لفت متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عودة إلى أنّه “في أيامنا هذه، نجد أن الشك الإلحادي يزداد، وأن المحبة تجاه المخلص تفتر، لأن البشر أصبحوا يلهثون وراء ما في هذا العالم من ماديات، سوقها لهم المنتفعون على أنها من ضروريات المعيشة، فأصبح الرب خارج لائحة الأساسيات الحياتية. لو التصق الجميع بالرب لما وجدنا أحدا يكره أخاه أو يحتقره أو يقاتله، أو يذله، أو حتى ينظر إليه نظرة سوء واستغلال”.
وفي عظة قداس الأحد، أشار إلى أنّ “الإستشهاد من أجل المسيح أصبح نادرا، ولا أعني إهراق الدماء، بل الموت عن الخطايا، وحب الذات، والمصالح الشخصية، والتعلق بالماديات وسواها. هذا ما نبتغيه من المسؤولين عن هذا البلد، الذي حملت عاصمته اسم القديس العظيم جاورجيوس”.
وقال عودة: “لقد ضاق لبنان وشعبه ذرعًا بالصفقات السياسية، والحسابات الضيقة، والمساومات والأحقاد، وها هو يصرخ إلى القديس جاورجيوس: “بما أنك للمأسورين محرر ومعتق، وللفقراء والمساكين عاضد وناصر، وللمرضى طبيب وشاف، وعن المؤمنين مكافح ومحارب، أيها العظيم في الشهداء جاورجيوس اللابس الظفر، تشفع إلى الإله من أجل خلاصنا”.
وأضاف، “فما لم يستطع ذوو السلطة تأمينه للشعب، من حرية وأمان وعضد ونصرة وشفاء، بسبب أنانياتهم ومصالحهم وتقاعسهم عن القيام بواجباتهم، بإمكان كل إنسان الوصول إليها بالعودة إلى الرب المخلص القائم من بين الأموات، والمقيم إيانا من الموت والفساد”.
وأردف، “هنا يأتي دور المؤسسات التابعة للكنيسة، التي عليها أن تكون النور الذي يضيء عتمة الأيام، والعضد للفقير والمريض والمحتاج. طبعا لا يمكنها الحلول محل الدولة، وهي لا تملك القدرات الخارقة، لكنها تعطي مما أعطاها الله، بمحبة، ولأنها تضع رجاءها في الرب، هي قادرة على بلسمة جراح النفوس، بانتطار أن يصحو ضمير المسؤولين، ويتمموا واجباتهم من أجل إنهاض هذا البلد الجريح وشعبه البائس”.
وختم عودة عظته بالقول: “دعوتنا اليوم أن نؤمن بالإله الوحيد الحقيقي المحيي، وأن ننبذ السعي وراء زعماء يؤلهون أنفسهم ليحيوا هم، ويميتونا. فليبارككم الرب مشددا إيمانكم، بشفاعات شهيده العظيم جاورجيوس، وجميع القديسين، آمين”.