها”، معتبراً أن “هذا التصرف المغربي يجر إلى الخلاف والمواجهة بدل التكامل في المنطقة” المغاربية.
في المقابل، جاء الرد المغربي على القرار الجزائري عبر بيان لوزارة الخارجية، أوردت فيه أن “المملكة المغربية أُحيطت علماً بالقرار الأحادي الذي اتخذته السلطات الجزائرية بقطع العلاقات الدبلوماسية”، مبدية أسفها على “هذا القرار غير المبرر تماماً”. وأعلنت أن المغرب “يرفض رفضاً قاطعاً المبررات الزائفة، بل العبثية التي بني عليها القرار”. وفيما اعتبرت الخارجية المغربية أن قرار الجزائر “متوقع في ضوء منطق التصعيد الذي لوحظ في الأسابيع الأخيرة – وكذلك تأثيره على الشعب الجزائري”، تركت الرباط الباب موارباً أمام إمكانية تجنب القطيعة من خلال تشديدها على أن المملكة “ستظل من جهتها شريكاً صادقاً ومخلصاً للشعب الجزائري، وستواصل العمل بحكمة ومسؤولية من أجل تنمية علاقات مغاربية صحية ومثمرة”.
وفي تصعيد آخر للتوتر بين البلدين، أعلنت الجزائر، إغلاق مجالها الجوي أمام جميع الطائرات المدنية والعسكرية المغربية، متّهمة المملكة بمواصلة “الاستفزازات والممارسات العدائية” تجاهها.
وبدا لافتاً أن العلاقات بين البلدين الجارين تمر بأكثر لحظاتها تعقيداً، بعدما أوقفت الجزائر في الأول من تشرين الثاني واردات إسبانيا من الغاز الطبيعي الجزائري عبر الخط المار بالمغرب، في خطوة راهنت عليها الجزائر لعقاب المغرب وجعل تكلفة قطع العلاقات مضاعفة، لا سيما على الصعيد الاقتصادي.