أشارت “الدولية للمعلومات” إلى أن “تمّ التّداول، يوم أول من أمس، أنّ المسيحيّين المقيمين في لبنان يشكّلون نسبة 19.4% من اللّبنانيّين، وقد نسب البعض بالتواتر أنّ هذه النسبة صادرة عن الدولية للمعلومات، وهنا يهمّنا التأكيد أنّ الخبر والنسبة عاريان عن الصحّة.
مع غياب الإحصاءات الرّسميّة، لا يمكن تأكيد الرّقم الصّحيح والدّقيق، ولكن، بالعودة إلى الإحصاءات الرّسمية المتوفّرة من خلال عدد الناخبين المسجّلين (وإن تضمّنت بعض الشوائب والأخطاء)، نجد أنّ عدد الناخبين المسجّلين في انتخابات العام 2022، هو 3،967،508 ناخبٍ، يتوزّعون بين:
– المسلمين بنسبة 65.4%،
– والمسيحيّين بنسبة 34.49%،
– والإسرائيليّين (اليهود) بنسبة 0.11%.
وقد بلغ عدد الأصوات التفضيليّة للمقترعين المقيمين (من دون احتساب الموظّفين) 1،665،694 صوتاً، توزّع بين:
– المسلمين بنسبة 68.1%،
– والمسيحيّين بنسبة 31.9%.
وبالتالي، وإذا ما إحتسبنا أنّ نسبة ضئيلة من المقترعين المغتربين صادف وجودها في لبنان إبّان الانتخابات، فإنّ النسبة الأكبر هي حكماً من المقيمين، وإذا ما أضفنا عدد المسيحيّين دون سنّ الـ 21، فإنّ نسبة المسيحييّن المقيمين في لبنان ليست 19.4%، إنّما قد تكون قريبة من نسبة المقترعين أو أدنى منها بقليل”.
وأضافت في بيان، “في وقت يمرّ فيه لبنان بواحدة من أخطر أزماته، ويكون السّؤال الأهمّ كم هو عدد اللبنانيّين الّذين ينامون وهم جياع، وكم عدد الّذين يموتون لعدم قدرتهم على تحمّل كلفة الدّواء والعلاج، وكم عدد الطلاب العاجزين عن الالتحاق بالتّعليم، وكم عدد العاطلين عن العمل؟، يبدو الحديث عن نسب اللبنانيّين تبعاً للطّوائف، ومن هم الأقلّ ومن هم الأكثر، سطحيّاً ومقصوداً لدفع اللبنانيّين إلى الاهتمام بأمورِ لا يعانون منها”.
وتابعت، “ولا شك أنّ الظروف المصيريّة التي يمرّ بها لبنان، تتطلّب قادة جدد ومقاربات جديدة، فأناس أقلّ من اعتياديّين لا يمكنهم التصدّي لظروف غير اعتياديّة”.
وقالت إنّ “الخوف والقلق على المستقبل يشغل بال جميع اللبنانيّين الّذين، حكماً، لن يكون خلاصهم من خلال طوائفهم، بل من خلال الدّولة المدنيّة التي تجعل اللبنانيّين مواطنين في دولة وليس رعايا طوائف”.