ارتفع عدد الأشخاص الذين أجلتهم فرنسا من السودان الذي يشهد نزاعا داميا إلى أكثر من 200، بعد أن حطت طائرة فرنسية ثانية في جيبوتي مساء الأحد تحمل رعايا فرنسيين ومن جنسيات أخرى، وفق ما أفادت الخارجية الفرنسية.
وقال متحدث باسم “الكي دورسيه” لوكالة فرانس برس إن الطائرة الثانية نقلت زهاء مئة شخص من “المواطنين الفرنسيين وأيضا من جنسيات أخرى لا سيما أوروبية” خارج السودان.
أما الطائرة الأولى التي حطت عصرا في جيبوتي، فقد أفاد مصدر في المطار بأن 106 أشخاص كانوا على متنها.
وبدأت دول أجنبية عدة مثل فرنسا وبريطانيا وألمانيا، تنفيذ عمليات إجلاء لمواطنين ودبلوماسيين، في ظل تواصل المعارك للأسبوع الثاني بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو المعروف بـ”حميدتي”.
وأكدت المصادر الدبلوماسية والعسكرية لوكالة فرانس برس أن الأشخاص الذين يتم إجلاؤهم وصلوا الى مكان إقلاع الرحلة “متعبين، متوترين، لكنهم كانوا مرتاحين كثيرا لوصولهم الى برّ الأمان”.
وأشارت الى أن هؤلاء كانوا “منهكين على الصعيد النفسي نظرا لما مرّوا به” مع تواصل المعارك لأكثر من أسبوع، الا أن حالتهم البدنية كانت جيدة نسبيا رغم معاناتهم مثل غيرهم من سكان الخرطوم، من نقص في المواد الغذائية والمياه.
وردا على سؤال بشأن تقارير صحافية عن تعرض إحدى قوافل الإجلاء لإطلاق نار أدى الى إصابة مواطن فرنسي، لم تشأ المصادر “التعليق على شائعات كهذه” في حين أن “العملية لم تنتهِ بعد”.
وأكدت أن فرنسا لم تكن لتنفذ عمليات الإجلاء “ما لم تكن قد حصلت على ضمانات أمنية من الطرفين المتقاتلين، تم التشديد عليها مرارا وتكرارا”.
وأقرت المصادر بأن عملية الإجلاء “شديدة التعقيد” ويمكن “أن تواجهها صعوبات حتى النهاية”، خصوصا وأن المعارك انعكست سلبا على مختلف الخدمات في السودان، ومنها شبكات الاتصال والانترنت ذات الأهمية في تحديد مواقع الأشخاص المطلوب إجلاؤهم.
وأفادت المصادر الدبلوماسية بأن دولا عدة طلبت مساعدة فرنسا في مسألة الإجلاء، مثل ألمانيا وسويسرا والمملكة المتحدة وبلجيكا والنيجر والمغرب ومصر وإثيوبيا، من دون أن يحدد جنسيات الأشخاص في رحلتي الإجلاء.
وأعلنت وزارة الخارجية اليونانية أن فرنسا ساعدت أثينا على إجلاء مواطنين يونانيين بينهم اثنان مصابان.
وأشارت المصادر الفرنسية الى أن باريس كانت تدرس احتمال إجلاء الرعايا عن طريق البرّ، لكنها تخلّت عن ذلك نظرا للصعوبات التي قد تواجهها قوافل الإجلاء خصوصا لجهة التزوّد بالوقود.