مع ارتفاع نسب التلوث التي تسببها مياه الصرف الصحي غير المعالجة، تتزايد التحذيرات في العراق من خطرها على الصحة العامة وتلويثها للأنهار ومصادر المياه والتربة والمحاصيل الزراعية، مسببة انتشار الأمراض والأوبئة .
وفي أحدث هذه التحذيرات ما كشفه جاسم الفلاحي الوكيل الفني لوزارة البيئة العراقية، في تصريحات للقناة الرسمية العراقية، أكد فيها أن العراق ينتج يوميا أكثر 6 ملايين متر مكعب من مياه الصرف الصحي، وهي نسبة عالية جدا لا تتناسب والمعايير العالمية.
كاشفا أن الوزارة تواجه مشكلة حقيقية في معالجة تلك المياه، بسبب تقادم البنى التحتية لعملية المعالجة.
مياه شحيحة وملوثة
ويحذر الخبراء من أن وجود شح في المياه مع تلوثها، سينجم عنه كوارث تصل لدرجة تهديد سكان مناطق بأكملها بالعطش، فضلا عن الآثار السلبية البيئية والصحية .
يقول الأكاديمي العراقي وخبير الاستراتيجيات والسياسات المائية الدكتور رمضان حمزة، في لقاء مع موقع “سكاي نيوز عربية “:
يتم إنتاج حوالي 6 ملايين متر مكعب من مياه الصرف الصحي يوميا في العراق، وتتسبب هذه الكمية الهائلة في تلوث بيئي خطير، حيث تواجه العديد من المحافظات العراقية صعوبات جمة بمعالجة هذه المياه بشكل كاف، ولهذا فمشكلة معالجة مياه الصرف الصحي هي تحد حقيقي في العراق.
تعتمد عمليات معالجة مياه الصرف الصحي على تقنيات مختلفة مثل الترسيب والتعقيم والتنقية الحيوية وغيرها، ومع ذلك تعاني المحطات والمرافق المعنية بمعالجة مياه الصرف الصحي بالعراق من نقص التجهيزات والتقنيات الملائمة والتمويل الكافي، ومن الفساد الإداري والمالي .
مخاطر مياه الصرف
يضيف الأكاديمي العراقي، أنه نتيجة لذلك يتم تفريغ معظم مياه الصرف الصحي في الأنهار والمجاري العامة دون معالجة كافية، وهذا الأمر يؤدي لتلوث المياه الجوفية والسطحية، ويشكل خطرا على الصحة العامة والبيئة، خاصة المياه العادمة من المستشفيات ومعامل ومصاف النفط .
إضافة لذلك فإن استخدام مياه الصرف الصحي غير المعالجة في ري المحاصيل الزراعية، يزيد من مخاطر انتقال الأمراض وتلوث المحاصيل.
عدم معالجة مياه الصرف الصحي بشكل علمي صحيح، يمكن أن يؤدي لتلوث المياه الجوفية والأنهار والبحيرات، والترب الزراعية، وهذا يؤثر سلبا على الصحة العامة والبيئة والتوازن الحيوي .
تراكم المياه العادمة يسبب مشاكل وأزمات صحية وروائح كريهة، ويهدد بنشر الأمراض المعدية والقاتلة مثل الكوليرا مثلا.
حلول ومعالجات
وقال حمزة إنه لمعالجة هذه المشكلة، على الجهات الحكومية تحسين البنية التحتية المتقادمة لمعالجة مياه الصرف الصحي، وتوفير التمويل الكافي للمشاريع المتعلقة بذلك .
يجب أن تعمل الحكومة بالتعاون مع المؤسسات الدولية والمانحين لتوفير التكنولوجيا الحديثة، والتدريب اللازمين وتعزيز القدرات المحلية لمعالجة مياه الصرف الصحي.
كما يجب توعية المستهلكين بأهمية التعامل المستدام مع موارد المياه، وهذا المورد يعد ثالث مصدر للمياه في العراق بعد المياه السطحية والمياه الجوفية، حيث بعد المعالجة يمكن أن تستخدم مياه الصرف الصحي لأغراض الري، أو إعادة تغذية مكامن المياه الجوفية.
وهكذا فمعالجة مياه الصرف الصحي ينبغي أن تكون أولوية وطنية، حيث تعتبر استدامة المياه من أهم آليات تحقيق التنمية والحفاظ على البيئة والصحة العامة.