السوداني يمسك العراق.. ماذا عن لبنان؟

كتب داود رمّال في “أخبار اليوم”:

عرف العقلاء في العراق كيف يستنقذونه من المؤامرة التي كانت تريد له ان يذهب الى استجرار الدم بالدم ومن ضمن البيت الواحد، وهو البلد الذي يختزن تقاليد واعراف عشائرية وسلوكيات مجتمعية يصبح معها العلاج مستحيلا لاي فتنة تسيل فيها الدماء.

هذا العراق الذي طال درب جلجلته، اهتدى بحكمة المرجعية وبارادة ابنائه الى احدى الشخصيات التي تحفر احتراما عميقا في الوجدان العراقي الشعبي والنضالي، فذهب الى خيار الدكتور محمد شياع السوداني، هذا الابن البار لوطنه المجرّب في المواقع والمناصب والاداء العام، المقاتل بلا هوادة في مواجهة تدمير مقدرات العراق ومنع وصوله الى دولة مستباحة من داخل ومن خارج تُنهب مقدراته وثرواته الكبيرة جدا ويُترك شعبه بلا ادنى مقومات الحياة الكريمة والخدمات الاساسية التي هي حق له على دولته.

لقد امسك اخيرا وبعد طول الانتظار ابن الشهيد والعائلة لا بل العائلات الشهيدة على مرّ العقود بطريق نجاة العراق الذاهب نزولا الى هاوية سحقة لا قعر لها، وبمجرد تسميته لتشكيل الحكومة العراقية من منطلق سيادي خالص لا يستبطن خصومة مع اي احد ويتعاطى بندية ايجابية مع الدول الشقيقة والصديقة على قاعدة ان قرار العراق هو ملك العراقيين أجمعين الى اي دين او قومية انتموا، كان الصدى اكثر من ايجابيا لا بل مُبشرا بأن العراق الجديد الذي ننتظره سيكون على همته ومن صناعته، على قاعدة انه خادما للشعب لا سيدا عليهم يتصرف كيفما يشاء.

من يعرف الرئيس السوداني، يحكي عن خصاله بحب وئيد، والصفة التي تلمع سريعا في شخصيته ان بار بوالديه احياء وشهداء، وهو ابن ابيه الذي لا يغادر وجدانه وسلوكه ومسيرته، ويُنظر إليه داخل العراق ومن قبل كل تلوينات المجتمع العراقي السياسي والديني على أنه من الشخصيات ذات الخبرة في العمل التنفيذي ويوصف بأنه “نزيه وغير ملوث بملفات فساد وقادر على التمييز بين العلاقات والعمل والوضع السياسي والأحزاب السياسية والاستحقاقات، إلى جانب كونه شخصية قوية وغير جدلية”.

اما في لبنان الذي ارتبط تاريخيا بملفاته السياسية مع تطورات الواقع العراقي عليه ان يقارب انتخاب الرئيس السوداني من زاويتين:

الاولى: مسارعة القوى المنخرطة في الشأن العراقي الى تغيير سلوكها وادائها، بمعنى ان قوة العراق في دولته وبناء مؤسسات قادرة وعادلة تقوم بواجباتها على اكمل وجه، وان عدو العراق الاساسي هو الفوضى التي لا تخدم الا القوى المعادية للعراق، الامر الذي يستدعي سحب كل المنتفعين والمنخرطين في الفساد العراقي من معممين وغير معممين والذين يشار اليهم بالبنان والاسم على انهم يسيئون للعلاقة بين الشعبين العراقي واللبناني، والانتقال للتعاطي مع العراق بمنطق الدولة والمؤسسات، وعلى قاعدة ان العراق لا يحتمل اوصياء من خارج واهل العراق ادرى بشعابه ومشاكله وحلوله.

الثانية: ان يتمثل لبنان بالعراق ويذهب الى اختيار شخصيات قوية ونظيفة وغير ملوثة بالفساد والمال الحرام والدم الحرام، قادرة على اعادة بناء الدولة المهترئة والنهوض بالواقع الاقتصادي والمالي والمعيشي الذي وصل الى حد الكارثة.
هنيئا للعراق بالرئيس السوداني وعلى امل ان يرزقنا الله بمثله في لبنان.

شاهد أيضاً

“استقلال البلد مهدد”… باسيل: دخلنا في حرب لم يكن يجب أن نقع فيها

أكد رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل أنَّ “الحفاظ على الإستقلال هو أصعب من …