إلى من يعانون الأرق… الحكومات تسدد “فاتورة النوم”

كشفت دراسة صادرة عن مؤسسة “راند” الأميركية، أن سلوكيات النوم غيرِ الكافي تسبب خسارة اقتصادية بمعدل 2 في المئة من الناتج المحلي للبلدان سنوياً.

وتأخذ هذه الدراسةُ في الاعتبار تأثيرَ عدمِ الحصول على نوم كافٍ على الصحة العامة للمواطنين من حيث زيادة خطرِ الإصابةِ بأمراضٍ مُزمنة، بالإضافة إلى التأثير على الإنتاجية وما ينتُجُ عن ذلك من تداعيات على الأفراد والشركات والحكومات.

ووفق الدراسة، تتكبد الولاياتُ المتحدة خسائر اقتصادية تصل إلى 411 مليارَ دولار سنوياً، وهو ما يمثل 2.3 في المئة من ناتجها المحلي الإجمالي، تليها اليابان مع 138 مليارَ دولارٍ سنوياً، أي 2.9 في المئة من ناتجها المحلي الإجمالي، ثم ألمانيا بـ60 مليار دولار.

وأضافت الدراسة أن نحو 50 في المئة من البالغين يُعانون أعراض الأرق، فيما يُعاني 15 إلى 25 في المئة من الأرق السريري والمُزمِن.

وكان من اللافت أن البالغين ممن يُعانون الأرق مستعدون لدفع 14 في المئة من دخل الأسرة السنوي لتحقيق مستوى الرضا نفسه عن الحياة مقارنة بأولئك الذين لا يعانون الأرق.

وتشير التوقعاتُ الاقتصادية إلى أن الحد من آثار الأرق المزمن بين القوى العاملة يمكن أن يؤدي إلى مكاسب اقتصادية كبيرة تقدّر بمليارات الدولارات.

وقال رئيس قسم الأمراض الصدرية وأمراض النوم في مستشفى أرباجون وحيد أحمد، إن الإنسان يقضي ثلث عمره نائماً، وبالتالي فإن جودة هذا النوم تؤثر على الصحة بشكل وثيق، والأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و65 يحتاجون إلى مدة نوم بين 7 و9 ساعات”.

وأضاف، “النوم مهم جداً لأنه يعزز المناعة في الجسم ويساعد الصغار على النمو بشكل طبيعي”.

وحذّر من أن “عدم أخذ قسط كاف من النوم ينذر باضطرابات صحية خطيرة مثل القلب، وهذه الأمراض لها علاج وفاتورة”.

من جهتها، قالت المتخصصة في الشؤون الاقتصادية سابين عويس، إن عدة شركات تطمح إلى زيادة الإنتاجية، وتحقيق هذا الهدف لا يمكن أن يتم بمعزل عن القوة الجسمانية للموظفين.

ولفتت إلى أن “النوم يعزز قدرة الموظف على أن يكون مبدعاً في عمله، لا سيما حين تحتاج الشركة إلى استشارات والبحث والإحصاءات والتحليل”.

وأشارت إلى أن “الخسائر أو المكاسب الناجمة عن جودة النوم تختلف من منطقة إلى أخرى، ومن المؤكد أن الظروف التي يعيشها الناس في المنطقة العربية تؤثر حتماً على إنتاجهم في العمل”.

وابعت، “حين يعمل الموظف في بيئة غير مريحة مثلاً فإن ذلك يزيد عرضته للإصابة بأمراض نفسية مثل الاكتئاب، وفاتورة هذا الدواء من الممكن تفاديها إلى حد ما”.​

شاهد أيضاً

اتفاق لبنان وإسرائيل: مفاوضات في الظل بين نتنياهو وهوكستين وترقّب لدور ترمب

جاء في صحيفة “الشرق الاوسط” : على الرغم من اللقاءات الكثيرة التي أجراها، آموس هوكستين، …