اعتبرت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستالينا غورغييفا الأربعاء أن الاقتصاد العالمي المضطرب أصلًا “بغِنى” عن أزمة رفع سقف الدين العام للولايات المتحدة، لكنها توقعت أن يتمّ حلّها في اللحظة الأخيرة كالعادة.
وتشهد الأسواق المالية العالمية ترقّباً على خلفية التجاذب بين الإدارة الديمقراطية للرئيس جو بايدن وخصومه الجمهوريين حول سقف المديونية العامة. وما زالت التباينات بين الطرفين تعيق الاتفاق على رفع سقف الدين مع اقتراب الأول من حزيران، وهو التاريخ الذي رجّح مسؤولون أن يكون المهلة الأقصى لتوافر أموال في الخزينة، ما يجعل واشنطن من بعده عرضة للتخلف عن سداد ديونها للمرة الأولى في تاريخها.
وقالت غورغييفا خلال منتدى قطر الاقتصادي المنعقد في الدوحة إن “الاقتصاد العالمي الذي يعاني أصلًا من انعدام يقين كبير، بغِنى” عن أزمة سقف الدين في الولايات المتحدة.
وأكدت أن “التاريخ يُظهر لنا أن الولايات المتحدة تتصارع مع هذا التخلف المفترض”، في إشارة إلى مرّات سابقة شهدت فيها الولايات المتحدة مثل هذه المعركة حول سقف الدين.
وقالت: “في اللحظة الأخيرة يتمّ حلّ الأمر وأنا واثقة من أننا سنشهد على هذا السيناريو” هذا العام أيضا.
وأضافت: “علينا دائمًا أن نبقي في بالنا أن الخطر موجود”.
وغالبا ما كان رفع سقف الدين إجراء روتينيا يجري من دون خلاف يذكر، الا أنه تحوّل الى أداة للتجاذب السياسي.
ويشترط الجمهوريون للقبول به هذا العام، موافقة بايدن بداية على خفض كبير في نفقات الميزانية. في المقابل، يتّهمهم الديمقراطيون بأخذ الاقتصاد رهينة أجندة سياسية خصوصا قبل الانتخابات الرئاسية 2024.
وأوضحت غورغييفا أن التضخّم بشكل عام في العديد من الدول “في ذروته” لأنّ المصارف المركزية ترفع معدّلات الفائدة، أما “التضخم الأساسي فلا يزال لا يتراجع كما يجب، ويعود ذلك في المقام الأول إلى عدم تراجع أسعار الأغذية”.
وقالت: “معدّلات الفائدة مرتفعة، وستبقى مرتفعة لفترة أطول، لكننا نتوقع أن يتغيّر المشهد في العام 2024 ومطلع العام 2025”.