“لسنا إخونجية ولا في إيران” بتلك العبارة عبر بعض اللبنانيين عن اعتراضهم خلال الساعات الماضية لما حصل مع سيدة على شاطئ البحر في مدينة صيدا، عبر مواقع التواصل.
كما شنوا حملة تضامن معها، بعد أن تعرض لها أحد الشيوخ وطردها مع شبابه من البحر في تلك المدينة الواقعة جنوب لبنان.
القصة بدأت في عطلة نهاية الأسبوع، حين قررت ميساء حانوني أن تقصد المسبح الشعبي في صيدا برفقة زوجها للاستمتاع بأشعة الشمس والسباحة كما كانت تفعل مع بداية شهر مايو من كل عام.
https://twitter.com/SergeZarka/status/1658137594331373569?t=R88eygxtSdZTRm_yKCPCsw&s=19
فطيلة السنوات الخمس الفائتة، دأبت على ارتياد شاطئ هذا المسبح الشعبي، دون مشاكل. غير أن هذا العام كان مختلفاً، فقد تعرّضت لاعتداء من قبل رجل دين وأتباعه وطردها مع زوجها بسبب ارتدائها لباس البحر “المايوه”، في تصرّف “غريب” على المجتمع اللبناني ويناقض الدستور الذي يكفل الحرية الشخصية للأفراد.
“لباس لا يليق بامرأة!”
وروت ميساء وهي ناشطة في الحقلين الثقافي والاجتماعي في صيدا، لـ”العربية.نت” ما حصل معها، قائلة “كنت برفقة زوجي على شاطئ المسبح الشعبي، وإذ بشيخ يقترب منا برفقة شخصين آخرين ويطلب منّا المغادرة، بحجّة أنني أرتدي لباساً لا يليق بي كامرأة ويتناقض مع عادات وتقاليد مدينة صيدا”.
كما أضافت: “طلبوا منّا المغادرة بعد عشر دقائق، بنبرة عالية فيها تهديد، فاعترض زوجي، وتوجّه إلى الشيخ قائلاً “مين ما بدك تحكي إحكي.. آخر همّي…”
أجدد تغريدتي السابقة عام ٢٠٢٠ بعد حادثة #عربصاليم
عم نشكّل وفد سبّاحات تطلع تسبح ببحر #صيدا وكل شي أنهار فيك يا جنوب و #بالمايوه تحت اسم 'الجنوب لبناني مش إيراني' ولا 'إخونجي'
ومن ينزعج من أجساد النساء، فليغضض بصره.
— Majdoline | مريم مجدولين اللحام (@MajdolineLahham) May 15, 2023
رموا علينا عبوات رمل
إلا أن الشيخ عاد ومعه أكثر من 15 شابا بعد انقضاء المهلة، وتحلقوا حول ميساء وزوجها وبدأوا برمي عبوات ماء مملوءة رملاً بوجههيما، حسب ما أكدت السيدة.
وأردفت أن الشيخ أكد لها أنهم “متواجدون هنا للنهي عن المنكر”، مضيفة أنها وزوجها غادرا بعد ذلك المكان من أجل سلامتهما.
“هذه مدينتي.. لا يحق لهم”
إلى ذلك، أسفت حانوني “لأنها المرّة الأولى التي يحصل معها هكذا بعد 5 سنوات من ارتيادها الشاطئ”، معتبرة أن هناك جهة ما تقف وراء المعتدين أقوى من فاعليات صيدا ونوابها”.
كما شددت على أنه لا يحق لأحد أن يمنعها من ممارسة حريتها، قائلة “هذه مدينتي وهذا بيتي. الدستور يكفل الحرية الشخصية، وبالتالي لا يحق لأحد أن يُنصّب نفسه على رقاب وحرية الناس وأن يُقرر ما هو الصح وما هو الخطأ”.
وفي حين شكرت ميساء كل من تضامن معها ومع زوجها، إلا أنها اعتبرت أن كل ما ناضلت من أجله في صيدا يبدو أنه ذهب سداً. وقالت “في وقت تشهد الدول المحيطة بنا تطوراً سريعاً على الصعد كافة، يصر البعض في لبنان على ممارسة سياسة القمع والتعصّب”.
يشار إلى أن هذا الحادث لقي تفاعلاً كبيرا بين اللبنانيين على مواقع التواصل الاجتماعي، حتى إن البعض طالب بتنظيم رحلة إلى المسبح الشعبي ردّاً على ما قام به الشيخ برفقة الشبّان.
العربية