يُنقل عن محيط النائب ميشال معوّض، صدمته جراء تعامل قوى المعارضة أخيراً مع ترشيحه لرئاسة الجمهورية، لا سيما منها “القوات اللبنانية”، التي ذهبت حدّ التسويق لقائد الجيش العماد جوزاف عون مرشحاً رئاسياً، بينما تركته على قارعة الطريق من دون إبلاغه.عملياً، ما تعرّض له معوض خلال المرحلة الأخيرة من ترشّحه، من قبل “القوات” تحديداً ومن الحزب التقدمي الإشتراكي في المقام الذي يلي، لا يمكن توصيفه بغير “الطعن في الظهر”.
مع بلوغ المرحلة الحالية، حاول معوّض مراراً وتكراراً، وبشكل شخصي في غالبية الأحيان، إستفهام موقف كل من “القوات” والاشتراكي من ترشيحه، سيّما بعدما تنامت إليه شكوك مبنية على معطيات، تفيد أن “القوات” على وجه التحديد مقبلة بإتجاه التخلّي عنه. لكنه، وفي كل مرّة كان يسمع من معراب أنها تسير إلى جانبه بنفس القدر الذي سارت به في بدايات ترشيحه وطوال الجلسات الماضية.
أخيراً، ومع تعطيل انعقاد جلسات الإنتخابات الرئاسية والتحوّلات والتبدلات التي شهدها المسار برمته، بدأت تتظّهر الصورة بشكلٍ أوضح بالنسبة إلى مصير ترشيح معوض. أخذت “القوات” تُبدّل موقفها تدريجياً، من إعلان الوقوف إلى جانبه في ترشيحه، وصولاً لأبلاغه بالصعوبات التي تحول دونه، ولاحقاً عبر مواقف جاءت على شكل إيحاءات بضرورة بحث قوى المعارضة المختلفة، خيارات أخرى على قاعدة “الرئيس الإنقاذي الإصلاحي”، وهو ما سبق أن توّجته معراب عبر بيان خلال زيارة السفير السعودي وليد البخاري لها، وتولّت لاحقاً نائب جزين غادة أيوب تفسيره والترويج له على شكل الدعوة إلى لقاءات واجتماعات بين قوى المعارضة تحت عنوان جامع وهو الإتفاق حول الإستحقاق الرئاسي.
بفعل ذلك، لم يجد معوّض إلاّ خيار الإبتعاد عن الإعلام تدريجياً والتخفيف من الحديث حول ترشّحه، كما لوحظَ أن اللقاءات التي كان يجريها لتسويق الترشّيح، تراجعت إلى حدودها الدنيا أخيراً، في مقابل تقدم ترشيح رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية، فيما البعض يرّد الاسباب، فضلاً عن تخاذل قوى المعارضة، إلى إفتقاده التسويق الخارجي. فالأميركيين الذين عوّل رئيس حركة “الإستقلال” عليهم، يتجاهلون في لقاءاتهم الرسمية مع زوار لبنانيين أي تأثير لهم على مسار رئاسة الجمهورية، ويتحدثون بكثير من الدبلوماسية عن “مواصفات الرئيس المقبل وضرورات الإصلاح والإنقاذ”، إنما في سرّهم يعتقدون أن قائد الجيش هو المحظي بكرسي بعبدا، تماماً كما يفضّل القطريون الذين لم يخرجوا بعد من أفضلية قائد الجيش على ما عداه من أسماء.
هذه الأجواء جميعها، يبدو أنها أثّرت على موقف معوّض، إذ ينقل عن مصادر نيابية واسعة الإطلاع لدى نواب “التغيير” حسب ما علم “ليبانون ديبايت”، أن معوض أبلغ بعض ممثليهم خلال أحد الإجتماعات، إستعداده للبحث معهم ومع قوى المعارضة التي تندرج تحت سقف “جبهة المعارضة”، خيارات أخرى، والإنتقال إلى البحث حول إسمٍ بديل، فيما المفاضلة تذهب صوب الأسماء الوسطية، ما فُهم أنه إعلان من جانب معوض عن نيّته سحب ترشيحه (أو تعليقه)، فيما يبقى الإعلان الرسمي منوطاً بتأمين الإتفاق حول الخيار الوسطي من عدمه.
عملياً، تحصل اجتماعات مكوكية منذ أسابيع بين مجموعات من قوى المعارضة وممثلين عن نواب “التغيير” وآخرين مستقلين، بموازاة اجتماعات أخرى، تضمّ مجموعات مؤثرة داخل الحراك المدني السابق، هدفها محاولة الإتفاق والتفاهم على مرشّح رئاسي بديل يحظى بقبول وتأييد قوى الإعتراض تلك، فيما تؤكد المصادر أن الإسم المتقدم حالياً هو الدستوري صلاح حنين، الذي قد يُجسّد خيار قوى الإعتراض والمعارضة بشقّها الذي يضم حزب الكتائب وحركة “الإستقلال” في مرحلة لاحقة. توازياً تسجل لقاءات بين نواب من “التغيير” مع آخرين من المعارضة ومع “القوات”، بشكلٍ شبه أسبوعي بمشاركة مجموعة من النواب عرف منهم غادة أيوب (عن القوات) مارك ضو (عن التغييريين) وميشال دويهي (بصفة مستقل تغييري)، فيما آخر اجتماع قد عقد في مقر أحد التيارات التغييرية قبل نحو 5 أيام.
ليبانون ديبايت_عبدالله قمح