هل تدخل بعض الأطراف مناطقها بمرحلة ميليشياوية جديدة؟
كتب الصحفي سمير سكاف
تعرضت إحدى الناشطات في الثورة، في متوسط العمر، الى عملية خطف وضرب وترهيب من مجموعة ميليشياوية، مكشوفة الوجه، في منطقة سن الفيل. وهي تنقل شهادتها لما حدث معها.
وبالتفاصيل، ولدى عودتها الى منزلها في منطقة قريبة من سن الفيل منذ يومين، تعرضت للمضايقة من سيارتي دفع رباعي سوداء اللون قرب مستديرة الصالومي، وحتى إدخالها الى محطة وقود مهجورة قرب جامعة الألبا عند الساعة الرابعة إلا ربع عصراً. وجرى ذلك على مرأى من عدد المارة ومن سكان المنطقة! من دون أن يحرك أي منهم ساكناً.
نزل من إحدى السيارات رجلين مفتولي العضلات. وبدأوا بلغة الشتائم والاتهامات عن الثورة والثوار بتعابير بذيئة. فقاموا بوضع غطاء على عينيها، نقلوها الى سيارتهم وتعرضوا لها بالضرب. فواجهتهم، بكيف يضربون إمرأة! ولكنهم استمروا في ضربها. وسال منها الدم، وتعرض فكها للإصابة.
وازداد التصعيد والكلام البذيء المشين. وقالوا لها: “بدك تنزلي عالثورة” !؟ إنتي “قيادية بالثورة”…!؟ فأجابتهن بالنفي. ثم سألوها: “ليه كنت عمبتوزعي مصاري لكن؟” فأجابت أنها كانت تساهم من تعبها ومالها الخاص. وأنها ساعدت عند الضرورة، كما فعل الكثيرون. وأن لا أحد ممن كانوا يساعدون عند الحاجة كان يتبجح بذلك. وسألتهم كيف عرفوا هم! فأجابوا: “ما تخافي علينا. هون مش انت بتسألي. نحنا يللي منسأل!”
داروا بها في الطريق عدة دورات، بسرعة كبيرة أحياناً وبدوس الفرامل المفاجئة أحياناً أخرى، ما تسبب لها بأوجاع في الظهر. وفي نفس الوقت، كانت تتعرض بالضرب على رأسها، لدرجة كانت قريبة من فقدان وعيها! وأمسكوا بشعرها وقاموا بهز رأسها بعنف في كل الاتجاهات. ومع إن القصة حدثت خلال دقائق، لكنها شعرت أنها كانت لساعات!
وجاءت تهديداتهم بالقول: “استرجي تحكي عن العهد!” فأجابتهم أنها تتكلم بالوقائع والقانون والدستور، وأنها لا تشتم ولا تتكلم إلا فيما يحدث فعلاً!
ضربوا برأسها على زجاج أحد شبابيك السيارة فكسروا لها اثنين من أسنانها! فبدأت بالمهاجمة “الله يلعنكن ويلعن هالعهد”! وبدأت برد الشتائم بالشتائم (لأول مرة في حياتها)! وقالت لهم في النهاية: “الله رح يردلي حقي منكن! الله لا يوفقكن عمتتعرضوا لأنثى بالطريق؟! لست الستات يللي من عمر اختكن؟! هيدي هيي “المسيحية” تبعيتكن؟! هيك بتكون المسيحية؟! هيك بتتعاملوا مع بعض؟؟!!” وبعد عدة دورات في السيارة أنزلوها في منطقة قريبة من سيارتها. وعند عودتها الى السيارة تواصلت مع عائلتها وهي بحالة يرثى لها. وقامت عائلتها بنقلها الى المستشفى لإجراء الصور الاشعاعية والفحوصات اللازمة. وهي قد قدمت في اليوم التالي، في المخفر، بشكوى ضد مجهول!