تعرّضت إثيوبيا أمس الاثنين لزلزال بقوة 4.4 ريختر وعلى عمق 9.8 كم، ما أثار المخاوف مجددا من أن تؤدي الزلازل التي تتعرض لها البلاد إلى انهيار سد النهضة ومن ثم إغراق المناطق المحيطة والسودان.
وحسب ما يقول الخبير المصري عباس شراقي، فإن “زلزال الأمس هو الأقرب لموقع سد النهضة من زلازل تعرضت لها إثيوبيا خلال المائة عام الأخيرة حيث يبعد مركزه فقط عن السد نحو 100 كيلومتر ونحو 420 كيلومترا عن أديس أبابا”، مؤكدا أن “مثل هذه الزلازل سيكون لها تأثير كبير في حالة إذا وصلت قوة أي منها إلى 5 ريختر، وفي وجود مخزون كبير من المياه في السد”.
ويقول شراقي لـ”العربية.نت”، إن “منطقة الأخدود الأفريقي الذي يقسم إثيوبيا نصفين هي أكثر المناطق الأفريقية تعرضاً للزلازل والبراكين، ومتوسط عمق الزلازل في اثيوبيا من 12 لـ 30 كيلومترا، ولذلك فإن المخاوف قد تكون مؤكدة إذا حدث زلزال وكانت كميات المياه المخزنة في السد كبيرة جدا”، مشيرا إلى أن “تخزين 74 مليار متر مكعب وفق ما تخطط له أديس أبابا يعني أنّ السد سيبلغ وزنه 74 مليار طن، في حين أنه مقام بمنطقة بها تشققات، وبالتالي قد تتسرب المياه إلى هذه التشققات وتساعد على حدوث انزلاقات ومن انهيارات”.
ويكشف الخبير المصري، أن “دراسات علمية كثيرة حذرت من هبوط أرضي في موقع السد خاصة أن إثيوبيا من أكثر الدول معاناة من شدة انجراف التربة، فضلا عن أن مياه النيل الأزرق تنحدر بشدة من 1800متر عند بحيرة تانا إلى 500 متر عند سد النهضة، مما يشكل فيضانات كبيرة”، لافتا إلى أن “السد والبحيرة يتواجدان على فوالق من العصر الكمبري، بالإضافة إلى أن صخور منطقة السد “جرانيتية” وشديدة التحلل”.
يذكر أنه وقبل أسابيع قليلة كانت إثيوبيا قد أعلنت مجددا أنها انتهت من بناء 90% من السد، وسط تصاعد الأزمة مع دولتي المصب مصر والسودان بسبب عدم التوافق على الملء والتشغيل، واتخاذ أديس أبابا قرارا أحاديا منفردا بالتصرف دون مشورة أو تنسيق مع الدولتين.
وكشفت صور حديثة التقطتها الأقمار الصناعية انخفاض مستوى بحيرة السد بنحو 10 أمتار وتفريغ مياه بنحو 7 مليارات متر مكعب مع توقعات بقيام إثيوبيا بزيادة ارتفاع الممر الأوسط للسد استعدادا للتخزين الرابع.
العربية