من النجم الرياضي الأول في البلاد، إلى مطلوب للقضاء الباكستاني، هكذا أضحى رئيس الوزراء السابق عمران خان.
ورغم الشعبية الكبيرة التي يتمتع بها، فإنها لم تكن شفيعة له أمام قرار الشرطة التي وصلت للقبض عليه.
فقد بدأ خان أولى الخطوات الفعلية في السياسة في نيسان 1996، عندما أسس حزباً باسم “حركة الإنصاف والعدالة”، وكان شعاره العدالة والإنسانية، وخاض الانتخابات العامة بعد عام من إطلاق حزبه ليهزم مع كل مرشحي حزبه، ولم يحصل على أي مقعد في البرلمان، غير أنه واصل المسيرة.
ثم دعم خان الانقلاب العسكري الذي قاده الجنرال المتقاعد برويز مشرف عام 1999، ولكنه عارضه بعد فترة، بحجة أنه لم يفعل شيئاً لمكافحة الفساد.
وفي انتخابات 2002، دخل خان إلى البرلمان الباكستاني رسمياً بفوز حزبه بمقعد واحد كان من نصيبه، وكان أحد أبرز المعارضين للرئيس العسكري الراحل برويز مشرف والمنتقدين لسياسات باكستان الموالية للولايات المتحدة الأميركية، لذلك وُضع تحت الإقامة الجبرية إلى أن استقال من البرلمان عام 2007 مع عدد من المعارضين لبرويز مشرف بحجة أن سياساته تخالف الدستور الباكستاني.
أما في انتخابات عام 2013، فأصبح حزبه من أبرز الأحزاب السياسية الباكستانية، وكان متهماً بأن الجيش والاستخبارات يدعمانه بعد رحيل مشرف، وحصل الحزب في تلك الانتخابات على 30 مقعداً برلمانياً وأصبح ثاني أكبر حزب في البرلمان بعد حزب الرابطة الإسلامية الحاكم، الذي حصل على الأغلبية المطلقة.
وطيلة فترة حكومة نواز شريف السابقة انشغل خان بتنظيم المسيرات والاحتجاجات والاعتصامات وكان يدعو لإسقاط الحكومة ويدعو الجيش والمؤسسة العسكرية لفعل ذلك.
أما بالنظر إلى علاقته بالجيش والقضاء، فإن خان اكتسب عداوة هؤلاء بعدما همش الأحزاب.
وكان خان من المقربين للمؤسسة العسكرية، ونتيجة ذلك وصل إلى الحكم في انتخابات عام 2018، وحينها اتهمت الأحزاب الرئيسية المؤسسة العسكرية بأنها دعمت عمران خان، الأمر الذي رفضه حينها كل من خان والمؤسسة العسكرية.
وبعيداً عن تلك الاتهامات، وصل خان إلى سدة الحكم وأصبح رئيساً للوزراء، لكن تدريجياً تدهورت العلاقة بينه وبين المؤسسة العسكرية لأسباب كثيرة، أهمها: محاولة خان تحديد ميزانية الجيش، تباينات بين رؤيته ورؤية المؤسسة العسكرية حيال بعض المواضيع الدولية، منها موضوع أفغانستان، بالإضافة لأسباب أخرى ساهمت في تدهور العلاقة بين الطرفين ما أدى إلى الإطاحة بحكومة خان عن طريق سحب الثقة منها في البرلمان في نيسان من العام الماضي، وعلى إثر ذلك وصل “التحالف من أجل الديمقراطية” إلى الحكم وأصبح شهباز شريف رئيساً للوزراء.
إلى ذلك، لم يهدأ غضب خان حيال الحكومة والمؤسسة العسكرية وأكد جهاراً أن المؤسسة العسكرية هي التي أطاحت بحكومته وبدأ يحرك الشعب ويطالب بانتخابات مبكرة، الأمر الذي لن يكون في صالح الحكومة بسبب تردي الوضع المعيشي والاقتصادي، وهو ما قد يرجح كفة خان مقابل الأحزاب المتحالفة في الحكومة.
وكان خان ينشط أيضاً في الأعمال الاجتماعية والإنسانية والعلمية، ومن أعماله المشهورة تأسيس مستشفى السرطان في عام 1994 باسم أمه “شوكت خانم” ويعد من أكبر المستشفيات في آسيا، وفي نيسان من العام نفسه أسس كلية “نامال التقنية” في منطقة ميانوالي، وهي أعمال اجتماعية يقول خصومه إنها كانت تهدف لتوسعة نفوذه وتهيئة الطريق أمام دخوله عالم السياسة، غير أن تلك الأعمال وجدت قبولاً واسعاً في أوساط الشعب الباكستاني.
العربية