كتب نزيه كليب:
عندما نتحدث عن الفوارق بين لبنان والخليج فغالباً ما يكون هذا الموضوع مثيراً للإهتمام خصوصاً مع ما وصل إليه حال بلاد الأرز.
فالخليج، وخلال عقود قليلة، حقق معجزة في التطور والتقدم وأصبح في مصاف الدول الأكثر تطوراً في العالم، أما لبنان فعاد 60 عاماً الى الوراء جراء الفساد والإنهيارات على كافة الصعد.
فالتقدم غير المسبوق الذي شهدته كل من الإمارات والسعودية كان مبهراً، وكان لافتاً ما قاله ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان “إن أوروبا الجديدة ستكون الشرق الأوسط”.
وأما الإنجازات فلا تُعد ولا تحصى، ففي الإمارات تم إطلاق أول استكشاف للفضاء، وأصبحت رابع أغنى دولة في آسيا والسابعة في العالم، وفق صحيفة finance global، ولديها أكبر برج في العالم وهو برج خليفة وأصبح مقصداً لكثير من السياح حول العالم.
تقف الامارات الى جانب شعبها، وكان لافتاً تصريح رئيسها الشيخ محمد بن زايد، ابان جائحة كورونا قبل ثلاث سنوات: لا تخافوا على الأمن الغذائي أو الدواء، فلدينا ما بعد النهاية، والإمارات دولة تريدُ السلام، كانت هذه سياسة والدي الشيخ زايد رحمه الله.
الانجازات نفسها في السعودية، بحيث أصبحت محط أنظار العالم، وتشهد ثورة تنموية حقيقية مع إطلاق خطة 2030، وإقامة مشاريع عملاقة مثل مدينة نيوم والمكعب، والتي ستصبح مدينة مهمة للعمل في مجال الذكاء الاصطناعي، خصوصاً مع التطور التكنولوجي البارز. وتقول بعض المصادر إن هدف رؤية 2030 هو خفض معدل البطالة بين المواطنين السعوديين.
كان يمكن للبنان أن يكون جزءا من هذه الثورة، لكنه للأسف تخلّف كثيراً وتأخّر عشرات السنين، بعدما كان قدوة لقادة العالم، وقبل عقود عندما زار حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد ال مكتوم لبنان تمنى أن يجعل دبي كبيروت، وكتب “أتمنى يومًا ما أن هذه الإمارة ستصبح مثل بيروت”.
أصبحت دبي كبيروت فعلاً لكن الأخيرة لا تزال تواجه أقسى الضربات، وأقساها من دولتها، لكنها ستعود حتماً أقوى مما كانت.