كتب داود رمّال في “أخبار اليوم”:
لفت امس البيان المقتضب الذي صدر عن مديرية الوجيه في قيادة الجيش والذي تضمن ان مديرية المخابرات احالت على القضاء المختص المواطن (ل.ص) بعد توقيفه في محلة الشراونة – بعلبك، وذلك لوجود عدّة بلاغات ومذكرات توقيف بحقه بجرائم مختلفة، والموقوف كان ناشطاً في تجارة المخدرات وترويجها وتهريبها إلى الخارج، وعمل في تجارة الأسلحة الحربية ونقلها مع ذخائرها، وهو متّهم بمحاولة قتل عسكريين ومقاومة الأجهزة الأمنية. كما شكّل مع مجموعة من الأشخاص عصابة تزوير وسرقة منازل وسيارات وسلب أشخاص بقوة السلاح، وقام عدّة مرّات بإطلاق النار على مراكز ودوريات للجيش وبإتجاه أشخاص ومنازل بتواريخ مختلفة، وشارك شخصياً في عدد من عمليات خطف لأشخاص مقابل فدية مالية، وكان يُدير التفاوض مع ذوي المخطوفين من إحدى الدول الأوروبية. غادر لبنان منتصف العام 2016 بمستندات ثبوتية مزوّرة عائدة لشقيقه المتوفّي وعاد إليه بطريقة غير شرعية خلال العام الحالي حيث تم توقيفه.
وكعادتها لم تشأ ان تضع قيادة الجيش العملية التي افضت الى توقيف أخطر المطلوبين في جرائم الخطف مقابل فدية في اطار الانجاز، علما ان لهذا التوقيف انعكاسات مباشرة على الامن والاستقرار في لبنان عموما ومنطقة البقاع خصوصا، وهو يدفع الى مزيد من الحركة السياحية والتجارية في البقاع، بعدما ساد حذر شديد حركة كبار المتمولين واصحاب رؤس الاموال نتيجة الخوف الشديد من وقوعهم في قبضة عصابات الجريمة المنظمة وعلى رأسها الموقوف (ل.ص) الذائع الصيت في جرائم الخطف.
وكشف مصدر امني لوكالة “اخبار اليوم” ان قوة من مديرية المخابرات في الجيش، وفي عملية نوعية محكمة شملت رصدا ومتابعة على مدار الساعة في الخارج والداخل، تمكنت من تحقيق انجاز نوعي تمثل بتوقيف اخطر المطلوبين المدعو (لبنان. ح.ص) الملقب ب(لبنان دورة) والذي نشط منذ العام 2013 ولغاية العام 2016 بجرائم تعاطي وتجارة وترويج مخدرات وتهريبها إلى الخارج وسرقة منازل وسلب أشخاص بقوة السلاح وإطلاق نار في الهواء وباتجاه أشخاص ومنازل ودوريات الأجهزة الأمنية وخطف أشخاص مقابل فدية مالية، وهو غادر لبنان منتصف العام 2016 بعدما زوّر مستندات ثبوتية بإسم شقيقه علي الذي توفي جراء اصابته بمرض السرطان، وكانت وجهته هولندا حيث مكث هناك وتابع إدارته وتنسيقه العديد من عمليات خطف الأشخاص لحين عودته إلى لبنان خلسة خلال شهر أيلول من العام الحالي”.
واوضح المصدر التفاصيل الاساسية المسموح الافصاح عنها وهي انه “في العام 2015 سافر إلى هولندا مستخدماً جواز سفر شقيقه علي الذي توفي بمرض السرطان، بحيث انتقل بداية إلى تركيا وبعد حوالي ثلاثة أشهر إنتقل بحراً إلى اليونان ومكث هناك لحوالي الأسبوعين ومنها جواً إلى هولندا مستخدماً هوية إيطالية مزروة بإسم ماثيو نظمها له مهرب من الاثنية الكردية، وبعد وصوله إلى هولندا قرر التوجه إلى بريطانيا لكنه أوقف من قبل السلطات الفرنسية بعد إكتشاف أمر هويته الإيطالية المزورة وبقي موقوفاً في فرنسا لمدة 45 يوماً، أخلي سبيله بعدها وتم منحه عشرة أيام لمغادرة الأراضي الفرنسية، وعندها عاد إلى هولندا بواسطة القطار وإستقر فيها لحين عودته إلى لبنان خلال شهر أيلول من العام الحالي بحيث إنتقل من هولندا إلى ألمانيا بواسطة جواز سفر لبناني بإسم شقيقه علي ومن ثم إنتقل إلى مصر وبعدها إلى العراق وحضر براً إلى سوريا وتحديدا بلدة حاويك الحدودية حيث أقام لدى أشخاص عدة، وإستمر بالتنقل في سوريا لحوالي الشهر لحين دخوله لبنان خلسة بمساعدة اقارب له وسوريين من بلدة أكوم السورية وأقام لدى خالته في محلة الشراونة لحين توقيفه”.
واشار المصدر الى ان ابرز اعترافات (لبنان) تمثلت في أنه “عام 2006 عمل في مجال الإتجار بالمخدرات وترويجها بين منطقتي البقاع وبيروت وقد أوقف بهذا الجرم لغاية العام 2013. إعترف بمشاركته بعمليات سرقة سيارات بالتنسيق مع المدعو حمزة راجح جعفر. وبإقدامه على إطلاق النار عدة مرات في الهواء وبإتجاه أشخاص ومنازل بتواريخ وأماكن مختلفة. وأنه حاول تهريب المخدرات عام 2020 مادة حشيشة الكيف داخل صناديق خشبية ومادة زيت حشيشة الكيف داخل عبوات عصير الجلاب بواسطة شركة ليبانبوست وعام 2021 مخدرات داخل زند جرافة غير أن العميلتين باءت بالفشل”.
ولفت المصدر الى ان “تركيز الموقوف كان على انتقاء اشخاص من الميسورين وخطفهم تمهيدا لبدء المقايضة للافراج عنهم مقابل فدية، وهذا السلوك الجرمي جعله يحوز على مبالغ مالية مهمة سهّلت عليه التنقل في دول العالم، فهو شارك مباشرة في عمليات خطف أشخاص، الأولى عام 2019 للمدعو جوزف حنوش بالتنسيق مع المدعوين (ن.جعفر) و(غ . نصر الدين)، والثانية في 15/4/2022 للمدعو جوزيف مفرج بالتنسيق مع شقيقه محمد (ملقب محمد دورة) والمدعو (بشار.ط ) وكان دوره التفاوض مع ذوي المخطوفين للحصول على الفدية المالية وتزويد الخاطفين بأرقام شرائح أجنبية لتفعيل تطبيق الواتسأب. وإعترف انه شارك أواخر العام 2021 بالتخطيط لعملية خطف شخص من آل الحداد، إلا أن العملية باءت بالفشل بعد أن تبين أن الحداد يتواجد خارج لبنان. كما شارك بعملية خطف السوري محمد من خلال تأمين رقم هولندي كان قد أرسله إلى المدعو (بشار . ط) لتفعيل تطبيق الواتسأب بهدف التواصل منه مع ذوي المخطوف. وايضا إعترف بتعاطيه المخدرات منذ القدم ولغاية تاريخه. وأنه كان على معرفة بالتخطيط مؤخراً لعملية سرقة خزنات بداخلها مبالغ مالية من احدى البلدات الجنوبية والتي فشلت لأسباب لوجيستية وذلك من خلال إبن عمته الذي خطط لهذه العملية بالتنسيق مع المدعو (س جعفر) وشخص من آل المقداد”.
واضاف المصدر انه بحسب “النشرة القضائية، يوجد بحق (لبنان) 35 بلاغ مذكرة إلقاء قبض وتوقيف وخلاصة حكم و46 مستندا عدليا بجرائم جناية، تجارة مخدرات، مخدرات، حيازة أعتدة عسكرية، نقل أسلحة وذخائر حربية، حيازة ذخائر حربية، حيازة قنبلة، إحتيال، تأليف عصابة، محاولة قتل، حجز حرية، سرقة، تزوير، سلب بقوة السلاح، نقل جهاز لاسلكي، محاولة قتل عسكريين، مقاومة رجال السلطة، تجارة أسلحة، ترويج مخدرات، سلب سيارات، إستعمال مزور، إطلاق نار من سلاح حربي”.
اما التناقض الكبير تمثّل في ان الموقوف بهذه الجرائم الكبيرة يحمل اسم وطنه لبنان، ويا ليته احترم الاسم الذي يرمز الى الاشعاع والنور والحضارة والعلم والمعرفة، وليس الى الصفات الجرمية التي اكتسبها الموقوف.