كتب فادي عيد في” الديار”:
لم تكن زيارة الموفد القطري إلى لبنان وزير الدولة في وزارة الخارجية القطرية محمد عبد العزيز الخليفي، بعيدة عن دور وأجواء ومعطيات الدول الخمس المعنية بالملف اللبناني، وبالتالي، لم تنفصل عنها من خلال ما سُرِّب من مباحثات وأجواء حولها، وعُلم أن بعض الذين التقاهم الخليفي بالأمس، أكدوا أن الزيارة منسّقة مع هذه الدول، بما فيهم تحديداً المملكة العربية السعودية، ما يقطع الطريق على أي تأويلات واستنتاجات، بما معناه أن هذه الزيارة تهدف إلى تسويق «دوحة» ثانية، أو صيغة قطرية تتناول الاستحقاق الرئاسي، بحيث استطلع الموفد أجواء من التقاهم، واستمع إلى وجهة نظرهم وقراءتهم للاتجاهات السياسية إزاء المرشحين للرئاسة.
تكشف المعلومات أن الأمور تسير بخطى متسارعة، على أن يزور بعض السياسيين اللبنانيين البارزين في المرحلة المقبلة العاصمة الفرنسية، ما يعني أن التسوية لن تحصل قبل عيد الفطر، ولكن «اللقاء الخماسي» بات متوقعاً في وقت ليس ببعيد، بعد بلوغ الأوضاع في لبنان حدّ الانهيار الشامل في كل قطاعات ومرافق ومؤسّسات الدولة، وهذا ما يقلق المعنيين بالملف اللبناني.
من هنا، تابعت المعلومات، فان زيارة الموفد القطري لم تحمل مشروعاً منفصلاً عن المسار الذي تسلكه الدول الخمس، ولكن ومن خلال ما لدى قطر من علاقات واتصالات مع كل الأفرقاء في لبنان، فإنها قادرة على لقاء كل القوى السياسية دون استثناء، وذلك له إيجابياته ليكون الجميع في صورة التسوية والحل المرتقب في غضون الشهرين المقبلين، إلا إذا حصلت تطورات قد تعيد الأمور الى المربع الاول.
ولكن من يواكب سرعة التطورات الدراماتيكية على مستوى الإتصالات الجارية، يدرك أن طبخة التسوية وُضعت على نار حامية، والأيام المقبلة قد تشهد تطورات إضافية في أكثر من اتجاه، خصوصاً أن ذلك له صلة وثيقة بالتقارب الجاري بين إيران والسعودية ودول الخليج وسوريا، من شأنه أن يُسرِّع الأمور ويؤمن الغطاء العربي والإقليمي لأي صيغة تسووية، بالإشارة إلى أن زيارة وزير خارجية سوريا فيصل المقداد إلى القاهرة، واللقاء المرتقب بين وزير خارجية السعودية وإيران، تندرج في سياق المؤشرات التي تدل على أن الأمور تسلك طريقها للحل، وبالتالي فإن الخيارات الرئاسية غير محسومة لكنها مطروحة.