اعتبر عضو كتلة “الكتائب” النائب سليم الصايغ ردا على خطاب امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله ان “الجميع بدأ يكتشف نتائج لقاء باريس بعد جولة السفراء الذين كشفوا انه لم يتم الحديث عن اسماء للرئاسة وانه لا يمكن القبول برئيس من فريق 8 آذار ما جعل باب التسوية مع سليمان فرنجية يتوقف تماما، وبالتالي نحن في مرحلة رفع السقف في ظل اشتباك كبير يترجم بالاصطفاف الدولي العمودي بين محورين محور روسيا – ايران والممانعة من جهة ومحور اوروبا – اميركا – الخليج واغلبية البلدان العربية من جهة اخرى وهذا الحديث ليس تحليليًا انما نسمعه من الدبلوماسيين”.
قال الصايغ في حديث عبر برنامج الحدث على قناة الجديد: “الافرقاء اللبنانيون بمن فيهم ثنائي أمل حزب الله يجمعون اوراقهم لحين ساعة التسوية، ونحن لسنا بلحظة حوارية او تسوية انما بلحظة تظهير الاوراق ووضعها على الطاولة ليتم الحديث على اساسها لاحقا بحسب موازين القوى لان حزب الله مرتبط عضويا بموازين القوى الدولية والاقليمية”.
اضاف: “هذه الفترة تؤشر خلافا لما يقال انها لحظة ولادة رئيس وقد تتسارع الامور عندما يستكشف الجميع ارادة الاطراف التمسك او عدمه بالاوراق التي يحملها كل طرف واليوم والمرشحان الابرزان هما سليمان فرنجية وميشال معوض اضافة الى عدة ترشيحات ابرزها قائد الجيش حيث تم التداول باسمه ان كان بلقاء باريس او باجتماعات الاطراف المسيحيين لاسيما في بكركي، وحزب الله لن يقبل اليوم الا بورقته الاساسية اي سليمان فرنجية، والمعادلة التي يطرحها بدعوته الموارنة للتوافق على مرشحه رئيسا للجمهورية اهانة لذكاء الموارنة وخياراتهم الديمقراطية وتعدديتهم السياسية.”
ورأى ان “حزب الله سيلعب لعبته وسيستعمل كل الوسائل ليظهر للاطراف انه جدي بخيار فرنجية”، الا انه اعتبر ان فرنجية “لا يحظى بالغطاء المسيحي فهو ليس ميشال عون والوضع الاقتصادي والسياسي مختلف عن الاعوام السابقة، لذلك سيبقى حزب الله متمسكاً بفرنجية ويمتحن مدى صمود الفريق الآخر خصوصًا وان هناك الكثير من الديمقراطية في المعارضة”.
وتابع: “من المستحسن ان يحظى ميشال معوض بأصوات اكبر ولكن المعارضة لا يمكنها وحدها الاتيان برئيس ولدي شك بأن الثنائي يمكنه الاتيان برئيس وخطاب نصرالله الاخير مختلف عن الماضي، كان يقول التعطيل حتى وصول ميشال عون بينما اليوم فيقول مرشحنا فرنجية ولنتحاور”.
واشار الصايغ الى انه لدى الثنائي “امل-حزب الله” حق النقض لاي رئيس يترشح للرئاسة لانه يرتكز على الميثاقية التي ذكرت بالفقرة “ي” من مقدمة الدستور التي لا تسمح بولادة اي سلطة تناقض العيش المشترك وبالتالي طالما انهما يمسكان بالصوت الشيعي في مجلس النواب فلا رئيس من دون موافقتهما”.
واكد اننا “نريد رئيسا مؤتمنا على لبنان لا يخون الشعب ويكون رئيساً قادراً ان يتفهم هواجس الجميع وان ينظم الحوار في قصر بعبدا”، واعتبر ان “كلام رئيس المجلس نبيه بري ونصرالله اختبار لاستمرارية قرار المعارضة التي لا تزال ملتفة حول ميشال معوض الذي نتطلع معه ومنذ اللحظة الاولى الى مرشح بعيد عن محور الممانعة المتمسك بالثوابت السيادية لان لا خلاص في لبنان الا بالعودة الى الثوابت الوطنية والدستورية التي حكما تعيد لبنان الى موقعه الطبيعي ليستعيد ثقة اصدقائه الاقليميين والدوليين”.
واضاف:” انتظر ثورة 17 تشرين “ب” وهذه قيامة للبنان وخلاصه للمستقبل”.
وعلق على خطوة النائبين ملحم خلف ونجاة عون صليبا، مذكرا ان الكتائب “وقفت منذ البداية الى جانبهما، واليوم هناك توزيع مهمات وادوار فاذا بقينا جميعا في المجلس ستبقى الساحة فارغة والحوار اليوم قائم مع كل افرقاء المعارضة والاجتماعات مفتوحة”.
اما مع التيار الوطني الحر، فكشف الصايغ ان لقاءات “عفوية تحصل ضمن اطار مجلس النواب ونحن لا نفكر بالعمل على انشاء تجمع مسيحي”.
وتابع: “تعطيل الجلسات التشريعية اتى من منطلق وطني وفي القضايا الكبرى والمصيرية يجب اعادة نظر لاصطفاف واضح وهناك نواب داخل التيار يعملون على القيام بقراءة عميقة تمهيدا لاعادة تموضع سياسي والاتفاق اليوم هو على القطعة ولكن ليس هناك اتفاق عام بالسياسة”.
وشدد الصايغ على رفضه لاي اتفاق بين ثنائيات، قائلا: “لا نريد لا اتفاق مار مخايل ولا اتفاق معراب ولا اتفاقا ثنائيا شيعيا لان الثنائيات تدمر الوطن ولا تعطي اي نتيجة للبلد”.
واكد ان المشكلة ليست لدينا فنحن” نصوت لمرشحنا منذ البداية ولن نعمد الى حرق الاسماء عبر رميها في الاعلام، اما سبب طرح اسم فرنجية للرئاسة فقد يكون الشعور بفائض القوة، ولكن هذا لن يؤدي الى اي نتيجة في المحصلة، ففي حال وصل للرئاسة فان لبنان سيتقهقر اقتصاديا وسياسيا كما وان الديبلوماسية الخارجية قالت انه في حال وصل رئيس من 8 آذار فلن ندعمه”.
الى ذلك، حذر الصايغ من ردة فعل الخارج لان “احدا لا يمكنه تحمل الفوضى في لبنان”، جازما انه ” لن ننتظر ساعة الصفر التي سيقررها بري ونصرالله للقيام بما يريدون في لبنان وعلينا اجراء الحوار وتعديل ما يلزم في النظام ضمن الطائف مع رئيس جمهورية لبنان”.
وحول كلام بري الاخير عن مرشح “الانبوب”، شجب الصايغ هذا الكلام معتبرا ان رئيس المجلس ” اساء للبنان ولمجلس النواب وهذه ليست المرة الاولى التي يستعمل رئيس مجلس النواب هذه اللغة مع النواب التي لا تجوز وهذا السجال اصاب هيبة بري بشكل كبير”.
واكد اننا “اليوم لن نلعب لعبة الفريق الآخر وقد نذهب الى تسميات أخرى للرئاسة”.
وعن جولة الدبلوماسيين والسفراء الاجانب، اوضح الصايغ انها ” تأتي تحسسا للخطر على الرئاسة وللتحذيرات الامنية مع اشتداد الاشتباك في لبنان خصوصا واننا في الكتائب دفعنا الثمن غاليا وهذا الامر لا يشكل لنا عقدة امنية وانما نتحسس الامن ولا نفرط بامننا ولكن لا نعيش بعقدة الاضطهاد”.
وفي ما يخص الحذر الامني الذي يتخذه الحزب ورئيسه، قال الصايغ: “ليس هناك من تهديدات مباشرة انما هناك تحذيرات لتخفيف التنقلات فالبلد مخروق امنيا وهناك العديد من الافرقاء التي لديها مصلحة باستهداف شخصيات تؤثر على لبنان ومن هنا اتى حديث رئيس الحزب عبر النهار”.
وتابع: ان “7 ايار آخر لن يفيد لان الوضع مختلف تماما والقوى السياسية جميعها معرضة للفوضى وراينا ذلك في 17 تشرين وفي المحصلة رغم محاولات بعض الاحزاب لاستيعاب الثورة لم يستطع احد ذلك ولكن لا يهددنا احد بالامن لاننا لا ننصاع للابتزاز الامني”.
وحذر الصايغ من الفوضى معتبرا ان ” الشعب اللبناني ليس بجو النزول الى الشارع واقفال الطرقات انما بجو اخطر من الفوضى وهو الانفجار الداخلي وهذا ما يحصل وينعكس بأشكال الانتحار واليأس على سبيل المثال “.
وعن مبادرة بكركي، كشف الصايغ انه “عرض علينا اكثر من 10 اسماء للرئاسة وهذه منهجية صحيحة لتعبر القوى عن رأيها وموقفنا واضح وكررناه للبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي انه اذا كانت المسألة مسألة فرض مرشح فلن نسير به”.
وبالنسبة الى ترشيح قائد الجيش، جدد تأكيده ان “الكتائب تعتبر ان قائد الجيش اثبت عن مؤهلاته في ادارة المؤسسة في ظل اجواء ضاغطة وهذا بحد ذاته انجاز تاريخي لان لبنان لم يكن في هذا الدرك ابدا ومن لديه هذه المؤهلات من الطبيعي ان يكون لديه مؤهلات ذاتية لتبوؤ القيادة، ونحن من الاساس قلنا ان قائد الجيش شخصية مقبولة ولكن علينا بداية طرح الفكرة امامه ومعرفة آرائه السياسية وخطته الانقاذية لكن ما لا نقبله اليوم ان يتم اتهامه بالفساد وما يحصل عيب”.
وحول حديث بري عن عدم امكانية تعديل الدستور، اعتبر الصايغ انه يصب في اطار “الرد للتمسك بفرنجية وهذه التخريجة الدستورية ضعيفة وهزيلة جدا”.