كتبت راكيل عتيّق في “نداء الوطن”:
مع تعذُّر توسيع رقعة التأييد النيابي للمرشح الرئاسي النائب ميشال معوض وعدم تمكّنه من الوصول إلى عتبة الـ45 صوتاً في الجلسات الانتخابية، بالتوازي مع المراوحة في الملف الرئاسي وتأخُّر إنجاز الاستحقاق لنحو 4 أشهر، يعتبر البعض أنّ المعارضة «السيادية» عليها تجاوز ترشيح معوض والانتقال الى ترشيح اسم آخر يحظى بتأييد نواب «قوى التغيير» وعدد من النواب السُنة. في هذا الإطار، ضُخّت أجواء تفيد أنّ حزب «الكتائب اللبنانية» صاحب هذا الطرح ويعمل على إقناع حزب «القوات اللبنانية» و»الحزب التقدمي الاشتراكي» به.
الوقائع التاريخية غير البعيدة، تظهر أنّ أفرقاء المعارضة أو قوى الرابع عشر من آذار سابقاً، لم ينجحوا في الاستمرار في الموقف نفسه تجاه استحقاقات عدة. وقد يكون ما يفرّق هؤلاء أكثر ممّا يجمعهم. وإذ تدلّ التجارب الى أنّ «انعطافة» رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» عن المسار المعارض واردة في أي لحظة وبطريقة فجائية، خصوصاً أنّه يُعتبر قريباً من رئيس مجلس النواب نبيه بري أكثر من قربه من المعارضين الآخرين، وفي حين أنّ علاقة «القوات» و»الكتائب» تشهد تباعداً وتمايزاً واختلافات حيال ملفات عدة واستحقاقات أساسية مثل الانتخابات النيابية، إلّا أنّ الموقف الواحد تجاه الاستحقاق الرئاسي يبدو أنّه ثابت بين الأفرقاء الثلاثة، ولن يكسره أي تغيير «فردي» حتى الآن.
على الضفة «الكتائبية،» ينفي عضو تكتل «الكتائب» النائب الياس حنكش، أنّ يكون الحزب بصدد طرح التخلّي عن ترشيح معوض وتبنّي ترشيح آخر، إن كان النائب نعمة افرام أو النائب السابق صلاح حنين أو أي اسم آخر، مؤكداً أنّ هذا الموضوع ليس قيد النقاش، مشيراً الى أنّ أي طرح أو قرار يُمكن أن يُتخذ سيكون بالتنسيق مع معوض وبقية أفرقاء المعارضة، من «سياديين» و»تغييريين» ومستقلّين. أمّا البحث الجاري بين «الكتائب» وباقي أفرقاء المعارضة، فهو على «ماذا بعد» وليس على أي أسماء.
ويقول حنكش: «نبحث في المقاربة التي يجب اعتمادها حيال جلسات الانتخاب، لجهة إذا كنّا سنستمرّ في حضور هذه الجلسات والمشاركة في هذه المسرحية «البايخة»، أم نضع شروطاً لحضورنا مثل أن تكون الجلسات مفتوحة». هذا النقاش من المُرتقب أن يجري بوتيرة أسرع بعد الأعياد، بحسب حنكش، للتوصل الى مقاربة جديدة قبل جلسة الانتخاب المقبلة، لأنّ «هدفنا أن لا نستمرّ بالطريقة نفسها في السنة الجديدة، لجهة أن نشارك في الجلسات وننتخب مرشحاً واحداً وواضحاً، فيما أنّ الآخرين يصوّتون بورقة بيضاء ثمّ «يطيّرون» نصاب الجلسة التالية». بدورها، تؤكد مصادر «القوات» أنّ طرح ترشيح شخصية غير معوض لا يمتّ إلى الواقع بصلة، بل هناك تفاهم مشترك بين «القوات» و»الكتائب» و»الاشتراكي» ومعوض والمستقلّين الذين يدعمون ترشيحه، على أنّ أي تغيير في اتجاه مرشح آخر، يستوجب أن يتمكّن هذا المرشح من الوصول إلى عتبة الـ65 صوتاً. أمّا خلاف ذلك، فيُفقد هذه القوى صدقيتها، إذ إنّ قوة المعارضة تكمن في التمسّك بمرشّحها فيما يكمن ضعفها في تبديل المرشحين وحرق الأسماء بينما تبقي على النتيجة نفسها. لذلك إنّ اتخاذ خيار السير بمرشح آخر يحصل عندما يتبيّن للمعارضة أنّها ستستطيع من خلال هذا المرشح الوصول إلى أكثرية النصف زائد واحد، إذ آنذاك تفرض واقعاً رئاسياً مغايراً. وسيكون معوض و»القوات» أوّل من يسير بهذا الخيار، فلا «عِقد رئاسية» لدى أي من أفرقاء المعارضة ولا التزام أبدياً سرمدياً بترشيح معيّن لـ»الترشيح».
لذلك إنّ معوض وجميع الأفرقاء الذين يدعمون ترشيحه، مقتنعون بأنّه عندما تتوافر ظروف معيّنة، يُمكن اتخاذ خيار رئاسي آخر، أمّا الآن وفي ظلّ عدم ترشيح الفريق الآخر الذي يقوده «حزب الله» أي شخصية، فإنّ الأخبار التي تُبث عن استبدال المعارضة «السيادية» ترشيح معوض بترشيح آخر، هدفها «التشويش» على دعم معوض وعلى وحدة الموقف بين أفرقاء المعارضة التي لن تقع في هذا «الفخ».