جاء في “الجريدة” الكويتية:
حشدت السعودية الدعم لاتفاق الطائف، خلال الحفل الذي نظمته سفارتها في بيروت أمس، في الذكرى الـ 33 لتوقيع الاتفاق، كنوع من الردّ على كل محاولات الإطاحة به، أو الحديث عن الذهاب إلى مؤتمر تأسيسي يعيد صياغة النظام السياسي اللبناني.
وفي المؤتمر الذي حضرت فيه ذكرى شخصيات كان لها الأثر الفعلي في الوصول إلى اتفاق وقف إطلاق النار ووقف التقاتل الأهلي اللبناني، من أمير الكويت الراحل الشيخ صباح الأحمد، والراحلين العاهل السعودي فهد بن عبدالعزيز والأمير سعود الفيصل وغيرهم، أجمعت الكلمات على أن لبنان يقوم بقوة التوازن، ولا يمكن لموازين القوى أن تتحكم به وأن تغير نظامه وبنيته الدستورية كلما تغيّرت هذه الموازين.
ويتركز النجاح السعودي في جملة نقاط؛ أولها حشد أكبر عدد ممكن من القوى والشخصيات السياسية ومن مكونات مختلفة، وكان لافتا حضور جميع القوى المسيحية المتنافسة، فالأجانب أصدقاء وحلفاء المملكة المسيحيون حضروا، كما حضر ممثلون عن رئيس الجمهورية السابق ميشال عون، وممثلون عن «التيار الوطني الحرّ» الذي أكد مسؤولوه من داخل المؤتمر أنهم يحترمون الاتفاق الذي أصبح دستور البلاد، إضافة الى حضور سليمان فرنجية.
واقتصر الغياب على حزب الله وعلى ممثلين رسميين عن تيار المستقبل، إذ اعتذرت النائبة بهية الحريري عن عدم الحضور، لأسباب خاصة. وأكد السفير السعودي لدى بيروت، وليد البخاري، أن اتفاق الطائف هو مطلب دولي لا تراجع عنه، كاشفاً أن مسؤولين فرنسيين أكدوا نقلاً عن الرئيس إيمانويل ماكرون «أنّه ليست هناك أيّ نية أو طرح لتغيير اتفاق الطائف». وأشار الى أن المملكة تعوّل على حكمة القادة اللبنانيين وتطلعات الشعب الذي يسعى إلى العيش باستقرار، نحن في أمسّ الحاجة إلى تجسيد صيغة العيش المشترك والحفاظ على هوية لبنان وعروبته».
ورأى أن المؤتمر «يعكس اهتمام السعودية وقيادتها بالحفاظ على أمن لبنان ووحدته واستقراره، والمحافظة على الميثاق الوطني».
ويمكن قراءة كلمة البخاري على أنها استمرار للاهتمام السعودي بالملف اللبناني، وأن المملكة ستكون شريكة في صياغة أي تسوية سياسية أو رئاسية سيعمل اللبنانيون على إنجازها في المرحلة المقبلة لتجاوز الفراغ، خصوصاً أن مجمل الكلمات في المؤتمر شددت على ضرورة انتخاب رئيس جديد وعدم الاستمرار في الفراغ، لأن هذا الفراغ هو بيئة حاضنة لضرب الاتفاق ومضامينه.