جاء في الانباء الكويتية :
رأى النائب المستقل بلال حشيمي ان استهداف رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل لرئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، ليس طارئا على الساحة السياسية، بل يعد من الطبق اليومي على الموائد «البرتقالية»، فمن تكليف الرئيس ميقاتي بتشكيل الحكومة وعدم استجابته للمطالب الباسيلية، مرورا برسالة الرئيس السابق ميشال عون المفخخة الى مجلس النواب، وصولا الى قبول عون استقالة الحكومة قبيل ساعات من إخلائه لقصر بعبدا، كلها محطات خلافية أججها الصهر في محاولة لضمان موقعه في المعادلة السياسية خلال مرحلة ما بعد العهد العوني.
ولفت حشيمي، في تصريح لـ«الأنباء» الكويتية، الى ان باسيل يبحث تحت عنوان الدفاع عن صلاحيات رئيس الجمهورية وحقوق المسيحيين، عن انتصار سياسي عبر توجيه سهامه باتجاه الموقع السني الأول في البلاد، وذلك بعد ان ارتدت عليه سهامه التي أطلقها باتجاه الرئيس نبيه بري، وبعد ان تخلى عنه حليفه حزب الله في موضوع الاستحقاق الرئاسي لصالح منافسه الوزير السابق سليمان فرنجية، علما ان الرئيس ميقاتي اثبت خلال وجوده على رأس السلطة التنفيذية انه صاحب قرار حاسم، والأكثر حرصا على الدستور وعلى صلاحيات رئيس الجمهورية وحقوق المسيحيين، وقال «كفى بالبرتقالية السياسية شعبويات لا تحيي أمجادا أصبحت من الماضي».
وأكد النائب المستقل ان باسيل الذي خسر نفوذه السياسي بانتهاء ولاية عمه الرئاسية، والذي أيقن استحالة وصوله الى قصر بعبدا، يحاول عبر جولاته الخارجية، وعبر إعلانه عن مبادرة بخصوص الاستحقاق الرئاسي، إضافة الى زياراته لمرجعيات سياسية وحزبية وكان آخرها مع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، ان يكون صانع الرئيس وذلك لاعتقاده انه باستبعاد فرنجية وميشال معوض وقائد الجيش جوزاف عون عن السباق الرئاسي، سيتمكن من ايصال رئيس يحمل بصمات برتقالية، يؤمن له استمرارية نفوذه في المعادلة الحكومية المقبلة، ويعبد امامه الطريق بعد ست سنوات الى قصر بعبدا، وهذا ما لن يحصل لأن كل القوى السياسية دون استثناء بما فيها حليفه حزب الله، ما عادت تأمن له وإليه، مؤكدا بمعنى آخر، ان باسيل خرج من دائرة النفوذ والسلبطة، ولن يكون في المعادلة الحكومية المقبلة كما كان عليه خلال عهد عمه، وما على اللبنانيين بالتالي سوى «إيجاد المخارج من النفق الذي دفعهم إليه الثلاثي عون – باسيل – حزب الله».
وسأل حشيمي: «أين كان باسيل من حقوق المسيحيين عندما تسبب عهد عمه بهجرة الشباب المسيحي بأعداد مخيفة الى جانب الشباب المسلم، بحثا عن مستقبل آمن اجتماعيا وماليا وصحيا وبيئيا وتربويا؟ ست سنوات من الحكم الباسيلي مستترا بالحكم العوني، كانت كافية لتدمير آمال المسيحيين والمسلمين على حد سواء وإذلالهم في طوابير الدواء والبنزين، وحملهم بالتالي على الإبحار باتجاه الأمن والأمان».
وأضاف «أين كانت غيرته على حقوق المسيحيين بتعيين حسان دياب رئيسا لحكومة أفقرت اللبنانيين وأسست بالتضامن والتكافل مع عمه الرئيس السابق للانهيار الاقتصادي، وبالتالي لإفلاس لبنان، ناهيك عن تهميشها عمدا لحقوق الطائفة السنية ودورها الأساسي في التركيبة السياسية؟».