أيام عصيبة على هذه العائلة بسبب دواء مقطوع!

كتب رمال جوني في “نداء الوطن”:

يحلم عبد الرحمن ان يلعب مع رفاقه، ان يتحدث معهم، أن يتعلم مثل أقرانه ويحظى برعاية صحية تليق بوضعه الصحي، غير ان حلمه إصطدم بلامبالاة المعنيين في البلد. إبن الثلاثة عشر ربيعا مصيره مجهول، ذنبه انه ولد مصاباً بإعاقة نطقية وكهرباء في الرأس، وذنبه أكثر أن يدفع ثمن جشع تجار الأدوية الذين أخفوا أدوية الأعصاب وتركوه وأمثاله يواجهون قدرهم المحتوم…

في منزله الخالي من كل شيء الا من بعض العاب مقطّعة الرؤوس، يمضي عبد الرحمن أيامه برفقه والدته زهراء واشقائه الـ11، منذ أكثر من شهر لم يتناول دواءه ما ادى الى تدهور صحته، وبات يصاب بكريزة كهربائية ثلاث مرات في اليوم، ومرشحة للارتفاع اكثر، “لأنه لا يتناول دواءه” تقول والدته التي نالت نصيبها من الضرب والعنف من قبله اثناء كريزته، بل باتت تخافه أكثر “لأنه تحوّل فتى عنيفاً جداً، لا يستطيع احد ايقافه”.

تحاول زهرة ان تطرق ابواب الجمعيات الدولية التي تعنى بالنازحين السوريين على اعتبار أنها لاجئة، غير ان كل الابواب صدّت في وجهها، مع عبارة “شوفي المستوصفات”، علماً ان هناك العديد من الجمعيات تعنى بالشأن الصحي، غير أنه على ما تقول زهرة “ما حدا اهتمّ لوضع عبد الرحمن بالرغم من أنني ارسلت لهم تقارير طبية عن حالته ووضعه وحاجته للعلاج السريع وللدواء والرعاية”. لا تريد سوى الاهتمام بابنها، ان يحظى بدوائه ليستقرّ وضعه وينال نصيبه من التعليم والرعاية، وهل هذا الطلب صعب؟

يصعب على زهرة ان ترى حال ابنها تتدهور ولا تقوى على فعل شيء، تبكي بحرقة قبل ان تناشد المعنيين مساعدتها في علاج ابنها.

بدأت حالة عبد الرحمن تتدهور مع بداية انقطاع الأدوية التي يتناولها، وزاد الوضع سوءاً مع فقدانها كلياً، حتى ادوية الاعصاب مفقودة او سعرها نار، وكثر مثل عبد الرحمن يواجهون الموت ولا من يهتم، ففي وقت يخزّن فيه المحتكرون الادوية لبيعها في السوق السوداء، هناك من يموت، من يتحوّل عنيفاً وربما مجرماً، فمريض الاعصاب لا يمكن تهدئته من دون دوائه، ومع حالة عبد الرحمن فإن خطر ان يتحوّل مجرماً وارد وفقا للأم التي تتمنى ان يسمع احد استغاثتها ويلتفت لحالة ابنها “لا اطلب الكثير، فقط علاج عبد الرحمن”.

وفق بيداء، شقيقة عبد الرحمن الكبرى، فـ”إن علاجه غير متوفر في لبنان والدواء وحده لا يكفي، فحالته تتدهور بشكل سريع، لا يوجد مركز لذوي الحاجات الخاصة وافق على استقباله لأن وضعه صعب ويحتاج متابعة خاصة”.

لم تترك بيداء جمعية الا واتصلت بها، عرضت عليها حالة شقيقها ومدى الخطر الذي بات يشكله، ارسلت مقاطع مصورة عن وضعه والعنف الذي يصبح عليه اثناء الكريزة، “ولكن ما حدا إهتم”، وتضيف “قصدنا مفوضية الأمم للنازحين السوريين الـUNHCR على إعتبار أنها الداعم لنا، غير انهم زعبونا فالى من نلجأ؟ يحتاج عبد الرحمن لرعاية صحية سريعة ويحق له أن يتعلم كذلك، اين جمعيات حقوق الانسان؟ لم نرها، دقينا ابوابها ولم نسمع الجواب”.

ايام عصيبة تمر بها العائلة، فهي لم تجد من يساعدها، الكل تخلى عن مسؤولياته. وعود كثيرة بالمساعدة تلقتها زهرة، لكنها طارت في الهواء، وحدها المعاناة تحضر داخل منزلها الخالي من كل شيء الا من الدعاء.

يبدو اننا دخلنا نفقاً صحياً مظلماً طال النازحين واللبنانيين على حد سواء، وباتت حياة الكل مهددة، فلا دواء ولا علاج ولا جمعيات تساعد، فهل يتدخل وزير الصحة وينقذ عبد الرحمن وكل امثاله؟

شاهد أيضاً

الصليب الأحمر: لتوخي الدقة في نشر المعلومات

نفى الصليب الأحمر اللبناني، اليوم الثلاثاء، في بيان “ما يتم تداوله عبر وسائل الإعلام عن …