جاء في ” نداء الوطن”:
يضيء النائبان نجاة صليبا وملحم خلف شمعتهما الأولى بعد المئة، على اعتصامهما اليومي المتواصل في قاعة المجلس النيابي، تنفيذاً لأحكام المادتين 74 و75 من الدستور. خطوة أرادا من خلالها التذكير بوجوب إجتماع النواب الـ128 فوراً بحكم القانون والشروع في انتخاب رئيس الدولة، قبل التسليم بأنّ البعض من زملائهما يربط مصير هذا الإستحقاق بكلمة سرٍّ خارجية قد يطول إنتظارها… ما يترك الباب أمامهم مشرعاً للتساؤل: «أين أنتم يا نواب الأمّة؟!». 100 يوم على الإعتصام كانت كفيلة أمام النائبة المعتصمة في المجلس نجاة عون صليبا لتوصيف الواقع السياسي وتقول لـ»نداء الوطن»: «منظومة عدوة شعبها أطاحت بالدستور والديمقراطية وبحقوق الناس من أجل المحافظة على مصالحها فقط، رغم عجزها عن اتخاذ اي قرار يصبّ في خدمة المواطنين». ولفتت إلى أن «عجز المنظومة عن الحكم، لا يحول دون تلبية رغباتهم ورغبات الدول الأجنبية»، وذلك قبل أن تشدّد على أن الإنتقادات التي توجه لهم من الحكّام المستبدين الذين أوصلوا البلد إلى هذا المكان ناجمة عن عجزهم على تغيير سلوكهم والذي بدا جلياً بعد مرور 100 يوم على الإعتصام.وعلى الرغم من عدم تمكن الإعتصام من تحقيق الخرق الإيجابي المطلوب في صفوف الكتل النيابيّة الأخرى وحثّهم على الإنضمام إلى المعتصمين، تؤكد صليبا تمسّك 4 أو 5 من نواب «التغيير» الذين يواكبون تحرّكهم، باحترام الإستحقاقات الدستوريّة والديمقراطيّة ودور المجلس التشريعي بعيداً عن الصفقات التي تبرم «تحت الطاولة». وترى أن هذا التمسّك في تطبيق الدستور يدفعهم إلى عدم التخلي عن قضيّتهم التي تتخطى المحاولات الجانبيّة التي يقوم بها البعض من أجل إنتخاب رئيس الجمهورية، وسط تشديدها على أن 100 يوم على الإعتصام ضاعفت تصميمهم على المواجهة أكثر في شتّى الإستحقاقات المقبلة.وتوقفت صليبا عند الصدى العالمي الذي حققه الإضراب قبل أن تفصح عن تواجدها في جنيف من أجل تكثيف الإتصالات مع الجهات المؤثرة في الأمم المتحدة كما مع البرلمانيين الأوروبيين. ويأتي تحرّك صليبا الخارجي في إطار تأكيدها على إعتماد شتّى الوسائل المتاحة للإسراع في انتخاب رئيس الجمهورية. وذلك، وسط انتقال ورقة الإستحقاق الرئاسي اللبناني من يد البرلمان اللبناني، إلى جدول الأعمال الهامشي للقوى الإقليميّة والدوليّة التي تضع في سلّم أولوياتها التأكيد على ربط النزاع السعودي – الإيراني الذي تجد فيه فرنسا فرصةً سانحةً لتذليل العقبات التي تعيق انتخاب رئيس الجمهورية.في الغضون، لم ينأى النائبان المعتصمان في المجلس عن سهام بعض نواب المعارضة ومنهم من «التغييريين» الذين وجدوا تفرّدهم في الإعتصام من دون أفق، بعد تعذّر التوصل في ما بينهم إلى مرشّح مشترك قادر على خوض المعركة الرئاسيّة ديمقراطياً في وجه مرشّح «الثنائي الشيعي». الأمر الذي من شأنه أن يعزز فرص المعارضة رئاسياً وسط رهان الفريق الآخر على استنزاف إندفاعة «الوسطيين» ودفعهم إلى التسليم بوجوب إنهاء شغور الرئاسة الأولى بعيداً عن مشروع الرئيس وإنتمائه وقدرته على الإلتزام باحترام الدستور وتفعيل انتظام عمل المؤسسات الذي يصبو إليه الجميع قبل التسليم بعقم النظام وتشريع الأبواب على طروحات جديدة يصعب تقدير آفاقها.