باسيل: لدعم القطاع الزراعي الذي يثبتنا في أرضنا

رعى المدير العام في وزارة الزراعة المهندس لويس لحود اللقاء الذي دعت إليه الرهبانية اللبنانية المارونية ورئيس دير كفيفان الأب فرج الخوري حول “فرص تطوير النبيذ وزيت الزيتون والمونة البترونية”.

عقد اللقاء في دير مار قبريانوس ويوستينا في كفيفان وحضره الى لحود، النائب جبران باسيل، المدير العام للتعاونيات المهندسة غلوريا أبي زيد، المدير العام لمؤسسة المقاييس اللبنانية “ليبنور” المهندسة لانا درغام، المدير العام في وزارة الإقتصاد الدكتور محمد أبو حيدر، المديرة العامة في وزارة الطاقة المهندسة أورور الفغالي، قائمقام البترون روجيه طوبيا، وكيل عام الرهبانية اللبنانية المارونية الأب شربل فياض، رئيس رابطة مخاتير منطقة البترون جاك يعقوب، رؤساء ورئيسات أديار، رؤساء بلديات ومخاتير، رؤساء جمعيات تعاونية وأصحاب مبادرات صناعية وزراعية وانتاجية ومهتمون.

بعد النشيد الوطني قدم الزميل يزبك وهبه اللقاء، فشدد على أهمية القطاعات الانتاجية والزراعية التي تساهم في تثبيت المواطن في أرضه ووطنه.

ثم رحب رئيس الدير بالحضور، ولفت الى اهتمام الرهبانية اللبنانية المارونية بالزراعة وإيمانها بأن العمل في الأرض هو الطريق الى القداسة. وقال: “إن اللبنانيين والموارنة قدسوا الأرض وساووها بكراماتهم وبفلذات أكبادهم. فإنعاش القطاع الزراعي في لبنان هو حماية لمستقبل الوطن، لأن الزراعة هي صمام أمان لبنان، وبواسطتها تسد حاجة المجتمع ويحفظ كيان لبناننا المستقل. وتبقى الزراعة مستقبل الوطن وأساس استمراره ودرعه، والزراعة هي كنزنا الأكبر”.

ثم كانت كلمة رئيس المركز الزراعي في البترون المهندس داني باسيل، فعرض بالأرقام لواقع القطاعات الزراعية والنباتية والحيوانية والثروة البحرية في قضاء البترون. أما رئيسة مصلحة زراعة لبنان الشمالي المهندسة سونيا الابيض فقدمت لمحة عن واقع حال المصلحة، مشيرة الى انعكاس الضائقة الاقتصادية وجائحة كورونا على العمل. ودعت الى التعاون لوضع خطة لمشاريع مستقبلية مفيدة على الصعيد المحلي الوطني والعالمي. وعرضت للمشاكل التي يواجهها القطاع الزراعي في لبنان، وأكدت العمل في سبيل إرساء قطاع زراعي وغذائي متطور ومساهم أساسي في تحقيق الامن الغذائي وفي تحول الاقتصاد اللبناني الى قطاع منتج”.

ثم كانت مداخلات القطاعات الإنتاجية والتسويقية البترونية. وقدم سجيع لحود عرضا عن عمل جمعية “بترونيات”، وعن صناعة النبيذ تحدثت ريتا خوري بإسم إدارات مصانع النبيذ عن تطور الصناعة في البترون، وعن قطاع زيت الزيتون وكيفية تطويره وتسويقه تحدث أسعد سعادة. كما كانت مداخلات عن قطاع دبس الخرنوب للأب شربل خشان، وعن قطاع العسل لداني خليفة، وعن قطاع الأسماك المجففة ليوسف عساف وعن قطاع العرق لجورج طانيوس وعن قطاع مشتقات الحليب لشربل بو عيسى وعن قطاع مشتقات التفاح لنقولا معلوف بالإضافة الى مداخلات لدنيا باسيل قطاع الزراعة العضوية ولشارل ورده عن قطاع الزراعة المائية ولعاطف ابي نادر عن قطاع الصعتر والزعفران.

وكانت مداخلة للقائمقام طوبيا، شدد فيها على دعم المزارعين وايصال المساعدات للمزارعين، ووجه تحية لكل من ساهم في اطلاق صناعة النبيذ والعرق في منطقة البترون. وقال: “النبيذ والزيت هما عنصران أساسيان من رموز الكنيسة يجسدان الميرون ودم المسيح في الافخارستيا”.

وقال: “التعاطي مع الارض هو أجمل ما يمكن ان نمارسه وهو عامل أساسي في قرانا وعلينا أن نربي أولادنا على ثقافة حب الارض التي تعلمنا كل القيم التي يتعب الانسان لكسبها في المدرسة والجامعة وفي البيت والكنيسة. التعاطي مع الأرض هو الرابط الروحي بيننا وبين وطننا، وارضنا هي امانة بيدنا على امل ان يبقى هذا الدير محجا ومنارة وعامل ثقة لوجودنا”.

ثم كانت كلمة لأبو حيدر، قال فيها: “واجبنا أن نكون في خدمة الناس وبجانبهم في هذه المرحلة الاقتصادية الصعبة التي نمر فيها، حيث أن المواطن لم يعد بإمكانه تأمين قوته اليومي”.

أضاف: “الانتقال من الاقتصاد الريعي الى الاقتصاد المنتج له متطلبات لكي يبقى كل مزارع ثابتا في ارضه. لبنان بحاجة لكل صناعي لا يزال يؤمن بهذا البلد. ونحن في وزارة الاقتصاد نسعى لتحفيز الناس على التصنيع ايمانا منا، وبالاضافة الى الحاجة لتحصين أمننا الغذائي واكتفائنا الذاتي، ولكن في الوقت نفسه نحن بحاجة للتصدير الى الخارج لادخال العملة الصعبة الى البلد، لاسيما وأن اقتصادنا بأمس الحاجة لها. ومن هنا نؤكد لكم أننا أنا وزملائي بتصرفكم لتقديم الرعاية والارشاد وتأمين التسويق ونحن موجودون هنا كجسم واحد لكي نكون بجانب الناس ونسمع حاجاتهم، على أمل أن نلتقي دائما على الحب والعطاء والتعاون، لكي نبقى في خدمة الانسان ومتطوعين من أجله”.

أما درغام فثمنت المبادرات والتجارب الجديدة، وشددت على الأخذ بالاعتبار كل التحديات التي تحدث عنها أصحاب المشاريع، “انطلاقا من مسؤولياتنا في سبيل تأمين البيئة الحاضنة الملائمة لمثل هذه الاستثمارات التي تشكل حاجة لاقتصاد منتج”. ولفتت الى أن “المواصفات هي لغة السوق وعدم المطابقة للمواصفات والمقاييس والقواعد التقنية هو سبب أساس في رفض التبادل التجاري الدولي”. ودعت أصحاب المشاريع الى المشاركة في إعداد المواصفات، ولفتت الى “انشاء مركز تدريب للقطاعين العام والخاص حول الجودة والمواصفات”، داعية الى “الافادة من التدريبات”.

كما شددت على “أهمية شارة المطابقة التي هي بمثابة عامل ثقة لأي صناعة أو منتج وهذا يسهل عملية التصدير. ونحن بجانب كل صناعي وصاحب انتاج وابوابنا مفتوحة للمساعدة”.

وأكدت أبي زيد أن “تطوير القطاع الزراعي في لبنان، لاسيما التصنيعي منه، يتطلب في الأساس نشر الوعي حول أهمية العمل التعاوني ونشر الحركة التعاونية في البلاد، والتي تندرج ضمن إطار الدور الذي تقوم به المديرية العامة للتعاونيات. إن الغاية الاساسية من تأسيس الجمعيات التعاونية الزراعية التصنيعية في لبنان تتجلى بتحسين الوضع الاقتصادي والاجتماعي لأعضائها والمشاريع التعاونية المنفذة وفقا للمبادىء والقيم والقوانين التعاونية تشكل ضمانة لاستمرار الانشطة الاقتصادية لاسيما الزراعية من انتاجية وتصنيعية وتسويقية، وهذه الانشطة الزراعية تتحول بالتعاون وتضافر الجهود الى مصدر لعيش كريم”.

وشددت على “التشجيع على الانتاج وتصويب العمل التعاوني وعلى ضرورة التنسيق والتشاور الدائم وصولا للتطوير المنشود وتحقيق النمو على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي”.

أما لحود، فأعرب عن سروره بالتعاون القائم بين الوزارات، مؤكدا العمل على تعميمه في كل المناطق اللبنانية، لأن تجربة البترون كانت ناجحة من خلال مشاركة 11 قطاعا على أمل أن نجمع كل القطاعات ضمن إطار واحد وخطة واحدة في موضوع التصدير. وقال:”اليوم في البترون 10 خمارات نبيذ، ونحن بانتظار أن يرتفع العدد الى 15 ومعا سنعمل للبحث عن أسواق جديدة، واللافت اليوم أن كل الوزارات تستثمر في النبيذ، وهذا إنجاز بالاضافة الى تشجيع صناعة العرق وتصنيع التفاح والاسماك المجففة ومنتجات الحليب والمونة والمطبخ اللبناني والعسل الذي سيكون على لائحة التصدير. أما قطاع النباتات الطبية فهو قطاع واعد ومعه ندخل بأصناف جديدة على الصناعة اللبنانية والجهد متواصل لتعزيز تصدير كل منتجاتنا وادخال العملة الصعبة الى لبنان”.

وحيا لحود الرهبانية اللبنانية المارونية، مثمنا مبادرتها لتنظيم هذا اللقاء وجمع المنتجين والتعاونية الزراعية مع المدراء العامين ومساهمتها في تسويق الانتاج الزراعي في لبنان والخارج.

وأضاف: “نحن مستمرون بابتكار زراعات جديدة وزيادة المساحات المزروعة واستصلاح الاراضي واستثمارها”. وحيا وسائل الاعلام اللبنانية على مواكبتها الدائمة لعملية التسويق.

وأكد لحود ان وزير الزراعة عباس الحاج حسن حريص على تطوير كل سلاسل الانتاج الزراعي النباتي والحيواني وتأمين الحوافز اللازمة للمزارعين لتسويق منتوجاتهم.

وختم داعيا “الجاليات اللبنانية الى تعزيز تسويق الانتاج اللبناني في سبيل تثبيت اهلنا في ارضنا من خلال ادخال العملة الصعبة في سبيل تحقيق استمرارية العجلة الاقتصادية. من هنا نداؤنا للانتشار اللبناني أننا بحاجة لدعمكم ولتسويق الانتاج اللبناني”.

وكانت كلمة لباسيل، شدد فيها على “أهمية دعم القطاع الزراعي الذي يثبتنا في ارضنا، معلقا اهمية على ما يمكن ان نقوم به على مستوى القيمة المضافة على المزروعات في انتاجها وتصنيعها”.
وقال: “لدينا مجال تنافسي كبير جدا من قطاعات اخرى يدخل فيه لبنان ويتميز فيه عن غيره. منطقة كمنطقة البترون تشهد تطورا ملحوظا للقطاع السياحي خصوصا على مستوى السياحة الدينية، واليوم نستطيع ان نضيف عليها في الصناعة الغذائية، وهي جزء من السياحة. فمنطقة ستكون تستقطب العديد من المشاريع التي تساعد على الاستقطاب. أما الاهم اليوم فهو تشجيع التصدير من خلال التعاون بين المنتجين والمفاتيح الكبرى في الخارج من سفراء وقناصل فخريين وملحقين اقتصاديين واللبنانيين الناجحين القادرين على تسويق المنتجات الغذائية في سبيل تعزيز التصدير. وهذا ما نحن بصدد التحضير له للربط بين لبنان والخارج ما يدخلنا في آفاق جديدة”.

وثمن مبادرة دير كفيفان “الذي يشكل نقطة للتلاقي والتعلم والاستماع ونقل المعرفة”.

وفي الختام، كانت جولة في المعرض لتذوق المنتجات والصناعات الغذائية البترونية.

شاهد أيضاً

“استقلال البلد مهدد”… باسيل: دخلنا في حرب لم يكن يجب أن نقع فيها

أكد رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل أنَّ “الحفاظ على الإستقلال هو أصعب من …